السؤال ليس من وحي اللحظة ولا هو من بنات أفكارنا بل هو بكل بساطة أكثر الأسئلة رواجا في دوائر معينة داخل حزب حركة «نداء تونس» وعلى الخصوص منهم ما اصطلح على تسميته بالشق اليساري داخل الحزب. وقد عاد هذا السؤال للبروز على إثر ما تداولته بعض المواقع الاعلامية أول أمس من أخبار حول حصول الطيب البكوش على المرتبة الأخيرة في استشارة داخلية بين اعضاء المكتب الجهوي ل«نداء تونس»بسوسة. وقد اتصلت ب«التونسية» أطراف قيادية على المستوى الجهوي وعبرت عن امتعاضها الشديد من تعمد تسريب مثل هذه الأخبار دون سواها في الوقت الذي لم يعلن الحزب بصفة رسمية عن نتائج الاستشارة التي حصلت فعلا منذ السبت الفارط بأحد نزل جهة سوسة بإشراف عضو المكتب التنفيذي خالد شوكات والتي دعي من خلالها كافة أعضاء المكتب الجهوي لاختيار أربعة أسماء تناصفا بين الجنسين ممن يراه مؤهلا لتبوء منصب في القائمة او القائمات الانتخابية ل«النداء» في دائرة ولاية سوسة. الأطراف التي اتصلت بنا والتي كانت من ضمن المشاركين في الاجتماع المذكور عبرت في موقف متطابق مع العديد من المنتمين للحزب في مواقع قاعدية ومن مناضليه عن توجسها من إرادة مسرب هذا الخبر الإساءة مباشرة إلى الأمين العام والمؤسس من الرعيل الأول لحزب «نداء تونس» من خلال الزج به في صراع لم يعد خفيّا على احد داخل الحزب بين العديد من أجنحته وقد يكون تهديد البكوش في وقت سابق من هذا الشهر بالاستقالة أحد التمظهرات الكبيرة لهذا الصراع إلى جانب مؤشرات اخرى. تنسيقية ثانية في سوسة؟ القواعد الغاضبة ل«النداء» والموالية للطيب البكوش تفاعلت مع معلومة حصول الأمين العام على المرتبة الأخيرة للمطالبة بتكذيب فوري ورسمي من المكتب الجهوي لهذه المعلومة وجددت مطلبها الناشئ عمّا اصطلح على تسميته بأزمة تجميد بعض المسؤولين الجهويين بكل من معتمديات سوسة والقلعة الكبرى والنفيضة والمتمثل في إحداث تنسيقية ثانية للحزب مستقلة تماما عن التنسيقية الحالية وقد برز هذا المطلب على وجه الخصوص على إثر الاجتماع الذي احتضنته مدينة مساكن في الأيام القليلة الماضية وقد ذهب البعض من المنخرطين في هذا التوجه إلى القول في حديثه معنا «ان نهاية الأسبوع الجاري هو السقف الزمني لبلورة هذا التوجه...» وأضاف محدثنا أن الغاضبين ينتظرون موقفا حاسما من الأمين العام للحزب الطيب البكوش للذهاب قدما في خيار التنسيقية الثانية. وفي خضم هذا الغضب أو التململ لم تخف شريحة واسعة من أنصار نداء تونسبسوسة استياءها العميق مما تعتقد أنه -الدور السلبي الذي ما انفكت تقوم به وجوه من «نداء تونس» لتعميق الهوّة بين الحزب وأمينه العام وفق اعتقادهم-. حيث تعتبر هذه الشريحة الوجوه المشار إليها من أصحاب النفوذ في تحريك قواعد اللعبة داخل التنسيقية الجهوية بسوسة. أين موقف الأمين العام؟ وسط هذا الخضم من التجاذب المتميز بالضبابية حينا وبالتشنج حينا آخر ووسط أخبار متضاربة عن خيارات الطيب البكوش ومدى تلاؤمها مع القيادة وبقية الشرائح داخل الحزب وكذلك مدى مصداقية خبر استقالته من عدمها تطالب قيادات وسطى وقواعد «موالية للبكوش» إن صح التعبير من الأمين العام بالإفصاح اكثر عن موقفه النهائي والواضح مما يقع تداوله هنا وهناك ومن الخيارات المستقبلية للحزب وأمينه العام على وجه الخصوص. وأعربت هذه الأطراف عن شديد امتعاضها من ان يسقط الحزب في هذا التوقيت الحساس في فخّ التجاذبات الداخلية ويتشغل بها عن الاستحقاق الانتخابي الذي بات على الأبواب مما يهدد بتقليص حضوض الحزب في تحقيق الفوز المأمول من طرف أنصاره. فإلى متى يستمر الغموض؟ وهل يلبي البكوش مطالب شريحة من أنصاره وأنصار حزبه بوضع حد للجدل القائم تزامنا مع تصاعد حمى التنافس على المناصب الانتخابية؟