التونسية (تونس) لأنّ القضاء لم يكتب لهما أن ينعما بحياة عادية ولأن المأساة نُسجت قبل أن يعلما عنها أي شيء لتزج بهما في أتّون ظروف قاسية لا يعلمان متى تنتهي يعيش رائد ضو ( 14سنة ) ومحمد امين ضو (9سنوات) في ظل معاناة من مرض نادر حرمهما من أن يكونا كأترابهما يتذوقان طفولتهما قبل أن يلفحهما هجير الأيام فلا يستطيعان ممارسة أي نشاط رياضي.هما فقط يدرسان لان الحلم لازال ممكن ولان الدافع اقوى من الظروف... تعودا على نظرات الاستغراب وقد نجحا رغم العائق الصحي في الاندماج في صفوف التلاميذ واليوم ارتقى محمد امين إلى السنة الرابعة ورائد إلى السنة التاسعة .هذا المرض النادر جعلهما حبيسا المنزل الذي يفترض أن يكون مكيفا لعدم قدرتهما على تحمل حرارة الطقس اطلاقا ,ليس لهما اسنان وهو ما يجبر والدهما كل ستة أشهر على تركيب طاقم اسنان اصطناعي لهما لملء الفراغ فقط لانهما غير قادرين على الاكل فجميع ما يأكلانه يجب أن يكون سائلا... شعرهما خفيف جدا وتفاصيل أخرى نحجم عن ذكرها ويفترض حتى لا يصابا بتقرحات جلدية أن تمكنهما ال «كنام» من مرهم خاص لكن حدث بعد الثورة ما لم يكن في الحسبان .... ذلك أن ال «كنام» امتنع عن تمكين الطفلين محمد امين ورائد من المرهم معتبرا أن هذا المرهم هو من قبيل مواد التجميل رغم أن غيابه ينتج عنه تقرحات معقدة جدا وخطيرة إلى حد حصول حالة تآكل . ولعلّ ما يؤلم والدهما جمال ضوّ أنه كان يحصل لهما قبل الثورة على المرهم المذكور اذ لم يكن حينها هذا الدواء يعتبر من الكماليات ومن المواد التجميليةفماذا يفعل رب أسرة فقير جدا وشبه عاطل عن العمل-باستثناء بعض الاوقات التي يعمل فيها كحارس كلما توفرت الفرصة وهو وغير قادر على توفير ثمن هذا المرهم حتى ينقذ حياة طفليه مشكاة النور والامل الذي يعيش من اجله؟ .