الإهتمام بالنتائج والمقابلات المتعددة والمتتالية والإلتزامات المختلفة التي يخوضها الترجي الرياضي وبضرورة حسن الإعداد لها لم يمنع المسؤولين في النادي وعلى رأسهم حمدي المدب من التفكير في المستقبل وضمان كل ممهدات النجاح للفريق حتى يبلغ المستوى الذي يليق بالأحمر والأصفر ويلبي طموحات عائلته الموسعة ، وفي هذا الصدد انطلق الإعداد من الآن في التعزيزات التي ينوي أصحاب القرار في النادي القيام بها خلال الصائفة المقبلة وذلك بتحديد الإحتياجات والمراكز التي تشكو من السلبيات والنقائص وكذلك الأسماء القادرة على الإفادة وتقديم الإضافة لانتدابها في الميركاتو المقبل مع – وهذا الأهم – عدم التفريط في أي لاعب ورفض كل العروض التي ستصل إلى بعض اللاعبين البارزين وهو القرار الذي اتخذه رئيس النادي حمدي المدب العازم على تقوية الفريق لا تفريغه في خطوة لتحقيق الأهداف التي يريد الوصول إليها في المستقبل سواء القريبة أو المتوسطة وخاصة في الفترة النيابية التي سيقودها مع هيئته المديرة الجديدة، ومن هنا تأتي كذلك النيّة في تجديد عقود اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في موفى شهر جوان القادم. المحافظة على نفس الحظوظ نأتي الآن إلى المباراة الأخيرة للأحمر والأصفر وتنقله الصعب إلى سوسة أين التقى النجم الساحلي لنؤكد أن التعادل الذي خرج به الفريق من هذه القمة لا يقلص شيئا من حظوظه في المنافسة على البطولة والمحافظة على لقبه بما أن التتويج مضمون في حالة الفوز في كل اللقاءات المتبقية الشيء الذي يجعل مصير الفريق بين يديه وهذا شيء مهم جدا في الجولات الأخيرة من عمر هذا الموسم... صحيح أن الإنتصار كان سيدعّم أكثر فأكثر فرص إنهاء الموسم في الصدارة غير أن الهدف الأول من التحوّل الأخير إلى الملعب الأولمبي بسوسة كان تفادي الهزيمة بما أنها تقضي على كل الآمال في التتويج ولذلك كان الشعار قبل الكلاسيكو «ممنوع الخسارة» وهو ما نجح فيه الفريق رغم صعوبة المهمة التي تعقدت أكثر فأكثر بالتأخر في النتيجة خلال الشوط الأول والذي تمكن اللاعبون من تداركه والعودة في المباراة في الوقت المناسب وتقديم شوط ثان أفضل بكثير من الفترة الأولى خصوصا من الناحية الهجومية وكذلك على مستوى الإندفاع وحب الإنتصار... إذن وإن لم يخرج فريق باب سويقة مستفيدا من الجولة الأخيرة من البطولة فإنه لم يخسر شيئا أيضا وحافظ على حظوظه كاملة في باقي السباق. «الجويني» و«إيدوك»: الثنائي الأفضل للهجوم أكد الكلاسيكو الأخير مستوى هيثم الجويني والإضافة التي يمكن أم يقدمها إلى الخط الأمامي فكل الآداء الهجومي تغيّر 180 درجة بمجرد انضمام هذا اللاعب إلى التشكيلة ولا نذيع سرا حين نقول إنه اليوم أفضل مهاجم موجود في الترجي الرياضي نظرا لإمكانياته الكبيرة والمختلفة بدنيا وفنيا ، ومن هذا المنطلق يصبح تواجد هذا المهاجم في التشكيلة الأساسية للأحمر والأصفر أمرا مفروضا لما يضمنه من عمق هجومي والعبء الثقيل الذي يضعه على المدافعين بفضل بنيته الجسمانية ولعبه الرجولي ونجاحه في الثنائيات والحوارات المباشرة مع منافسيه وهذا ما ينقص بقية زملائه من جهة وما هو مطلوب من المهاجم العصري من جهة أخرى... إذن لا مناص من استغلال هذا اللاعب مستقبلا