في نطاق حملة نظمتها وزارة السياحة لرصد مردود بعض المؤسسات السياحية ومستوى الخدمات الفندقية التي تروجها لفائدة حرفائها من التونسيين والاجانب في الظرف الدقيق الذي تعيش على وقعه السياحة التونسية نزلت "التونسية" ضيفة على نزل "مرحبا بالاص" بحمام سوسة للمشاركة في هذا المجهود "التفقدي". مثلما اسلفنا فنزل مرحبا بالاص يقع في منطقة حمام سوسة التي تبعد عن وسط ولاية سوسة حوالي 15 دقيقة بالسيارة ويمكن الوصول بمختلف وسائل النقل العمومي المتوفرة في الولاية، في هندسة معمارية جمعت بيّن الاصالة والحداثة ينتصب نزل مرحبا بالاص في شموخ مطلا على شاطئ بحر حضرموتسوسة حاليا وعلى رمال تونس التي سحرت زوارها منذ فجرا التاريخ وتحديدا منذ قدوم الاميرة ديدون المعروفة بعليسة . فخامة نزل مرحبا بلاص منحته شرف نيل فئة الاربع نجوم طامحا لاضافة النجمة الخامسة لزاده، طاقة استيعابه هذا النزل تقدر ب700 سائح،ويشغل اكثر من 100 عامل في اوقات الذروة،النزل يستقبل رواده بطاقم لا تفارقه البسمة والكلمة الحسنة والخدمة الجيدة، خلال تجولنا داخل النزل شدت انتبها نظافة الاروقة والغرف، وتوفر كافة المستلزمات التي يحتاجها السائح داخل الغرفة، ايضا المطعم كان متميزا في تقديم الاكلة التونسية التي حافز من خلال الطباخون على النكهة التونسية باضافة بعض اللمسات الشهية. النزل يتحوز على مسبحين واحد خاص بالاطفال والاخر للبالغين وهو مراقب من قبل مؤطرين، اضافة وجود فضاء مخصص لتجميل ايدي النسوة عبر "التتواج او ما يعرف بالنقش التقليدي"، كما راعى القائمون على النزل توفير الجانب التنشيطي للسواح في ساحة مجاورة للمسبح. خلال جولتنا كنا محل حفاوة وترحاب وخاصة من قبل مدير نزل مرحبا بلاص السيد برناردو دل خواص وهي اسباني الجنسية الذي كانت لنا معه دردشة خاطفة حول الوضع السياحي حيث اكد ان الموسم السياحي بجهة سوسة قد تاثرا كثيرا بسبب الهجوم الارهابي على متحف باردو خلال شهر مارس والحادثة الاليمة التي جدت في موفى شهر جوان وطالت احد النزل بجهة القنطاوي والتي استهدفت عددا من السياح الاجانب. وبيّن المدير التنفيذي للنزل انه السابق كان النزل يستقبل بين 500 و700 سائح يوميا من مختلف الجنسيات، وذلك خلال موسمك الذروة اما اليوم فبات عدد السواح يناهز 100 سائح اغلبهم من حاملي الجنسية الجزائرية والليبية، مبرزا ان النزل يمتلك 330 غرفة وفي العادة يستقبل 700 سائح، وتابع قائلا:" اليوم تراجع الاقبال وخاصة من السواح الاجانب فمثلا اليوم لم نستقبل الا سائح الماني..ومن باب الطرفة لو وضعنا الغرف دون مقابل قد لا نقدر على ملئ كافة النزل..." واوضح السيد برناندو دل خواص ان ذلك لا ينفي اقبال السواح الاجانب على تونس الا انه باعداد قليلة جدا مستشهدا بعدد السواح الاوروبين في احد النزل بالجهة والذي لم يناهز 50 سائحا. وشدد مدير النزل على ان منطقة سوسة وخصوصا منطقة القنطاوي باتت تعاني من ازمة حقيقة، مضيفا:"منطقة القنطاوي soufre اكثر من المناطق الاخرى." وفي سؤال ل"التونسية" عن احداث خلية ازمة بالمنطقة لتقييم الموسم والقيام بتدخل عاجل لانقاذ الموسم، نفى علمه بهكذا خلية مبرزا انه من الوارد جدا ان يقع تقيم الموسم مباشرة خلال الشهر القادم بعد انتهاء الموسم والعودة المدرسية، مؤكدا انه رغم ذلك فان المؤشرات الاولية جد