بين نشوة التتويج بجل الألقاب المحلية ومرارة الانسحاب من المسابقة الإفريقية، انتهى موسم النادي الإفريقي، موسم تاريخي بكل المقاييس اعتلت فيه كل الفروع منصات التتويج وحصدت ألقابا بالجملة كانت نتيجة عمل كبير ومجهودات مضنية للهيئة المديرة ولرؤساء الفروع ولكل اللاعبين وطبعا للجماهير التي كانت اللاعب رقم 1 وصاحب الاستحقاق الأول والأخير. وحتى لا يكون الحصاد مؤقتا وحتى لا يعود الفريق إلى السنوات الجافة، يجب على هيئة الرياحي أن تتحرك سريعا لتبديد حالة الغموض التي تسود المشهد العام لفرع كرة القدم وأن تضع النقاط على الحروف وأن تنطلق في الإعداد للموسم القادم الذي سيكون فيه سقف الطموحات أعلى بما أن الفريق سيعود مجددا للمراهنة على لقب رابطة الأبطال الإفريقية. ضبابية كبيرة إلى غاية كتابة هذه الأسطر لا يعرف هل سيجدد سليم الرياحي عقد المدير الرياضي منتصر الوحيشي الذي ينتهي نهاية الشهر الحالي ولا يعرف بعد هل سيواصل دانيال سانشاز المسيرة مع النادي أم أنه سيكون من بين المغادرين، وهي للأمانة وضعية لا تليق ببطل الموسم وبفريق ينشد العالمية والاحترافية الكاملة. ضمان نجاح بقية المواسم يمر حتما عبر التحرك السريع لتوضيح كل هذه المسائل العالقة والإسراع باتخاذ القرارات الفنية والإدارية للانطلاقة الجادة في حلحلة الملفات العالقة والدخول بقوة في الميركاتو الصيفي بما أن مباراة الأهلي كشفت بأن المجموعة الحالية بحاجة إلى تعزيزات كبيرة حتى تضمن المراهنة على «الشامبزليغ» الإفريقية هدف الرياحي الأساسي. لغة العقل والمنطق تفرض تثبيت منتصر الوحيشي وبقية معاونية وتجديد الثقة في الفرنسي دانيال سانشاز الذي نجح في أول موسم له مع الفريق في إعادة النادي إلى الأضواء رغم بعض الهفوات التي يمكن تداركها بتعزيز الطاقم الفني ببعض الأسماء التي تملك رصيدا كبيرا من الخبرة. ما هو مؤكد أن الرياحي سيجتمع اليوم هذا إن لم يكن قد اجتمع أمس بالمدير الرياضي منتصر الوحيشي لوضع النقاط على الحروف وكل ما تتمناه جماهير الإفريقي بأن يحافظ الرئيس على نفس هيكلة الفريق ولما لا تعزيزها وأن لا يغامر بأخذ قرارات متسرعة قد تعود بالوبال على الفريق. «سانشاز» غير مرتاح المدرب الفرنسي دانيال سانشاز الذي أعطى للأمانة درسا في الاحترافية والانضباط وفي احترام المنافسين والإعلاميين، منح أبناءه راحة إلى غاية العشرين من الشهر الجاري وسيتحول إلى مسقط رأسه لقضاء عطلته السنوية وهو مشغول البال بما أنه لا يعلم إلى حد اللحظة مصيره مع الفريق، حيث لم يتصل به إلى غاية اللحظة أي من المسؤولين لإعلامه بقرار البقاء أو المغادرة. وضعية غير مقبولة في التعامل مع مهندس تتويج الفريق تفرض تدخلا سريعا لإنهاء هذا الوضع الذي بات يشكل مصدر قلق كبير للجماهير التي لم تعد تقبل أن يتراجع فريقها إلى الخلف بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه. بقي أن نشير إلى سانشاز تلقى في الفترة الأخيرة عروضا رسمية من هيئتي النجم والترجي ولكنه رفض مجرد مناقشتها لارتباطه بعقد مع الإفريقي. «خليفة» مستاء علمنا من مصادر جديرة بالثقة ومقربة من هداف الفريق والبطولة صابر خليفة أن اللاعب أظهر امتعاضا كبيرا من عدم حصوله على بقية مستحقاته المالية معلما وكيل أعماله بأن تواصل هذه الوضعية قد يجعله يعيد التفكير في مسألة بقائه مع الفريق. صابر