أكّد أمس الشيخ عثمان بطيخ وزير الشؤون الدينية أنه تم إبرام اتفاقيات مع وزارة العدل لتقديم دروس للمساجين موضّحا خلال ندوة صحفية في قصر الحكومة بالقصبة خصّصت لتقديم أولويات وزارة الشؤون الدينية خلال المائة يوم الأولى من عملها أن الوزارة ستختار وعاظا وأيمة لتقديم دروس للمعتقلين والموقوفين في السجون وأنّ هؤلاء الأيمة والوعاظ سيتلقون بدورهم تكوينا في هذا الخصوص للتواصل مع الموقوفين والتخاطب معهم مبيّنا أنّ الدروس ستشمل بالخصوص الموقوفين من المتهمين في قضايا إرهابية من أجل محاولة إرشادهم للطريق المستقيم ليؤكّد على الدور الأساسي الذي يضطلع به الأيمّة الخطباء والوعّاظ في معالجة مشاكل المجتمع وعلى رأسها آفة الإرهاب. من جهة أخرى أوضح الوزير أنّ الدروس الدينية المرخصة من قبل الوزارة في المساجد ستكون فقط في الفترة المسائية مبيّنا أن منع الدروس في الفترة الصباحية يهدف إلى فسح المجال لمختلف فرق الخدمات للاعتناء بالمساجد داعيا في الآن نفسه الأيمة المعزولين من طرف متشددين إبان أحداث الثورة وما بعدها إلى تقديم مطالب إلى الوزارة لإعادة تكليفهم . وأبرز الوزير أن اولويات الوزارة تتمحور في خمس نقاط أساسية أهمّها تحييد المساجد والجوامع وترشيد الخطاب الدّيني فيها مبيّنا أنّه للقيام بذلك تمّ إحداث لجان جهويّة لإحكام سير المساجد يترأسها الولاة أو من ينوبهم وتضمّ ممثلين عن وزارات الدّاخليّة والعدل والشؤون الدّينيّة تسهر على حصر الخطط المسجديّة المُستولى عليها ومعالجة وضعيّة المعالم الدّينية المبنيّة بلا ترخيص ومتابعة السير العادي لنشاط الجوامع والمساجد وسدّ الشغورات بها موضّحا أنّ الوزارة استرجعت 28 خطّة مسجديّة مستولى عليها من جملة 53 وأنّها تسلّمت 90 ملفا لمعالم دينية بُنيت بلا ترخيص وأنّها أعادت تنظيم القطاع والمشرفين عليه بتطوير وضعيات عدد هامّ من المؤسّسات التي لم تكن مؤّهلة لأداء دورها على أحسن وجه الشيء الذي مكّن من ارتفاع عدد الكتاتيب إلى 1300 كتابا موفّى 2014. و أضاف الوزير أنّه تمّ رصد الكتاتيب غير المؤهّلة للعمليّة التربوية لتهيئتها وترميمها لاحتضان الأطفال في مفتتح السنة الدراسية القادمة مبيّنا أنّه تمّ وضع خارطة لها وضبط المعطيات الإحصائيّة وإعادة النظر في برنامج التعليم بالكتاتيب حتّى يواكب المناهج الحديثة في العملية التربوية مؤكّدا انّه تمّت برمجة سلسلة من اللقاءات مع مسؤولي المؤسّسات الإعلاميّة العمومية والخاصّة لتبادل الرأي حول البرامج الدّينية التوعويّة المزمع برمجتها خاصة خلال شهر رمضان المعظم وما يليه مضيفا أنّه تمّ وضع تصوّر شامل لمشروع التفقّد في إطار رعاية الطفولة المبكّرة في قطاع الكتاتيب وإعادة النظر في المقاييس المعتمدة في الترشّح لخطّة مؤدّب عبر وضع روزنامة لعمليات تفقّد للكتاتيب تشمل كافّة ولايات الجمهورية وعبر التنسيق مع المعهد الأعلى للشريعة لإعداد برنامج تكويني لفائدة المؤدّبين والمؤدّبات يؤمّنها مختصّون في مجال بيداغوجيا التعليم وعلم نفس الطفل لمزيد الارتقاء بأداء المؤدّبين. من جهة اخرى اشار الشيخ عثمان بطيخ إلى أنّ الوزارة ساعية إلى ضمان حسن تنظيم وسير موسمي الحج والعمرة لسنة 2015 عبر متابعة عمليات الفرز بالجهات ومعاينتها من خلال لجان وطنية من الادارة المركزية ولجان جهوية والتي اعدت تقارير في الغرض وعبر الضغط على تكلفة الحج لهذه السنة رغم ارتفاع فارق العملة مقارنة بالموسم المنقضي والمقدر بحوالي 18 بالمائة إضافة إلى الحرص على سكن الحجيج التونسيين بالمدينة المنورة بالمنطقة المركزية للحرم النبوي والحفاظ على نفس أماكن مخيمي عرفة ومنى للسنة الفارطة وبرمجة فحص طبي ثان بداية من 1 جوان 2015 والى غاية 12 جوان 2015 مؤكّدا أنّ عدد البقاع المخصصة للحجيج التونسيين لهذا الموسم حدّدت ب8300 من جملة 183 ألف و83 مترشّحا. و شدّد بطيخ على أنّه تمّت إعادة النظر في الهيكلة العامّة للوزارة وتعصيرها عبر مراجعة الهيكل التنظيمي بما يخول تفعيل الهياكل الهامة والإدارات الخصوصية مبيّنا أنّ أهم التعديلات تتمثّل في احداث إدارة للإعلام الديني ملحقة بديوان الوزير وإدارة للإحصاء والتخطيط ملحقة بالتفقدية العامة الغاية منها تجميع المعطيات الإحصائية الخاصة بنشاط الوزارة ومعالجتها واستخلاص النتائج العلمية التي ستمكن من رؤية أشمل وأوضح للشأن الديني وبالتالي وضع الاستراتيجيات العامة وتعديلها إن لزم الأمر وإفراد قطاع الحج بإدارة صلب الإدارة العامة للشؤون الإسلامية من أجل الاعتناء به وتفعيل دوره وإحداث مكتب للشؤون الجهوية ملحق بالديوان مهمته الأساسية التنسيق مع المصالح الخارجية للوزارة ومع السلطات الجهوية والنهوض بقطاع الكتاتيب وإفراده بإدارة فرعيّة إضافة إلى مراجعة الأمر المتعلق بمشمولات الوزارة الذي لم يتم تنقيحه منذ 1994 وذلك لتكون صلاحيات الوزارة متماشية مع توسعة الهيكل المنظم لها ومع ما تتطلبه المرحلة الحالية من توسيع لنشاطها ومشمولاتها.