يمثُل يوم الاربعاء 12 أوت 2015 الدكتورالأستاذ محمد نجيب القروي مؤسس و رئيس قسم الاسعاف الطبي الاستعجالي بالوسط الشرقي أمام مجلس تأديب وزارة الصحة"من أجل رفض تنفيذ أوامر و تعليمات رئيس الإدارة بخصوص وضع سيارات الاسعاف الراجعة له بالنظر لنقل جثث ضحايا العملية الارهابية التي جدّت بتاريخ 26 جوان 2015 بأحد نزل المنطقة السياحية بسوسة . و يذكر ان الدكتور نجيب القروي قد أُوقِف تحفّظيا عن العمل مساء يوم الحادثة ممّا أدّى إلى جدل كبير في وسائل الاعلام و مواقع التواصل الاجتماعي . مّما أضاف إلى التهمة الأصلية تهمتين أخريين هي "تعمّده التشهير برئيس الإدارة (أي وزير الصحة) عبر وسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي و التهجّم عليه بما يمس من سمعته" و كذلك "استقباله في قسم الاسعاف يوم 1 جويلية قناة تلفزية أجنبية (قناة الرابعة الانقليزية) دون علم الإدارة أو إذن منها" . رفض الدكتور نجيب القروي ، تنفيذ أوامر و تعليمات رئيس الإدارة ،جاء بعد ارفض إخلاء كامل ولاية سوسة من أي وسيلة إسعاف ، طبية و غير طبية لمدة ساعات طويلة ، يوم 26 جوان على إثر العملية الإرهابية ، رغم انه كان من المفروض أن تتعزّز إمكانيات الجهة و حالة التأهّب بعد هذه العملية الارهابية وان لا تستعمل سيارات الاسعاف المجهزة لنقل جثامين الموتى ، لأنّ إفراغ المستشفى من هذه السيارات بصفة كلية يمثّل خطرا على الحالات الخطيرة والطارئة للمرضى. و حول رفضه لتنفيذ امر الوزير قال الدكتور نجيب القروي : "رفضت هذا الأمر بصفتي طبيب مسؤول و كنت آنذاك في طور ممارستي الطبية أعمل تحت طائلة القانون و خاصة "مجلة واجبات الطبيب" التي تنص خاصة في فصلها 11 على أنه "لا يمكن للطبيب أن يتنازل عن استقلاله المهني في أي صورة من الصور" و التي وقع توضيحها أكثر في الباب الرابع بالنسبة للأطباء المؤجّرين حيث ينص الفصل 75 على أنه "في صورة وجود عقد أو نظام أساسي يربط طبيب مباشر لمهنته بإحدى الإدارات أو الجماعات أو أي هيئة عمومية أو خاصة فإن ذلك لا ينقص في شيء من واجباته المهنية و خاصة التي تتعلق بالسر المهني و استقلالية قراره.كما لا يسمح له في أي حال من الأحوال قبول أي تحديد لاستقلاليته المهنية من قبل المنشأة أو الهيئة التي تشغله. و يجب عليه أن يعطي الأولوية خلال قيامه بنشاطه لفائدة الأشخاص الذين يفحصهم " . و في طب الاستعجالي فإن "الأشخاص الذين يفحصهم الطبيب" غير معلومين حتى اللحظة التي يقع فيها الحادث أو الأزمة المفاجئة أو الهجوم الإرهابي أو الكارثة . و بالتالي فإن هذه الأولوية تصبح هنا في الحفاظ على الامكانيات الموضوعة لغرض إسعاف هؤلاء "المرضى أو الجرحى الفجئيين". و لا تتقدّم عليهم أي "أولوية" أخرى يمكن أن تُعالج بطرق أخرى" . وهذا وسيحضر الدكتور نجيب القروي امام مجلس التأديب مصحوبا بمجموعة من المحامين سيتولون الدفاع عن منوبهم الذي قد يكون الثالث في تاريخ تونس ، بعد مصطفى بي جعفر و النصف المرزوقي الذي يقال من منصبه لاسباب واهية