التونسية (تونس) اختتم امس بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس المنتدى العالمي الخامس للديمقراطية المباشرة الحديثة الذي التأم من 14 إلى 17 ماي الجاري تحت شعار اللامركزية عبر المشاركة في تونس و العالم، والذي خصصت أشغاله لدراسة جملة من المفاهيم تتصل باللامركزية وآليات دعم الديمقراطية المباشرة ودور المرأة في ترسيخ ذلك والإعلام والحريات ودور الشباب في الحياة السياسية وصنع القرار من خلال وسائط التواصل الإجتماعي. وقد اشرف على تنظيم هذا المنتدى الإتحاد العام التونسي للشغل وجامعة قرطاج وهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية ومنظمة الديمقراطية العالمية والمؤسسة الدولية للديمقراطية للمساعدة على الإنتخابات و ذلك بمشاركة قرابة 550 شخصية من حوالي 33 دولة من وزراء ومسؤولين و إعلاميين ومفكرين ونشطاء مجتمع مدني ، من خلال عدة ورشات ومحاضرات قدمتها شخصيات وطنية واجنبية على غرار الشيخ راشد الغنوشي والأستاذ يوسف الصديق ومراد المولهي عضو الهيئة العليا للانتخابات. وقد شكل هذا المنتدى فرصة مهمة لإجراء تطبيق فعلي للديمقراطية المباشرة من خلال اقتراح جملة من مشاريع القوانين التي وقع التصويت عليها من طرف المشاركين في المنتدى و المتابعين لأشغاله . الجلسة الختامية للمنتدى خصصت لتلاوة البيان الختامي ورفع التوصيات للدورة القادمة للمنتدى والتصويت عليه بعد فتح فسحة من النقاش حول البيان وتقديم بعض المقترحات لتحويره. وقد شددّ المشاركون على ان البيان ليس قانونا او دستورا وانما يحمل آراء ويفتح آفاقا للدورة المقبلة. كما اعرب المشاركون عن انبهارهم بما حققته تونس من تقدم على درب الديمقراطية مشيرين الى انه مازال امام بلدنا طريق طويل لتكريس الديمقراطية وانه يجب تمكين المواطن من المشاركة فيها باتم معنى الكلمة. كما ابرز المشاركون ان تركيز الديمقراطية التشاركية يقتضي تركيز عدة مقومات اساسية على غرار توفير اعلام حر ومستقل وفتح فضاءات ارحب للتشارك مع تامينها دون تقييدها واعطاء دور ريادي لمنظمات المجتمع المدني للتواصل مع المواطنين. كما اوضح المشاركون عبر بياناتهم ان الديمقراطية لا تتعارض مع مبادئ الاسلام، والتسوية بين الفئات وفسح المجال أمام مشاركة الشبان والمراة وكل فئات المجتمع في تكريس الديمقراطية من خلال مشاركة فعالة في الحكم المحلي. وفي تصريح خص به «التونسية» قال شاكر بوعجيلة المكلف الاعلامي للمنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة الحديثة ان هذا المنتدي ساهم في تحريك ملف الديمقراطية التشاركية واللامركزية اضافة الى المناداة بالاسراع بتركيزها. واوضح المكلف الاعلامي بالمنتدى ان ما تعيشه الجهات الداخلية من تحركات اجتماعية يبرز مدى اهمية الديمقراطية التشاركية والحكم المحلي. كما بين شاكر بوعجيلة ان المنتدى سجل مشاركة 30 دولة بمعدل 100 مشارك مثلوا اغلب قارات العالم وحضور عديد الشخصيات على غرار رئيس الحكومة الحبيب الصيد والامين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي ووزير التعليم العالي شهاب بودن ووزيرة المراة سميرة المرعي، الى جانب تنظيم عدة ورشات عمل ثرية تعلقت بالاسلام والديمقراطية و دور المرأة في الديمقراطية ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تكريس الديمقراطية ودور الاعلام والمواطنة والبنية التحتية لتكريس الديمقراطية، ودور الانتخابات البلدية في تكريس الحكم المحلي. من جانبه اكد مراد المولهي عضو الهيئة العليا للانتخابات ل «التونسية» ان هذا المنتدى يكتسي أهمية بالغة لتقديم وتبسيط آليات الديمقراطية التشاركية وتكريس الحكم المحلي من خلال الانتخابات البلدية والجهوية، مع فتح آفاق موسعة للمشاركة في الانتخابات من قبل الشبان. وحول استعدادات الهيئة العليا للانتخابات البلدية المقبلة قال مراد المولهي ان القانون لم يسن وان الهيئة بصدد الاستعداد لكل شيء، مشيرا الى أن ال ISIE بصدد تقييم الانتخابات التشريعية والرئاسية 2014 اضافة الى مراجعة السجلات الانتخابية قصد تلافي النقائص والهنات التي سجلت سابقا. اما بخصوص تشكيات بعض منتسبي الهيئة الفرعية للانتخابات فقد قال المولهي انه تمت تسوية وضعيات اغلب التشكيات . يشار اخيرا الى ان الدورة المقبلة للمنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة ستنتظم في اقليم الباسك باسبانيا.