رغم ما تعرفه فترة الصيف من ارتفاع شديد في الحرارة وما ينجر عنها من مخلفات صحية وتكاثر الحشرات السامة فإن صفاقس ما زالت تعاني من مشكل مزمن فقد أصبحت صفاقس منذ اسابيع عديدة ترزح تحت اكوام النفايات والقاذورات والفضلات المنزلية التي تزكم الانوف بالليل والنهار وتحيل الابصار على مشاهد مقرفة ولئن تفهمنا على مضض سبب عدم رفع اعوان النظافة الفضلات (بسبب الحريق الذي اندلع بجزء من المصب المراقب بالقنة من معتمدية عقارب وادى ذلك الى تكدس الزبالة بنقاط تجميع الفضلات) الا ان تواصل الحال على ما هو عليه حتى بعد السيطرة على الحريق يدفع الى طرح أكثر من سؤال.. لماذا لم نر حملات نظافة ترفع اطنان الاوساخ وتتجند لها مختلف المصالح والادارات الجهوية شبيدة بحملة النظافة وتزيين المدينة ودهن الطرقات وغسل الارضيات الاسفلتية ذات اسبوع من شهر جوان الماضي إلاّ بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى صفاقس لتدشين الدورة الجديدة لمعرضها الدولي . وكانت حملة النظافة الوقتية والمناسباتية تلك شكلت مادة دسمة لدى ابناء الجهة ولدى المدونين ورواد صفحات التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا في تلك العملية تجميلا غير مقبول لواقع قبيح تعاني منه المدينة وهو اسلوب لطالما انتهجه المسؤولون الجهويون بالبلاد فترة الاستبداد وما قبل الثورة في حين ان المواطن «فايق» ويملك حق الاصداع بمواقفه وبنقد ما هو موجود من خلل . نعتقد ان الواجب يحتم على والي صفاقس مهدي شلبي بان يجمع الادارات الجهوية التي تعود بالنظر اليه من اجل وضع خطة حقيقية تزيل الاوساخ واطنان الفضلات التي عبثت بالبيئة وصحة الانسان وفسحت المجال للحشرات السامة والحيوانات السائبة لكي ترتع في المناطق العمرانية والريفية على حد السواء . فالحلول الترقيعية والحملات الوقتية التي تكون مصحوبة بهالة اعلامية لم تعد ذات فائدة لأنه يتوجّب معالجة المشاكل من جذورها والاشتغال على التنظيف وازالة الاوساخ وفي نفس الوقت الاعتماد على التوعية وعلى الزجر وردع المخالفين .