من خلال ترسيمه نهائيا في الحسابات كرأس حربة أساسي في الفريق خصوصا وانه يتكامل بصفة كبيرة مع النيجيري إيدوك نظرا لمؤهلات كل منهما الشيء الذي يجعل هذا الثنائي الأنسب والأفضل لهجوم الترجي الرياضي اليوم. «كروز» : الآن ... أو أبدا موضوع آخر لا بد من التطرق إليه اليوم في الترجي الرياضي نظرا لتأثيره على المستوى الفني والنتائج حاليا ومستقبلا، هذا الموضوع يتعلق بمانيو كروز الذي لا نريد أن نحكم عليه الآن حكما قاطعا بالفشل لكن ذلك لا يمنعنا من التأكيد على شيء هام وهو أن البرازيلي لم يعط شيئا ولم يقدم بعد الإضافة التي يطلبها أبناء باب سويقة من أي لاعب أجنبي... لقد دخلت البطولة منعرجها الحاسم الذي يحتاج فيه الترجي الرياضي إلى كل ركائزه والنقاط الإيجابية الموجودة في مجموعته والتي يعد كروز إحداها بالنظر إلى ما سمعنا عليه من كلام حول فنياته وقدرته على تأمين دور صانع ألعاب في الفريق، البرازيلي وبكل أمانة بصدد تقديم مردود عادي جدا بإمكان أي لاعب محلي القيام به وهذا ما لا يرضى به الترجيون من لاعب أجنبي من المفروض أن يضيف شيئا ما في هذه الفترة المصيرية على مستوى الآداء والمساهمة في الإنتصارات ... الترجي الرياضي لم يستفد من هذا اللاعب قاريا بسبب عدم تأهله قانونيا ولم يستفد منه محليا بالشكل اللازم وهو ما يضع كروز أمام حتمية تدارك وضعه في الجولات المقبلة المصيرية وإفادة الفريق وإلا فإن الفشل سيكون مصيره ولن يضمن وجوده في الموسم المقبل في ظل التحديات والإلتزامات والأهداف المسطرة والتي تتطلب مستوى فني معيّن لا يمكن الهبوط عنه بالنسبة للاعب أجنبي. الجهة اليمنى للدفاع : مخبر تجارب من أكثر المراكز التي تشهد تغييرات وتجربة عدة اختيارات فيها الجهة اليمنى للدفاع وهذا دليل على عدم رضا جوزي دي مورايس على مردود ومستوى اللاعبين الذين تداولوا على هذا المركز وعدم العثور بعد على الظهير الذي يقوم بالدور الكامل في هذه الخطة بين الدفاع والهجوم... هذا لا يعد بالمرة تشكيكا في الأسماء التي لعبت في هذا المركز لكن أهمية الدور المناط بلاعبي الرواق سواء الدفاعيين أو الهجوميين في فريق باب سويقة هي التي تعقد المسؤولية ونجاح هؤلاء اللاعبين بسبب النقص الذي يشكو منه كل منهم في جانب ما، فسامح الدربالي الذي تكوّن كمهاجم منذ الصغر من الطبيعي أن تخونه الناحية الدفاعية وعملية افتكاك الكرة والإندفاع في الإنقضاض على المهاجم ولنا في لقطة ضربة الجزاء التي تحصل عليها النجم مؤخرا خير دليل على ذلك حيث وجد المويهبي كل الوقت للترويض والدوران والتوزيع براحة كبيرة جدا ... نفس الشيء ينطبق تقريبا على إيهاب المباركي وهاريسون آفول اللذان تنقصهما الصلابة الدفاعية والسيطرة على الحوارات الثنائية والظفر بها مقابل القدرة على الإضافة هجوميا... كل هذه المعطيات جعلت الجهة اليمنى مخبر تجارب وتغيير الإختيارات من مباراة إلى أخرى أو في نفس المقابلة بين شوط وآخر وهو أمر مكتوب على الإطار الفني التعامل والتأقلم معه في ظل انقراض الظهير الأيمن المناسب والمتكامل في كرتنا وفشل الانتدابات في هذا المستوى، مع ضرورة عمل كل لاعب من هؤلاء الذين ذكرناهم على إصلاح نقائصه ومضاعفة المجهود من أجل القيام بالدور المطلوب في هذه الخطة.