عقد امس المنتدى العالمي للوسطية، في العاصمة ،مؤتمرا دوليا بعنوان «دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي»، سعياً إلى بيان دور الوسطية في استقرار بلدان العالم الإسلامي وإبراز خطر التطرف والعنف الذي يستنزف طاقات العالم الإسلامي وإمكاناته، وبيان حقيقة سماحة الإسلام وعدله في التعامل مع مكونات الأمة كافة على اختلاف أديانها ومذاهبها احتراماً لكرامة الإنسان وذاته من جهة، وكذلك تنديدا بما يحدث في دول المنطقة من صراعات طائفية وظهور تنظيمات إرهابية سرطانية. كما أجمع المؤتمرون على ضرورة محاربة منابع فكر التطرف والإرهاب وتجفيفها واستحداث قوانين صارمة للتصدي للفكر المتطرف والأعمال الارهابية وتعطيل نموه بشتى الوسائل. ودعا المشاركون من علماء ومفكرين وممثلي جهات عربية وإسلامية ودولية إلى إبراز صورة الدين الاسلامي المشرقة وبيان دور العلماء والمفكرين في تعزيز منهج التوازن والاعتدال، وتفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية والإعلامية في مواجهة التطرف الارهابي بمختلف أشكاله ومسمياته وبناء استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب. وقد شاركت في المؤتمر نخبة من علماء ومفكري الأمة الإسلامية المشهود لهم بالوسطية والاعتدال على غرار الشيخين راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو، والاستاذ اياد مدني وابو جرة السلطاني والدكتور صادق المهدي والمهندس مروان الفاعوري وثلة من الشخصيات المعروفة على الصعيدين العربي والاسلامي.... وقد تحدثوا كلهم عن دور الوسطية في مواجهة الإرهاب والتطرف ودور المؤسسات التربوية على اختلاف انواعها والحركات والتيارات الاسلامية في الحد من التطرف وتعزيز قيم الوسطية وكيفية التعاطي مع التحولات السياسية... وشمل المؤتمر عدة محاور أهمها بيان الوسطية ودورها في مواجهة الإرهاب والغلو، ودور مؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ مفهوم الوسطية، وكذلك دور الاعلام والمرأة في مقاومة ثقافة العنف، ودور المجاميع العلمية والثقافية في التصدي للتطرف وموقف الاسلام من هذه الظاهرة،و دور المراجعات الفكرية للحركات والتيارات الإسلامية والمؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام في الحد من التطرف. مروان الفاعوري (أمين عام المنتدى العالمي للوسطية): هكذا نقتلع الإرهاب من جذوره و يهدف هذا المؤتمر حسب مروان الفاعوري أمين عام المنتدى العالمي للوسطية، الى إبراز الصورة المشرقة للإسلام واعتداله ووسطيّته وحدود التسامح فيه،و بيان الدور المنوط بالعلماء والمثقفين لتأصيل وتعزيز منهج الاعتدال والوسطية، وأثر الفتاوى في ذلك، ودور المؤسسات الفكرية والثقافية في تبني منهجية الإعتدال ومحاربة التطرف والإرهاب، ومناقشة إشكاليّة جدليّة الدّولة الدّينيّة والمدنيّة، وتقديم برنامج عملي وتجارب ناجحة لترسيخ الاعتدال والتصدي للظواهر الفكرية التي تتعارض مع جوهر الإسلام... واضاف الفاعوري أن الواجب الديني والأخلاقي يُملي على علماء المسلمين المشهود لهم بالوسطية أن يوضّحوا للمسلمين ولغيرهم الصورة الحقيقية للإسلام والتي يحاول بعض المغالين تشويهها. وأوضح الفاعوري انه كان من الضروري تنظيم هذا المؤتمر خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها العديد من دول المنطقة وذلك للحفاظ على التنمية والاستقرار وإعادة الثقة بين أبناء الأمة والتوازن من خلال المشاركة الجماعية في العمل والبناء واعتماد الإصلاح كمنهج إسلامي راشد، والعمل على حل كل الخلافات والاشكالات العالقة عن طريق الحوار البنّاء وعدم التطرق للصراع والعنف مهما كانت مبرراته. ودعا الفاعوري المكونات المجتمعية أفرادا ومؤسسات وأُسراً ومجتمعاتٍ مدنيةً وعلماء ومثقفين وساسةً وشعوباً الى التصدي لهذه الظاهرة وتعرية أصحابها حتى يتوقفوا عن تنفيذ مخططاتهم الدنيئة في تشويه صورة الدين الحنيف بأيدي مغرّر بها وتحت يافطة العباءة الدينية، متوجها بالدعوة الى الإعلام الغربي بأن يبتعد قدر المستطاع عن المزج بين الإرهاب والإسلام وخطب الحقد والكراهية. كما دعا الفاعوري الى ضرورة تحويل قدرات الامة الى شيء فاعل لاستكشاف اسباب انتشار سرطان الارهاب وخلاياه, مشيرا الى ان القضاء على الواقع الارهابي لا يقتصر على استخدام الطائرات والدبابات فحسب بل لابد من سلاح العلم والكتب من جهة اخرى ،على حد تعبيره.