انطلقت أمس بتونس ولأول مرة أشغال المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة الحديثة والذي أشرف على افتتاحه الحبيب الصيد رئيس الحكومة وحسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل ولسعد العاصي رئيس جامعة قرطاج وعديد الضيوف من أكثر من 30 بلدا و5 قارات وذلك بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية والذي يتواصل من 14 الى 17 ماي الجاري. وفي هذا الإطار قال الحبيب الصيد رئيس الحكومة انّ تونس مرت بفترات عصيبة ولكنها في كل مرّة كانت تجسد تجربة الانتقال الديمقراطي وتكرّس التداول السلمي على السلطة ،معتبرا أن هذا ليس بغريب على تونس التي عرفت تجربة عهد الأمان ودستور 1959 وهو أول دستور أسس لقيم الجمهورية .وأضاف رئيس الحكومة انه رغم الهزّات التي عرفتها تونس ومن ذلك العمليات الإرهابية الغادرة فإن الشعب التونسي أعرب في كل الأحداث عن نبذه للعنف والإقتتال وكان في كل مرّة يلتف حول المؤسسة الأمنية. وقال انّ متحف باردو الذي عرف العملية الإرهابية الغادرة أصبح قبلة لأصدقاء تونس ومسانديها. ونوّه رئيس الحكومة بمجهودات المرأة التونسية ،مضيفا انها نصف المجتمع ومفخرة لتونس بتضحياتها ونضالاتها . وقال ان المرأة التونسية ستظل شامخة عزيزة مكرمة ،وانها تعد بالمزيد من النضال. وأكدّ رئيس الحكومة انّ هذا المنتدى يرمي إلى استشراف الوسائل الديمقراطية الحديثة واعتماد القوانين اللازمة لتفعيل ما ورد في الدستور وإرساء بلديات تتميز بقدر من التشارك. واعتبر رئيس الحكومة أن هذه الدورة هامة جدا وتهدف إلى تعزيز الديمقراطية المحلية ،مشيرا الى ان بلادنا شرعت في الإعداد لإرساء النصوص التطبيقية لتفعيلها على أرض الواقع. وأبرز أن الديمقراطية المحلية تتطلب تغييرات جذرية في طريقة العمل على المستويات المحلية والجهوية والمركزية وتكريس ما جاء به الدستور في هذا المجال، مؤكدا أهمية الإعداد لهذا الانتقال، مشيرا إلى تعهد الحكومة باحترام الدستور وتطبيق كل ما جاء به في مجال تكريس الديمقراطية المحلية خاصة في باب ترسيخ السلطة المحلية على أساس اللامركزية المتكونة من بلديات وجهات وأقاليم. وقال انّ هذا المنتدى سيتوج بإصدار بيان تونس حول الديمقراطية الحديثة الهادفة إلى اللامركزية ،ملاحظا أن الفترة القادمة ستشهد الانطلاق الفعلي في الإعداد للجوانب القانونية والترتيبية اللازمة وإيجاد الوسائل الضرورية لإتمام الهدف المعلن دستوريا وهو ارساء بلديات وأقاليم جهوية تتميز بدرجة عالية من التشارك والديمقراطية. ومن جانبه أكد حسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل انّ التجربة السابقة اي قبيل الثورة بينت عقم الحوكمة المحلية في مختلف جوانبها الإقتصادية والإجتماعية حيث تفاقمت نسبة البطالة والفقر وتراجع الإستثمار وهو ما أدى إلى تردي الأوضاع وتنامي الحيف والظلم في حق الجهات الداخلية التي حرمت من التنمية والعيش الكريم وخاصة في قفصة وسليانة والقصرين وسيدي بوزيد. وقال انّ الدستور الجديد حرص على ضمان الحقوق والحريات في بعدها الشمولي. وأضاف انّ هذا المنتدى العالمي سيساعد تونس في درب اللامركزية والتأسيس لتجربة تشاركية تعتمد على تشريك الجهات والقضاء على الفقر والتهميش. وقال ان عديد التساؤلات ستطرح اليوم حول كيفية التأسيس للديمقراطية الحديثة. وأكد أن المنتدى سيتوج بإصدار بيان سيكون مستلهما من تجارب البلدان التي نجحت في تكريس الديمقراطية وفي بناء اللامركزية. أما لسعد العاصي مدير جامعة قرطاج فقد قال ان تونس عرفت مخاضا كبيرا وشهدت حراكا ايجابيا وانه رغم الانفلات الذي شهدته بعض المناطق ورغم العمليات الإرهابية كعملية باردو ،ورغم الإختلافات السياسية بين الفرقاء فإن التونسيين كانوا دائما متحدين . وعلى هامش هذا الملتقى ،قال شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا للانتخابات انّ تونس مقبلة على انتخابات بلدية وان هناك صعوبات وإشكاليات،مبينا ان هناك تحضيرات يجب الشروع فيها كفتح باب التسجيل ، ملاحظا ان الهيئة ستقدم مقترحاتها في هذا الصدد حتى تتمّ الانتخابات البلدية على احسن وجه.