كانت النقاط الثلاث أولوية الترجيين من تحوّلهم أمس إلى الضاحية الجنوبية بقطع النظر عن مستوى الأداء والإقناع وذلك حتى يضمنوا لأنفسهم انطلاقة موفقة في الشطر الثاني من الموسم في لقاء افتتاحي لم يكن سهلا بالمرة أمام فريق غالبا ما شكل منافسا عنيدا أمام الأندية «الكبرى» ووضع أمامهم مشاكلا بالجملة، ومن هذا المنطلق كان الفوز «الصغير» بهدف المحيرصي ثمينا للغاية كسب بفضله الأحمر والأصفر الرهانات التي كانت موكولة لهذه المواجهة بوصفها الأولى للإطار الفني الجديد وكذلك للمنتدبين الأجانب في الميركاتو الأخير... من جهة أخرى ومقابل الهدف الأساسي من هذه المباراة والذي نجح أبناء باب سويقة في تحقيقه مفتتحين مرحلة الإياب بانتصار في غاية من الأهمية فإن الوجه الذي قدمه الفريق تراوح بين الإيجابيات والسلبيات سواء على المستوى الفردي أو من حيث المردود الجماعي لمختلف اللاعبين مما يعطي مؤشرات ثابتة للمستقبل وكذلك رؤية واضحة على الجوانب التي يتحتم على المدرب دي مورايس التركيز عليها قصد تحسينها. فشل ذريع في الكرات الثابتة أبرز نقطة سلبية رافقت مردود الترجي الرياضي في مباراة الهمهاما الكرات الثابتة من ركنيات ومخالفات وذلك على المستويين الهجومي والدفاعي حيث فشل الفريق في إحداث الخطر ولو في مناسبة واحدة رغم تعدد مثل هذه الكرات فيما أظهر الدفاع انحلالا كبيرا وغريبا في المخالفات التي تحصل عليها النادي الرياضي لحمام الأنف وكان قريبا جدا من افتتاح النتيجة بواسطتها خلال الشوط الأول وبالتالي إعطاء منعرج مغاير للمباراة... السبب في هذا الفشل على المستوى الهجومي يعود إلى غياب الأخصائيين الحقيقيين في التنفيذ والقادرين على الدقة في التوزيع بما يخلق الخطر ويمهد إلى حسن استغلال هذه الكرات وهذا ما يفسره تعدد اللاعبين الذين أوكلت لهم هذه المهمة وكانوا سبعة بالتمام والكمال وهم المحيرصي ونجانغ والشعلالي وكروز وإيدوك والحرباوي والصامتي، كل هؤلاء تولوا تنفيذ المخالفات والركنيات في لقاء أول أمس وهو دليل على غياب العمل والتحضير وبالتالي التعيين على هذا المستوى مقابل فوضى عارمة سمحت لكل من هب ودب وللأقرب للكرة بتولي التسديد حتى وإن كان لا يفقه شيئا في هذا الدور الهام جدا وهذا غير مقبول بالمرة في فريق يطمح إلى تطوير أدائه وتدارك أمره والنجاح في كل الإلتزامات التي تنتظره بما أن الكرات الثابتة تعد سلاحا هاما لإحداث الفارق في كرة القدم العصرية وأحد المفاتيح الذي تعوّل عليه كل النوادي... إذن وأمام هذا الفشل الذريع يتحتم على الإطار الفني القيام بالعمل الخاص المفروض على هذا المستوى واختيار ثنائي يحسن تنفيذ هذه الكرات ويمهد إلى استغلالها على الوجه الأفضل ، ونفس الشيء من الجانب الدفاعي لأن الإنحلال كان كبيرا في الخط الخلفي في جل المخالفات التي تحصل عليها نادي حمام الأنف وكاد أن يحسم اللقاء بفضلها. اختيارات في حاجة لمراجعة إلى جانب الكرات الثابتة الدفاعية والهجومية على حد السواء والتي تعد مثلما ذكرنا النقطة السلبية الأولى في أداء الترجي الرياضي في مباراة حمام الأنف فإن بعض الإختيارات على مستوى التشكيلة وكذلك تمركز وتموقع بعض اللاعبين في حاجة ماسة إلى المراجعة... وفي هذا الصدد نبدأ بالجهة اليسرى للدفاع والتي لم يوفق فيها حاتم البجاوي إلى حد الآن لا في العمل الدفاعي ولا في الجانب الهجومي وهو ما يحتم عليه إما تحسين أدائه من هذين الناحيتين لأن انتدابه تم على أساس أن يقدم الإضافة ويكون أفضل من زملائه أو تجربة حل ثان ومنح الفرصة للاعب آخر يقدر على تأمين المهمتين الدفاعية والهجومية... بالنسبة لتمركز النيجيري ساموال إيدوك فإنه كان متأخرا بشكل كبير أفقده الخطورة التي يمكن أن يفرضها على المنافس وكذلك الآداء الطيب الذي برز به في المقابلات الودية وأهله إلى تسجيل العديد من الأهداف ، ولذلك وجب القيام بالتعديل اللازم على هذا المستوى مستقبلا ووضعه في المكان الذي يمهد له تقديم الإضافة هجوميا... نفس الشيء في خصوص تمركز غيلان الشعلالي الذي وجدناه مرارا قريبا أو بالأحرى لصيقا بحسين الراقد وهذا ما يحد من الحلول عند إخراج الكرة وتصعيدها والتدرج بها من الدفاع إلى الهجوم بما يسمح ببناء هجمة منظمة تحدث الفارق وتخلق الخطر على المنافس، تمركز الشعلالي حد من الحلول من جهة وأجبر المدافعين أحيانا على توخي الكرات الطويلة والمباشرة التي لا تجدي نفعا وسهّلت مهمة دفاع الهمهاما... هذه هي أبرز الجوانب التي يتحتم على دي مورايس تعديلها ومراجعتها في أسرع وقت حتى يمهد إلى تطوير الآداء والقضاء على بعض النقائص التي يمكن أن تلعب دورا سلبيا في عملية التدارك التي يتطلع الفريق إلى تحقيقها في هذه الفترة. تحسّن في مردود «كروز »... و«إيدوك» لم يؤكّد كان المنتدبان الجديدان ساموال إيدوك ومانيو كروز محط أنظار الجميع في هذا اللقاء الرسمي الأول لكل منهما بلوني الترجي الرياضي غير أن الحكم لهما او عليهما غير ممكن الآن باعتبار ضرورة منحهما أكثر فرص ومشاهدتهما في مقابلات أخرى ، لكن وفي خصوص لقاء حمام الأنف بالذات ومقارنة مع المقابلات الودية التي شاركا فيها مع الأحمر والأصفر يمكن القول إن آداء البرازيلي كان أفضل وشهد تطورا واضحا يؤشر إلى مزيد التحسن مستقبلا وبالتالي إضافة أكبر على مستوى البناء والكرات السانحة للتهديف للمهاجمين في حين لم يؤكد النيجيري الآداء الممتاز الذي ظهر عليه في الوديات ربما بسبب تمركزه المتأخر والبعيد عن المناطق الأمامية الشيء الذي حد من خطورته وجعله تقريبا شبه غائب عند إنهاء الهجمات وهذا الإختيار ومثلما ذكرنا يحتاج إلى المراجعة لحسن استغلال الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها هذا اللاعب في اللقاءات المقبلة... صحيح أننا سننتظر قادم المقابلات لإعطاء حكم قاطع على كل منهما لكن يمكن القول الآن أن هناك مؤشرات إيجابية تفيد قدرة كل منهما على إفادة الفريق وتقديم الإضافة.