ضعيفة بسبب تدنى اقبال التونسيين والسواح عموما على تونس داعيا التونسيين ومختلف الجنسيات الى الاقبال على النزل التونسية واحياء السياحة الداخلية. وفي ذات السياق اكد برناندو دل خواص نزل مرحبا بلاص شرع في تقديم سلسلة من العروض التحفيزية والتشجيعية وتعزيز برامجه التنشيطة لفائدة رواده، اضافة الى التخفيض في التعريفات للاقامة في النزل والعمل على تقديم ارقى مستويات الخدمة مشددا على ان النزل لم يتلق اية تشكيات بل كان يجد الاشادة به وبالاطارات والعملة الذي ينشطون صلبه وتابع:" نحن نحاول التاقلم مع الوضع الجديد ومع الجنسيات الوافدة على النزل والتي اصبح اغلبهم من ذوي الجنسيات العربية..من خلال ترويج خدمات ترق الى مستوى تطلعات وانتظارات السائح التونسي او الاجنبي." وعن رؤيته لدعم وزارة السياحة ومن قبلها الحكومة للنزل والسياحة التونسية، قال السيد برناندو دل خواص ان الحكومة ووزارة السياحة يبذلان قصارى جهدهما لدعم السياحة من خلال الاتصال بالحكومات الاجنبية والترويج للمنتوج السياحي التونسي مضيفا ان الامر يبقى سياسي بدرجة اولى في ظل تخوف الحكومات الاجنبية وفي مقدمتها بريطانيا وبولونيا وبلجيكا مستثنيا المانيا التي قال ان سوق مفتوحة ونسبة الالمان الوافدين مازالت تقريبا في نفس مستوايتها المعهودة. وعن تامين الفنادق والمناطق السياحية اوضح برناندو دل خواص مدير نزل مرحبا بالاص، ان الدولة التونسية لا تدخر جهدا لتامين المنشات السياحية وتامين الموسم وهي رسالة ايجابية للخارج ولا يجب ان تؤثر سلبا او تقرا على خلاف ذلك مبرزا ان الامر قد يتطلب وقتا من الزمن لتدارك الموسم السياحي . وختم برناندو دل خواص تصريحه ل"التونسية'" بالتشديد على عشقه لتونس ولشعبها، حاثا السياح الاجانب على القدوم اليها وزيارتها وانها امنة مضيفا:"انا اجنبي اسباني الجنسية و اعيش في تونس وزوجتي تونسية وابني ولد في تونس لذا انا اعشق تونس..انا اتحرك فيها بكل حرية وامان على خلاف ما يشاع..تبقى ملاحظة اخيرة "قالها بتنهيدة" اتمنى ان تستعيد تونس عافيتها فهي لم تعد كما نعرفها قد تكون للبعض جيدة ولكل للاغلبية لا.. فالاضرابات منتشرة وتعطيل العمل تفاقم اتمنى ان يلتف كل التونسيون ويصطفوا من اجل تونس.." جولتنا خلفت لدينا انطباعا حقيقا بالرضا ومشجعا لكل تونسي على زيارة هذا النزل الذي يوفر جودة خدمات راقية، خدمات لم تخضع لمنطق الاملاءات او التعليمات الفوقية، وانما كانت تنم على ثقافة ووعي بضرورة تقديم خدمات فندقية للسائح التونسي والاجنبي على حد السواء دون تميز، فاسداء الخدمات يكون ثقافة ووعي بالمسؤولية لدى العامل قبل كل شيء ليس كالمتطفلين على القطاع الذين اضروا بالسياحة وخاصة العملة الموسميين. مثل هذه الشهادة لا يمكن ان تكون صالحة لكل المؤسسات السياحية لان كل مؤسسة لها طابعها الخاص، وعلى كل مؤسسة سياحية ان تشعر السائح التونسي بمكانته ولا تجعل منه عجلة خامسة او حلا ترقيعيا للانقاذ الموسم، فالتونسي "نفسو عزيزة" ...يحب ان يكون شامخا على ارض وطنه،فان اردنا ان نخلق الحافز للسياحية الداخلية وجب مزيد العناية بالخدمات السياحية والارتقاء بها الى جانب خلق شعور التبجيل لدى ابن البلد حتى يكون الداعمة الاولى لهذا القطاع لا عند الازمات والسنوات العجاف بل كذلك في سنوات الرخاء والوفرة. احمد فضلي