من منكم يتذكّر مختار حسني مهاجم مكارم المهدية في السبعينات ولاعب بروج البلجيكي الذي ضمه عبد المجيد الشتالي لمنتخب 1978 الذي شارك في نهائيات كأس العالم بالأرجنتين ؟ هل تتذكّرون الحارس العملاق لمستقبل المرسى محمد طاهر الفرجاوي ؟ ربما تتذكرون أيضا لاعب الأولمبي الباجي حبيب الهمامي ؟ هؤلاء أنجبهم اتحاد سليانة وترعرعوا في أحضانه قبل الانتقال إلى الأندية المذكورة. اتحاد سليانة الذي تأسس سنة 1955 حقق يوم 10 ماي 2015 صعوده بصفة رسمية إلى الرابطة 2 جولة قبل انتهاء السباق وهي المرّة الرابعة في تاريخه التي يلتحق فيها فريق سليانة بالنخبة الثانية للكرة التونسية، ففي موسم 75-74 لعب الفريق لأول مرة بالقسم الثاني مجموعة الشمال وأنهى مرحلة الذهاب في المرتبة الثانية مما جعل طموحاته تكبر ورغب في الصعود للقسم الوطني ولكن في نهاية الأمر نزل الفريق للقسم الثالث غير أنه سرعان ما عاد للقسم الموالي ليقضي به موسما وحيدا ( 78-77 ) ويعود من حيث أتى ومرّت السنون ووجب انتظار 16 سنة لنشاهد الاتحاد بالقسم الثاني من جديد أين لعب ثلاثة مواسم ( 95-94 و96-95 و97-96 ) لتكون العودة إلىالأقسام السفلى طيلة 18 سنة . المنعرج أنهى الاتحاد مرحلة الذهاب في المرتبة الثانية صحبة نجم الفحص برصيد 25 نقطة متأخرا على مستقبل سليمان بنقطتين ومنذ الجولة الافتتاحية لمرحلة الإياب حصل تجمّع ثلاثي في الطليعة ( سليانة وسليمان والفحص ) والتحق النادي الهلالي بهذا الثالوث للمنافسة من أجل الصعود وانفرد الاتحاد بالطليعة في الجولة السابعة عشرة وتراجع مردود مستقبل سليمان ثم نجم الفحص وانحصر السباق بين الاتحاد والنادي الهلالي وأصبح الفارق بينهما في حدود 4 نقاط منذ الجولة التاسعة عشرة لغاية المواجهة المباشرة بينهما في الجولة 24 في سليانة والتي انتهت بالتعادل (1-1) حينها وضع الاتحاد قدما بالرابطة 2 وتأكد من صعوده في الجولة الموالية رغم هزيمته في جمال. مرحلة الإياب شهدت انتدابات موجهة للاعبين من الخبرة مثل منذر حسني من اتحاد سبيطلة وكريم التركي وبسام المناعي من نادي الحمامات وفعلا أعطوا الإضافة المرجوة حيث سجل المناعي ثمانية أهداف في حين كانت أهداف التركي وحسني حاسمة ولها وزنها من ذهب. الاتحاد له ثاني خط هجوم بعد النادي الهلالي برصيد 38 هدفا وله أفضل خط دفاع بقبوله 17 هدفا خلال 26 مقابلة والتي شارك فيها جميعا الحارس أحمد الخلولي المنتدب من جندوبة الرياضية وهو اللاعب الوحيد الذي شارك في جميع المباريات وتأتي بعده مجموعة من اللاعبين ( محمد علي الرياحي وعزيز الجمعاوي وأحمد صبري وبلال النصري ومروان الجلاصي ) بحوالي عشرين مقابلة. الشهية تأتي مع الأكل بتحقيق الصعود إلى الرابطة الثانية لن تتوقف أحلام اتحاد سليانة عند هذا الحد فالمثل الفرنسي يقول إن الشهية تأتي مع الأكل وهو ما شجّع عائلة الورفلي على المضي قدما لإدراك قسم النخبة فالرئيس عمر ونائبه وهو شقيقه منصف ( الرئيس السابق ) ينويان تحقيق الحلم الكبير لكل أهالي ولاية سليانة وإذا راوحت الميزانية هذا الموسم 300 ألف دينارا دفع ثلثيها رئيس النادي فإن ميزانية الموسم القادم وحسب التقديرات الأوّلية ستبلغ 700 ألف دينارا لذلك يعوّل عمر الورفلي على السلطات المحلية والجهوية للترفيع في المنحة المخصصة للفريق ويطلب من الأحباء مساعدة الفريق ماديا. الفريق سيعرف استمرارية على المستوى الإداري ببقاء عمر الورفلي على رأس الهيئة المديرة كما سيقع تجديد الثقة في ابن الفريق عبد المجيد الحمادي الذي انطلق في العمل قبل بداية الموسم خلفا لمحمد الساحلي الذي قاد التحضيرات ولكن تم الاستغناء عنه مباشرة بعد تربص سوسة الإعدادي. وقد بدأت الاتصالات مع اللاعبين الذين سيقع انتدابهم لتعزيز الرصيد البشري. اعتراف بالجميل قامت الهيئة المديرة خلال اللقاء الأخير للبطولة بحركة نبيلة تتمثّل في تكريم عديد المسؤولين القدامى ومؤسسي النادي اعترافا لهم بالجميل للعمل الذي قاموا به وقد كرّمت الهيئة كلا من عمارة الدريدي ومحمد حسني وناصر بن عطية وحسين العوني وعبد الله حسني ويونس الجلاصي وعمار بوشارب وعبد الرزاق ساسي. «عمر الورفلي» ( رئيس النادي ) : «عانينا الأمرين بالأقسام السفلى ولم يحالفنا الحظ في المواسم الأخيرة في الصعود إلى الرابطة المحترفة فكانت عزيمتنا قوية لتحقيق المبتغى هذا الموسم بفضل تظافر جهود جميع الأطراف من هيئة مديرة وإطار فني ولاعبين وأحباء إضافة للمساندة المعنوية للسلطة المحلية والجهوية. هدفنا هو الصعود للرابطة 1 ولذلك نقوم حاليا بالاتصالات الضرورية لتدعيم الرصيد البشري فنحن واعون بأن المرحلة القادمة تتطلب لاعبين من ذوي الخبرة بأجواء الرابطة 2 وشخصيا أطمح دائما للذهاب بعيدا إلى الأمام وعدم الاكتفاء بالبقاء». «عبد المجيد الحمادي» ( مدرّب الفريق) : « صعدت مع الفريق للقسم الثاني كلاعب في السبعينات وصعدت به كمدرب في التسعينات كما حققت الصعود للقسم الثالث وها أني أصعد بالفريق إلى الرابطة 2 للمرة الثانية كمدرب. لقد أخذت القطار وهو يسير حيث لم أقم بالانتدابات ولم أشرف على بالتحضيرات وفي مرحلة الإياب قمنا بالانتدابات الضرورية لسد الشغور الحاصل في بعض المراكز. لقد وجدنا منافسة شرسة من فرق سليمان والفحصوقصر هلال ومكثر وكنت أعرف أن الوحيد القادر على منافستنا هو النادي الهلالي الذي له لاعبين ممتازين لعبوا بالرابطة 2 في الموسم الماضي في حين أن الهشاشة النفسية للفحص وسليمان جعلتهما يرميان المنديل فوجب حينها قراءة ألف حساب للهلاليين وحسمت المسألة بتعادل قصر هلالوالفحص وسبيبة وهو ما جعلنا نأخذ أسبقية مريحة».