تواترت أنباء حول مقتل زعيم «أنصار الشريعة» بتونس سيف الله بن حسين المكنّى ب«أبو عياض» وسط غياب تام لتصريحات رسمية تؤكد أو تنفي خبر مقتله. فبعد أن أكدت «موزاييك أف أم» أن الغارة الأمريكية التي نفّذت في 14 من جوان الماضي واستهدفت الإرهابي الجزائري مختار بلمختار في ليبيا أدت إلى مقتل سيف الله بن حسين المكنى ب«أبو عياض» وأنّه تمّ التكتم على هذه المعلومة إلى حين التثبت من الصور والتحاليل الجينية التي تم تسليم جزء منها إلى الدولة التونسية بالتنسيق بين أطراف ليبية والولايات المتحدةالأمريكية. من جانبه أكّد موقع» «الحصاد» هذه الرواية ذاكرا ان مصادر جد مقربة من الحكومة الشرعية في ليبيا اكدت ان سيف الله بن حسين المكنّى ب«أبو عياض» قد توفي متأثرا بجراحه نتيجة هجمة بطائرة أمريكية «بلا طيار» عندما كان متواجدا مع مختار بلمختار وقال الموقع أن «أبو عياض» أصيب بجروح بليغة نقل على إثرها الى أحد المستشفيات القريبة ووقع التعرف على هويته من خلال تقاسيمه البارزة. وأضاف نفس المصدر أنه تم الاعتناء ب«أبو عياض» في أحد المستشفيات الواقعة تحت سيطرة «أنصار الشريعة» في البداية لكن تمت السيطرة عليه من جيش القبائل في الاقتتال الدائر بمدينة درنة وتم العثور على جثّة «أبي عياض» داخله. وأكد نفس المصدر أن «أبو عياض» توفي بعد مدة من إصابته وأنه تمّ إعلام السلط التونسية بذلك ويجرى التنسيق معها على أخذ عينات من الحمض النووي له لإخضاعها للتحليل. ورشحت بعض المصادر أن يتم نقل الجثة إلى تونس بعد استيفاء الغرض منها. لكن مصادر مطّلعة أكدت ل«آخر خبر» أنّ شكوكا عديدة تحوم حول حقيقة مقتل القيادي في «أنصار الشريعة»سيف الله بن حسين المكنّى ب«أبي عياض» في ليبيا يوم 14 جوان الفارط نافية أن تكون الجهات الأمريكية قد أمدّت السلطات التونسية بالحمّض النووي ل«أبي عياض» أو بصوره بعد الغارة أو متعلّقات أخرى، الشيء الذي يجعل من خبر مقتله غير قابل للتأكيد في الوقت الحالي. غارة أمريكية وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا قد أعلنت يوم 15 جوان المنقضي أنّ المتشدد الجزائري بلمختار قُتل في غارة جوية أمريكية في ليبيا مساء السبت 14 جوان. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق عن قيامها بغارات جوية مضادة للإرهاب على ليبيا مستهدفة.. من وصفته بأنه قيادي من المستوى المتوسط مرتبط بتنظيم «القاعدة» مساء 14 جوان، مشيرة وقتها إلى أنها تنتظر تقييم النتائج قبل اعلان المزيد من التفاصيل، إلا أنها تعتقد أن العملية كانت ناجحة.ثم عاد الجيش الأمريكي وأكد أن المتشدد الجزائري مختار بلمختار كان هدف غارة جوية في ليبيا ولكنه لم يقل ما إذا كان قد قُتل. وأكدت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا الموجودة في شرق ليبيا قيام المقاتلات الأمريكية بشن غارات مساء السبت 14 جوان أدت إلى مقتل «الارهابي» بلمختار. من هو «أبو عياض»؟ سيف الله بن حسين المعروف ب«أبي عياض»، ولد سنة 1970، من أبناء الضاحية الجنوبية بالعاصمة وتحديدا «الزهراء»، تعوّد منذ صغره على زيارة المساجد وبيوت الله لطلب العلم رغم قناعاته آنذاك أنّ المساجد كانت فاقدة لدورها الحقيقي في التكوين الديني. تحصّل على شهادة الباكالوريا في تونس ثم غادرها سنة 1991 بعد أن طارده نظام بن علي فالتجأ إلى المغرب أين درس الحقوق قبل أن تلاحقه السلطات هناك، فاتّجه إلى لندن وتقدمّ بطلب اللجوء السياسي في 10 فيفري 1994، وبقي ينشط في السرّ، حيث تتلمذ على يد أقطاب الفكر الجهادي مثل أبو قتادة والسعودي زبيّر الحائري ثمّ غادر لندن وظلّ متخفّيا في باكستان. نُصّب «أبو عياض» أميرا على رأس «سرايا الدعوة والجهاد» وهو هيكل مسلّح نظّمه مع مجموعة من العناصر السلفية التي كانت تعمل على إرساء نظام إسلامي في تونس! كان ذلك سنة 2000 خلال تواجده بأفغانستان أين تلقّى تدريبات عسكرية واحتكّ بعناصر جهادية تنشط ضمن تنظيمات قطرية تحت حماية “تنظيم القاعدة». الترحيل إلى تونس سنة 2003 لاقت نشاطات وأفكار «أبو عياض» استحسان أكبر رجال تنظيم «القاعدة» آنذاك كأسامة بن لادن الذي التقاه في مناسبة واحدة، وأيمن الظواهري الذي التقاه في مناسبتين وأبو مصعب الزرقاوي الذي ارتبط به عضويا وبقي على اتّصال معه إلى حين ايقافه بتركيا. سافر إلى تركيا سنة 2001 وبقي هناك حوالي عامين وقد كان اسمه معروفا لدى دوائر الاستخبارات الغربية التي كانت تتهمه بالعلاقة مع تنظيم «القاعدة»، فاعتقل في 3 فيفري 2003 بعد خطإ ارتكبه أحد العناصر السلفية عندما ذكره بكنيته في اتصال هاتفي، فتمّ تسليمه إلى السلطات التونسية بعد شهر من اعتقاله. داخل السجون التونسية اتّهم «أبو عياض» بالانتماء لمنظّمة إرهابية تنشط بالخارج وحكم عليه بأكثر من 40 سنة سجنا - مع العلم أنّ جملة أحكامه كانت 68 سنة في عدّة قضايا كان أخطرها الخيانة العظمى والانتساب ل«القاعدة» والى تنظيمات إسلامية مختلفة - قضى منها 8 سنوات قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس 2011 بعد اندلاع الثورة.