خليفة ليس الوحيد المستاء من تأخر صرف بقية المستحقات حيث طالب كل اللاعبون ليلة مباراة الأهلي بالحصول على مستحقاتهم المالية، وقد وقع تمكينهم أول أمس من جزء من مستحقاتهم لم تكن كافية لتمتص غضب زملاء القائد زهير الذوادي. نبقى مع ملف صابر خليفة لنشير بأن الهيئة لم تتحرك بعد لحسم هذا الملف رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها وكيل أعماله والتي أثمرت إتفاقا مع هيئة أولمبيك مرسيليا يقضي بتخفيض قيمة الشرط التسريحي إلى النصف. وفي حال بقي الوضع على ما هو عليه فإن اللاعب سيتواجد انطلاقا من 23 جوان في تدريبات الفريق الفرنسي إلى حين تحديد مصيره بشكل نهائي. «الميكاري» لم يعد قادرا على تقديم الإضافة قلنا أن الإختبار القوي ضد الأهلي المصري قد كشف عديد الهنات في تركيبة الفرنسي دانيال سانشاز وافتقاد المجموعة للبدائل القادرة على تغيير الأساسيين واحداث الفارق لحظة التعويل عليها كما كشفت المباراة محدودية إضافة بعض العناصر التي لم يعد لها ما تضيفه للنادي وهو حال سيف الجزيري وياسين الميكاري الذي وقف الجميع ليلة أول أمس على أنه أحد أفشل صفقات هذا الموسم. الميكاري لاح متثاقل الخطوات ولولا غياب النجاعة عن مهاجمي الأهلي لكان الأخير سببا في هزيمة تاريخية للإفريقي. الميكاري كان عبئا ثقيلا على الفريق في كامل ردهات الموسم الذي قضى جله مصابا وقد آن الاوان ليرحل بما أن الفريق في حاجة إلى أسماء أكثر منه رغبة في اللعب والعطاء. «جابو» ينكر الجميل لم يكن أحد من عائلة الإفريقي يتوقع أن يتصرف لاعبها المدلل عبد المومن جابو بتلك الطريقة وأن يتعمد الغياب عن مباراة الحسم ضد الترجي الجرجيسي وعن مباراة مصيرية كمباراة الأهلي التي تسلم بعدها اللقب الغالي الذي كان للجزائري دور كبير فيه. غياب «ماموش» يعد رسالة واضحة مفادها عدم رغبته في مواصلة المسيرة مع الفريق الذي مكنه من كل ما أراد ووقف إلى جانبه في كل الظروف. رحيل جابو واقتراب عودته إلى معقله الرئيسي ونعني وفاق سطيف بات أمرا متأكدا وهو ما يجعل هيئة الفريق أمام حتمية البحث عن خليفته. عرضان ل«تقا» سيف تقا أحد أفضل مدافعي الإفريقي والبطولة التونسية لم يكن راضيا على عدم مشاركته في المباريات الرسمية وعلى ملازمته البنك في النصف الثاني من البطولة وهو ما جعله يفكر بجدية في تغيير الأجواء وفك الارتباط مع النادي. الأخبار التي بحوزتنا تفيد بأن مدافع الإفريقي بحوزته عرضان هامان الأول من فريق سعودي ينشط في الدوري الممتاز والثاني من الترجي الرياضي التونسي الذي عبر عن رغبته في التعاقد مع اللاعب في حال نجح في فك الارتباط مع الإفريقي. مسؤولو الإفريقي يعلمون جيدا قيمة تقا الفنية وبالتالي فإننا لا نخالهم يفرطون فيه بما أن خط الدفاع في حاجة إلى التدعيم ولكن من يدري قد تأتي الأيام القادم بالجديد. هل يعود «بن يحيى»؟ سؤال طرحته بشدة جماهير النادي الإفريقي خاصة بعد أن شاهدت لاعبها السابق وسام بن يحيى ليلة اول أمس على أرضية ملعب رادس وهو يقاسم زملاءه القدامى فرحة التتويج باللقب. وكيل أعمال اللاعب أفادنا بأن إمكانية عودة بن يحيى إلى فريقه الأم تبقى واردة خاصة وأنه أنهى التزاماته مع فريقه التركي بلدية غازي عنتاب. وكيل «الوس» أكد لنا بأن الأمور ستتضح أكثر بعد تحديد تركيبة الإدارة الفنية للفريق في الموسم القادم.