قالت روضة زروق رئيسة جمعية مرضى السرطان ل«التونسية» انّ الناحية النفسية مهمة جدا في علاج مرضى السرطان، مؤكدة ان شفاء عديد الحالات كان شبه مستحيل وان أصحابها تماثلوا مع ذلك للشفاء بسبب صمودهم وإصرارهم على مقاومة المرض. وكشفت انها لاحظت من خلال تجربتها بالجمعية أن مرضى الجهات الداخلية عادة ما يتقبلون مرض السرطان أكثر من مرضى العاصمة ،ملاحظة أنّ المعنويات تلعب دورا مهما في شفاء اغلب المرضى. وأضافت أنّ الحالات المسجلة سنويا تناهز ال 12 ألف حالة مؤكدة ان جميع الفئات العمرية مستهدفة وأنه لوحظ إنتشار المرض في صفوف الأطفال وأن الإصابات في صفوفهم تبلغ حوالي 50 حالة جديدة سنويا. وأشارت زروق الى ان اكثر انواع السرطانات إنتشارا في تونس سرطان الثدي في صفوف النساء والرئتين في صفوف الرجال ،وكشفت انه لوحظ ان الرجال يصابون بسرطان الثدي في تونس ،مبينة ان عديد الحالات وصلتهم في هذا الصدد. وقالت انّ من السرطانات الاخرى المنتشرة ايضا بكثرة سرطان الامعاء الغليظة. وبينت أنّ بعض العقليات للأسف لم تتغير وأن البعض مازال ينظر إلى المريض على أساس انه إنتهى وأنه سيفارق الحياة في حين انّ التجربة بينت العكس. وأكدت انّ الجمعية غيرت مقرها لتكون قريبة من المرضى وخاصة من مستشفى صالح عزيز الذي يستقبل آلاف المرضى وأن الجمعية خصصت مبيتا يضم 26 سريرا وهي توفر الإقامة والإحاطة المادية والنفسية للمرضى وخاصة أولئك الذين يأتون من مختلف مناطق الجمهورية ولا يجدون مأوى أو من يساعدهم في متابعة علاجهم ،مبينة أن بعض المرضى لا يجدون مساندة من أسرهم. وأكدت انهم في الجمعية بالتعاون مع أخصائية في التغذية يوفرون طلبات المرضى ويعدون لهم الأكلات تماما وكأنهم في بيوتهم. وأضافت انّ تقصّي السرطان تقصيا مبكرا يساعد على العلاج و الشفاء منه،مبينة انّ هناك حالات توافي أصحابها المنية وهم لا يعرفون أنهم مرضى بالسرطان،واعتبرت أنّ غياب الإمكانيات المادية يعيق الكثيرين عن العلاج ومتابعة المرض واعتبرت انه بسبب نقص التجهيزات قد يتعطل المريض خاصة وان بعض المواعيد طويلة المدى . وأضافت زروق انه لم يعد من المقبول ان تموت النساء في تونس بسبب سرطان الثدي لأن الكشف المبكر ينقذ المرأة وان نسبة الشفاء عالية، واعتبرت ان التقصي ناقص وانه يجب تكثيف الحملات في هذا الصدد. وأشارت إلى ان الصحة هي المستقبل والأمل للحياة ،ملاحظة أن التقشف قد يكون مقبولا في كل شيء إلا في الصحة، واعتبرت ان الحملات التوعوية مكنت العديد من النساء من معرفة المرض، مؤكدة ان تجهيزات الكشف يجب ان تكون رقمية وأنه يمكن إرسالها إلى 3 أطباء في نفس الوقت ومعرفة التشخيص في ظرف وجيز. ونصحت زروق جميع النساء والرجال بضرورة الوقاية والكشف المبكر عن المرض.