لديّ ورقة بخط «أبو عمار» يكشف فيها من يقف وراء استشهاده الجزائر (وكالات) في حوار أجرته معها صحيفة «الشّروق» الجزائرية، لم تتردّد سهى في القول إن إسرائيل هي «اليد الأولى» في اغتيال زوجها، وأشارت ضمنياً إلى تواطؤ فلسطيني داخلي لتنفيذ الجريمة، ووعدت بكشف الفاعلين في الوقت المناسب. كما أجابت سهى عن عدد من القضايا الأخرى ذات العلاقة بظروف حياتها في مالطا، منفاها الاختياري بعيدا عن الوطن فلسطين، رفقة ابنتها الوحيدة «زهوة». وكشفت أنّ إجراءات استعادة ما تمّ حجزه من ممتلكات تخصُّها بعد خلافها مع ليلى بن علي، ما زالت مستمرة، حتى تقوم الحكومة التونسية الحالية بإعادته. وفي ما يلي نصّ الحوار: تفصلنا أشهر معدودات عن الذكرى 11 لرحيل زوجك الرئيس ياسر عرفات، أبو عمار، وإلى حدّ الساعة كُتب الكثير عن وفاته التي خلّفت لغزا محيّرا، حيث ذهبت الكثير من المصادر إلى أنه مات مسموما، وتمّ فتح تحقيقات معمّقة حول الموضوع.. لكن إلى حد الساعة، لم تُوجّه أصابع الاتهام إلى جهةٍ معيّنة بالوقوف وراء تصفية زوجك. هل من جديدٍ بحوزتك حول هذا الموضوع؟ - وفاة زوجي أبو عمار مسموما لغز حيّر الجميع، لأنه مضى الكثير على وفاته، ولا أحد يعلم من أو لماذا؟ لأنهم لا يريدون إظهار الحقيقة، وقد كتبت عدة مقالات لإحدى الصحف، وكنت قد كشفت لهم من يقف خلف قتل زوجي، لكن تمّ تهديدي بالقتل أنا وابنتي، وتمّ منعي ومنع الصحف من نشر ما قُلت. تأخّرت فرضية الشك في ظروف وفاة زوجك عرفات سنوات طويلة، وهذا ما جعل المحققين أمام صعوبة الوصول إلى الحقيقة بسبب تحلّل الرفات.. السؤال هو ألم تشُكّي أنت، باعتبارك أقرب الناس إلى الراحل، في تدهور حالته الصحية المفاجئة، منذ البداية؟ - كنتُ أشك في تدهور حالة أبو عمار وقد أدرك هو ذلك، لكن الأوان كان قد فات. لماذا برأيك أكد التقريران الروسي والفرنسي أنّ وفاة عرفات طبيعية، خلافا للتقرير السويسري الذي قال إنّ الاختبارات التي أجريت على الجثمان أظهرت «مستوى نشاط عالياً وغير متوقع» لمادة البولونيوم. ألا يؤكد هذا التناقض فرضية أنّ في الأمر «إنّ» وأخواتها كما يقال؟ - التقارير التي قدّمتها روسيا وفرنسا ليست التقارير الأصلية، فقد تمّ التلاعب بها، والتقرير السويسري هو التقرير الذي أظهر حقيقة المادة التي تمّ وضعها له في الطعام. لمّحت، قبل عامين خلال استضافتك في برنامج تلفزيوني على إحدى القنوات المصرية، إلى دور قد يكون قد لعبه اللواء الراحل عمر سليمان، خلال الأيام الأخيرة في حياة عرفات، وأنّه حاول التوسُّط لدى إسرائيل للحصول على الترياق لإنقاذ حياة أبو عمار، ما هي تفاصيل هذه القصة، ثم ألا يكفي ذلك دليلا على ضلوع إسرائيل في تصفية زوجك؟ - إسرائيل هي اليد الأولى في استشهاد أبو عمار، لأنه لم يكن يخدم مصالحها وكان الجميع يعلم بهذا واكتفي بقول هذا... هل تعتقدين أنّ الأيام كفيلة بكشف القناع عن من سميته «المدبِّر إكس» لجريمة تصفية زوجك الراحل؟ - من سميته «المدبر إكس» لا أعتقد أنه لا زالت به الروح إلى هذا الحد، من الطبيعي جدا أن تتمّ تصفيته حتى لا يكشف المدبّرين. من القصص المثيرة التي شكّلت مادة إعلامية دسمة لوسائل الإعلام على مدى أشهر مضت، علاقتك بليلى بن علي وقد قيل الكثير عن أنّ السلطات التونسية حجزت مبالغ مالية تعود لزوجك عرفات بعد أن ساءت علاقتك بها، هل قمت بإجراءات لدى السلطات التونسية الحالية لاستعادتها؟ - الإجراءات ما زالت مستمرة حتى تقوم الحكومة التونسية بإعادة ما تمّ حجزه. هل مازالت سهى عرفات تحظى بالمكانة نفسها التي كانت تحظى بها لدى الصداقات التي نسجها الراحل ياسر عرفات طيلة سنوات نضاله الطويلة؟ - نعم ما زالت علاقاتي جيّدة مع عدد كبير من محبي الشهيد الراحل أبو عمار. ماذا تعرفين عن ياسر عرفات المناضل، ولا يعرفه الملايين من محبّيه باعتباره رمزا من رموز المقاومة الفلسطينية؟ وهل ترك عرفات مذكرات أو سيرة شخصية يمكن أن ترى النور لتعرف الجماهير العربية المزيد عن هذا المناضل الفذ؟ - نعم هناك ورقة مكتوبة بخط يده يكشف فيها أنّه إذا حصل له أيّ شيء، من يكون خلف ذلك، وقد قام بكتابتها قبل أيام قليلة من استشهاده، لكن لم يحِن الوقت المناسب حتى يتمّ إظهار الحقيقة، لأنني أنا وابنتي ليس لنا أحدٌ ليحمينا، لم يبق سوى القليل لمعرفة الحقيقة.