أفادت مصادر مطلعة ومقربة من «الجبهة الشعبية» ل«التونسية» بأن قيادة «الجبهة» ممثلة في أمنائها العامين وناطقها الرسمي تمارس ضغوطات على أحد مكوناتها الأساسية المتمثل في المستقلين بهدف إقصائهم وتهميشهم حسب قولها. وأكدت مصادرنا أن قيادة «الجبهة» المتنفذة تسعى إلى تحجيم دور مكوناتها المستقلة وتقييد عملهم السياسي والنضالي حتى من ناحية الحضور الإعلامي والإدلاء بتصريحات صحفية. وأضافت ذات المصادر أن مجلس أمناء «الجبهة » ينتهج منهج الدكتاتورية في إدارة هياكله وإصدار قراراته سواء المتعلقة بالبيت الداخلي للتحالف اليساري أو التي تخص تعرجات المشهد السياسي العام بالبلاد على حدّ تعبيرها. وأضافت أن عملية تهميش القيادات الجبهوية المستقلة شملت الإطارات المركزية والجهوية مشددة على أن مستقلي «الجبهة» باتوا يشعرون بالإحباط نتيجة الضغوط الممارسة عليهم من طرف القيادة وأن عددا كبيرا منهم أصبح يفكر جديا في الانسحاب. ونددت ذات المصادر بالممارسات «السياسية» التي تقع صلب «الجبهة الشعبية» والتي قالت إنها أصبحت تدار بمنطق «الزعيم الواحد والقرار الأوحد» مشددة على أن شق المستقلين داخل التكتل اليساري هو مكون أساسي من مكونات «الجبهة» وساهم بقسط كبير في تأسيسها وتكريس إشعاعها وقوة طرحها وأن تبوّأ هذه الأخيرة للمرتبة الرابعة برلمانيا ما هو إلا نتيحة من نتائج مثابرة كل مكوناتها ومن بينها الشخصيات المستقلة. واعتبرت مصادرنا أن تعاطي قيادة «الجبهة الشعبية» مع مستقليها وفق منطق الزعاماتية والتفرد بالرأي وكذلك وفق سياسة الاحتواء والفئوية الحزبية الضيقة يمثل خطأ قاتلا من شأنه الإضرار بمستقبل اليسار ككل و«الجبهة الشعبية» خصوصا، لا سيما بعد تلويح بعض الشخصيات الجبهوية المستقلة بالإنسحاب حسب كلام مصادرنا. خلافات بين «الوطد» و«العمّال» ؟ و في ذات الإطار، قالت مصادرنا إن خلافات أخرى، قديمة متجددة، بدأت تتعمق بين المكونات الحزبية للجبهة الشعبية وتحديدا بين حزبي «العمال» و«الوطد» على خلفية عدم توافقات سياسية وتنظيمية وهيكلية وأخرى تخص ملف اغتيال الشهيد شكري بلعيد المتمثلة في تداعيات الأزمة التي اندلعت بين الناطق الرسمي حمة الهمامي وأرملة بلعيد بسمة الخلفاوي ومن خلفها قيادات وطدية على خلفية ترافع أحد المحامين الجبهويين على أحد المتهمين في اغتيال الشهيد وفق ذات الجهة. الخلافات موجودة وفي توضيح ل«التونسية» أشار الأمين العام لحزب «التيار الشعبي» زهير حمدي إلى أن «الجبهة الشعبية» تتشكل من مكونات حزبية وأخرى مستقلة مضيفا أن التعامل مع المستقلين يتم على أساس الأفراد لا المجموعات. وبيّن في ذات الإطار أن المستقلين ممثلون داخل مجلس الأمناء وكذلك في التنسيقيات الجهوية مستطردا أن دور هؤلاء مركزي وأنه لا توجد أية نية لإقصائهم كما أفادت بعض الجهات. وأقر حمدي بوجود اختلافات وخلافات داخل «الجبهة الشعبية» ملاحظا أن هذه الأخيرة متنوعة المكونات الحزبية والسياسية وأنه تبعا لذلك من الطبيعي أن تعرف خلافات لأن هذا الأمر يدخل في طبيعة العمل الجبهوي. وأضاف محدثنا أن الجبهويين يعملون على تقريب وجهات النظر والرؤى فيما بينهم بهدف توحيد المواقف واحتواء الخلافات الموجودة وفق كلامه. الندوة الوطنية وبخصوص التحضيرات للندوة الوطنية ل«الجبهة» المزمع انعقادها نهاية ماي أو أوائل جوان 2015، قال زهير حمدي إن الندوات الجهوية في الغرض انطلقت السبت الفارط ملاحظا أنّه سيتمّ الاشتغال على ورقات عمل محورية خلال فعاليات الندوة الوطنية للجبهويين على رأسها المسألتين الهيكلية والتنظيمية وكذلك مناقشة السياسات والخيارات المطروحة أمام اليساريين في المرحلتين الماضية والمقبلة. تغيير الناطق الرسمي غير مطروح ولاحظ قيادي «الجبهة » أن أشغال الندوة الوطنية ستشمل كذلك تطوير مؤسسات وتركيبة «الجبهة » نظرا للقصور المسجل في هذه التركيبة مضيفا أن امكانية تغييرها واردة نافيا في الأثناء احتمال حدوث تغييرات في مستوى القيادة موضحا أن إجراء تحويرات في خطة الناطق الرسمي غير مطروح ضمن التغييرات المزمع تنفيذها قريبا. مشاركة القواعد وبالنسبة لمشاركة القواعد المحلية والجهوية بيّن حمدي أن المشاركة في فعاليات الندوة الوطنية للجبهة الشعبية مفتوحة لكل المنخرطين فيها على حد قوله.