«الفلّوس» الجزائري وحلّ البرمجة وراء البليّة التونسية (تونس) حذّر «فوزي الزيّاني» رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بصفاقس من فيروس خطير، سريع الإنتشار، ومعد أصاب الدجاج مؤخرا وتسبب في نفوق ما لا يقل عن 10 ألاف دجاجة في صفاقس على حدّ تعبيره . وقال «الزيّاني» ل«التونسية» ان هذا الفيروس يسمى «نيوكاسل» نسبة إلى المدينة الإنقليزية التي ظهر فيها،وأضاف ان هذا الفيروس ظهر أيضا خلال الصائفة المنقضية في ليبيا مشيرا إلى أنه كان من الأجدر ان يتم التوقي منه قبل أن يضرب منظومة الدجاج في بلادنا. وأكدّ انّ السبب في سرعة إنتشار هذا الفيروس هو عدم قدرة المصالح المعنية على مراقبة كل الضيعات والمداجن، وإنتشار المداجن التي لا تخضع إلى ترخيص وذلك بسبب القرارات الخاطئة التي نصت على حل البرمجة وبالتالي أصبحت تربية الدجاج ممكنة لكل من هب ودبّ. وقال انه بمقتضى هذا القرار فإنه لا يمكن مراقبة كامل القطاع . وأضاف «حتى وان كانت هناك مراقبة فهي تظل غير كافية،لأن المصالح الموجودة غير قادرة على مراقبة كل الموجودين على الساحة». وأكدّ ان «التهريب» وإدخال «الفلّوس الجزائري» إلى أسواقنا ساهم بدوره في إنتقال الأمراض خاصة أنّه لا وجود لرقابة . وقال انّ بعض المربّين يلجؤون إلى تربية «الفلّوس» الجزائري لأنه أقلّ تكلفة وأقلّ سعرا من الفلّوس التونسي، وأكدّ ان بعض المربين يدخلونه ضمن منظومة الإنتاج ويسوّقونه تماما مثل «الفلّوس» التونسي. وأكدّ ان الحلّ الأمثل في معالجة مثل هذه الصعوبات هو إعادة البرمجة لتتمكن وزارة الفلاحة من ضبط قائمة المربين، وأضاف ان «صفاقس» مثلا كانت «منطقة حمراء» مضيفا: «لم يكن من السهل منح رخص لتربية الدواجن والآن أصبح الراغبون في الحصول على رخص بالطوابير». وأضاف: «للأسف هم يعتقدون ان الإستثمار في هذا المجال سهل ومربح». وأكدّ ان هناك اليوم الكثير ممن يعملون في تربية الدواجن بلا ترخيص. وقال انّه لا خوف من لحم الدواجن الموجود حاليا في الأسواق لأنه سليم وخاضع للرقابة، واكدّ ان هذا الفيروس يقضي على «الدجاجة» في ظرف وجيز، وقال إن المطلوب اليوم هو تفعيل المراقبة الصحية لتكون جدية وناجعة مثلما كان معمولا به سابقا حيث ان هناك ورقة مهنية محددة ضمن 14 نقطة ومواصفات صارمة يقع إعتمادها في تربية الدواجن. وأضاف ان تداعيات هذا المرض وللأسف ستكون على المدى الطويل لأنه سيقضي اذا لم تتم محاصرته على كل انواع الدجاج بما في ذلك الذي يخضع للتريبة وبالتالي سيقلص من الإنتاج في الأشهر القادمة مشيرا إلي أنه من غير المستبعد ان يساهم في إرتفاع الأسعار. وقال «كنا نتوقع فائضا في الإنتاج في شهر جانفي ولكن بسبب هذا الفيروس تغيّرت المعطيات». وحول رأي النقابة في قرار التخفيض في سعر البيض، قال ان هذا القرار مرده ان الوزارة وجدت ان الأسعار في إرتفاع مستمر ، وأضاف انه كان من الأجدر ان تشرّك وزارة التجارة الهياكل المهنية في إتخاذ قرارات مماثلة من باب الإعلام والتحاور لا غير. وقال «نحن لا نناقش القرار بل نريد تشريكنا لإبداء رأينا»، وقال انّ الفلاح عندما يتكبد الخسائر فإننا لن نهرب من «الغلاء».