قال فتحي بن خليفة كاتب عام الجامعة الوطنية لمربّيي الدواجن ل«التونسية» إنّ قطاع الدواجن يعيش حاليا أزمة خانقة ،مضيفا أنّ هناك حاليا إنهيارا تاما لأسعار اللحوم البيضاء وانّ الدجاج ينفق في المداجن بسبب عدم ترويجه . وأوضح بن خليفة أنّ الأزمة تعود إلى تحرير القطاع في 2011 مما أدى إلى انهياره تدريجيا ،معتبرا أنّ القطاع يعيش الآن أزمة خطيرة وانه يسير الى الهاوية. وأضاف أنّ القرار القاضي بعدم بيع الدجاج الحي من الفلاح الى التاجر وإيقاف الشاحنات المحملة بالدواجن أدّى إلى عزوف التجار عن اقتنائه من الفلاح خوفا من التتبعات العدلية ،ومن عمليات إيقافهم وإفتكاك سلعهم ،محذّرا من نفوق الدجاج خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والإزدحام الكبير الحاصل بالعديد من المداجن. وأكّد بن خليفة أنّ ما يحصل خطير جدا ،ومن شأنه أن يؤدي إلى إحتقان إجتماعي كبير في صفوف المرّبين خاصة أن أكثر من 15 ألف عائلة تقتات من هذا القطاع. واعتبر كاتب عام الجامعة الوطنية لمرّبيي الدواجن انّ القانون الذي سنّ في 2005 والقاضي بمنع بيع الدجاج الحي(خوفا من انفلونزا الطيور) آنذاك يعتبر خطأ تاريخيا جسيما ،مؤكدا أن هذا القانون كان يتطلب حزمة من الإجراءات لتنظيم القطاع وهيكلته وليس جرّه إلى الهاوية. وأضاف أنّ القطاع يحتاج إلى معالجة جذرية وليس أمنية لضمان ديمومته، معتبرا أن تدهور الأسعار عند الإنتاج مؤشر خطير جدا مشيرا إلى أن أسعار البيض وصلت إلى 360 مليما بالنسبة للأربع بيضات، وإن سعر كلغ الدجاج المذبوح نزل إلى 2200 عند الإنتاج،معتبرا أنّ الكلفة أكثر من سعر البيع بكثير خاصة أمام غلاء المواد العلفية كالصوجا التي يتم اقتناؤها بالدولار. وقال انّ الفلاح من حقه أن يعيش كبقية الناس وان يبيع منتوجه بلا خسارة، ملاحظا انه من فرط نفوق الدجاج أصبحت الكميات النافقة مجرد رقم من الأرقام. وكشف أنّ من بين المآسي التي عمّقت أزمة القطاع إغلاق باب التصدير إلى ليبيا، مؤكدا ان لتونس حاليا فائض ب13 ألف طن من الإنتاج و5،3 أطنان من مخزونات الديك الرومي والدجاج ،مضيفا ان ليبيا تبحث عن سوق لاقتناء اللحوم البيضاء خاصة بعد غلق السوق التركية التي تعاني من مشكل انفلونزا الطيور. ودعا محدثنا إلى ضرورة معالجة أزمة قطاع الدواجن قبل فوات الآوان، مؤكدا أنهم كجامعة بلّغوا مقترحاتهم الى رئيس المنظمة على أمل أن تصل إلى رئيس الحكومة. وطالب بتقسيم القيمة المضافة على كافة المتدخلين لضمان ديمومة القطاع والإبتعاد عن الحلول الترقيعية ومعالجة القطاع معالجة جذرية . وانتقد بن خليفة رغبة الحكومة في الحدّ من الأسعار وانتشاءها بالانخفاض الحاصل إلى درجة أنها أغمضت عينيها عن انهيار الأسعار وتراجع المنظومة ككل. وقال:«ارفعوا أيديكم على الفلاّح» مضيفا ان الدجاج ينفق وأن قلوب مربيي الدواجن ماتت.