خيبة اخرى مدوية وهزيمة ثقيلة جديدة للنادي الصفاقسي في مسابقة كأس ال «كاف» التي تعود الابيض والاسود على التألق فيها. هذه الهزيمة هي الثانية للفريق في ملعب الطيب المهيري في اطار دور المجموعتين بعد هزيمة أولى امام أورلندوبيراتس وكادت الحصيلة تكون ارفع لو سجل افضل لاعب في المقابلة وهو مهاجم الزمالك محمود ضربة الجزاء .... هذه الهزيمة لم تكن مفاجئة بل متوقعة بدليل ضعف الاقبال الجماهيري على الملعب للمرة الاولى بهذا الشكل وهو ما يقيم الدليل على ان نادي عاصمة الجنوب يعيش ظرفا خانقا للغاية يستدعي من الجميع اعادة الالتفاف حول الجمعية لانقاذ ما يمكن انقاذه ... وما جرى يقيم الدليل على صدق تحليلاتنا في مقالات سابقة قلنا فيها ان الابيض والاسود يعاني مشاكل بالجملة، على مختلف الاصعدة وان الحاجة اكيدة كي تتضافر الجهود لتجاوز الوضع الخانق اكيد ان الكلام يطول في هذا السياق وسنتوقف في اعداد قادمة عند الاخلالات والمشكلات التي تردى فيها نادي عاصمة الجنوب ولكن لنتوقف اليوم عند بعض ما رصدناه وبعض ما جرى في مقابلة الفريق الاخيرة مع الزمالك المصري. «الفيراج» يتغيّب جمهور «الفيراج» في النادي الصفاقسي لا يتخلف في العادة عن متابعة مقابلات الفريق سواء في فترات اليسر أو فترات العسر وهو جمهور متعلق بناديه الى ابعد الحدود ويتابع الفريق في حله وترحاله ولكنه في مقابلة الزمالك المصري ترك مدرجيه 4 و5 شاغرين وفي ذلك رسالة واضحة ومعبرة لمسؤولي الجمعية وللاطار الفني واللاعبين مفادها ان الانصار غير راضين بالمرة عما يجري في الفريق وهو استهداف ممنهج لقلعة الاجداد لحسابات ضيقة او لتقديرات ثبت خطؤها ... نتذكر في مواسم قليلة خلت كيف ان جمهور الفيراج كان يساند النادي بانتظام حتى في حالات الهزيمة ويقف الى جانب اللاعبين لشحذ معنوياتهم ودفعهم الى الرجوع في المقابلات. المنصة الشرفية للزمالك بمفرده الى جانب غياب الانصار فقد تألقت الهيئة المديرة بالغياب ولم نر تقريبا ايا من مسؤوليها وكان المدير الرياضي حاضرا وحده تقريبا لا سيما وان رئيس الفرع يبدو دائما الغائب الحاضر وبلا ادنى تاثير في واقع الامور والفريق. وحتى المنصة الشرفية لم نلاحظ فيها وجودا لعناصر الهيئة ولرئيسها وقد تواجد في المنصة الشرفية مسؤولو الزمالك بمفردهم والذين قدموا هدية تذكارية منهم للنادي الصفاقسي تسلمها المدير الرياضي الناصر البدوي في ظل غياب رئيس النادي وبقية المسؤولين. الغريب ايضا ان الواجب كان يحتم تواجد مسؤولي «السي اس اس» ليكونوا قريبين من مسؤولي الزمالك في اطار رد الجميل نظرا لوقوف مسؤولي الفريق المصري الى جانب بعثة النادي في القاهرة ولا زلنا نتذكر حفل السحور الذي اقامه رئيس نادي الزمالك واعضاء هيئته المديرة على شرف بعثة النادي الصفاقسي بمركب الزمالك ... الواجب كان يحتم الرد بالمثل واكثر ولكن ... لياقة مهزوزة وأخطاء تكتيكية لا نعرف من أين نبدأ في توصيف أخطاء الفريق وأسباب هزيمته بالثلاث ضد الزمالك ونتائجه المخيبة للامال قبل ذلك ولكن الاكيد ان لياقة الفريق تبدو مهزوزة الى ابعد الحدود بدليل حجم الاصابات والتعويضات الاضطرارية الى جانب كثرة سقوط اللاعبين فوق الميدان الى جانب خسارتهم معركة الصراع على الكرة مع المنافسين والغريب ان تدني اللياقة البدنية يحصل قبل ان تنطلق بطولة هذا العام فما بالك حينما نصل الى منتصف الموسم؟ والاسئلة الحائرة تفرض نفسها بخصوص نوعية الاعداد البدني للاعبين كما ان المدرّب ارتكب اخطاء تكتيكية بالجملة على مستوى اختيار اللاعبين وعلى مستوى عدم استقرار التشكيلة والا بماذا نفسر عدم تعويل الاطار الفني بالمرّة على اللاعب متواضع الامكانيات حمزة حدة بالمرة في مقابلة النجم الساحلي حيث تمت احالته على المدارج ثم ضد الزمالك يجد نفسه اساسيا في التشكيلة . ثم كيف يواصل الاطار الفني التعويل على سليم المزليني في التشكيلة الاساسية رغم انه يمر بفترة فراغ كبيرة مقابل عدم منح الفرصة لبعض الشبان على غرار حازم مبارك والذي اقحمه المدرب دوارتي في المقابلة بعد اصابة محمد علي منصر فاذا به يكون افضل اللاعبين وكأنه موهبة مغمورة؟ ... الاكيد ان اكثر من لاعب شاب كان يمكن ان ينفع النادي لو توفّر حسن الرعاية من الاطار الفني باعتبار ان عددا من الاساسيين ارتكبوا اخطاء بالجملة في عدة مباريات ومع ذلك تواصل التعويل عليهم. «ايزيكال» للمرة الاولى المنتدب الجديد التشادي ايزيكال شارك لاول مرة مع النادي الصفاقسي في مقابلة الزمالك المصري وكان ضمن التشكيلة الاساسية وقدم اداء فوق المتوسط رغم انه اهدر فرصة ثمينة لتسجيل هدف ثان للنادي الصفاقسي في الدقيقة 76 وهو على مستوى 6 امتار في دفاع الزمالك ... كما ان هذه المقابلة سجلت التعويل لاول مرة على المنتدب الشاب حازم مبارك القادم من امل بوشمة والذي انضمّ إلى التشكيلة في اواخر الشوط الاول خلفا لمحمد علي منصر وقدم حازم مبارك مردودا طيبا وافضل ممن تمتعوا بفرص اللعب أكثر منه. 3 اصابات كل تعويضات النادي الصفاقسي في المباراة كانت اضطرارية حيث تعرض وجدي السعيداني ومحمد علي منصر الى اصابتين في الشوط الاول ولم يكملا المباراة فتم تعويضهما بوسيم كمون وحازم مبارك. في الشوط الثاني التحق المزليني بقائمة المصابين فخرج وعوضه برهان الحكيمي. وقد قال لنا طبيب الجمعية ان اصابة منصر والمزليني حصلت اثر تدخلات عليهما اثناء اللعب وإصابتيهما لا تبدوان خطيرتين فيما تعرّض وجدي السعيداني الى ارتجاج في الركبة ووضعيته تحتاج الى مزيد من التشخيص حيث سيخضع الى فحوص بالرنين المغناطيسي وعلى ضوء ذلك تتحدد مدة الراحة والعلاج المناسب. غضب كبير حالة من الغضب الشديد استبدت بانصار النادي الصفاقسي بعد الهزيمة المذلة مع الزمالك بثلاثية وقد وجّهت سهام النقد الجارح إلى رئيس النادي الصفاقسي لطفي عبد الناظر وايضا المدير الرياضي والمطالبة برحيلهما عن النادي كما طالت الانتقادات ايضا المدرب باولو دوارتي والمطالبة باقلته. «البدوي» يستقيل بعد ظهر امس قدم الناصر البدوي استقالته من منصبه كمدير رياضي للفريق وقال ان استقالته نهائية ولا رجعة فيها وانه متمسك بها بما أنه لم يعد قادرا على المواصلة في ظل الظروف الحالية واتساع جبهة المعارضة لوجوده وبقائه. بعض الانصار علقوا على الاستقالة بالقول انهم ينتظرون استقالة مماثلة من رئيس النادي لطفي عبد الناظر. «الحرباوي» وراحة بأسبوع ؟؟؟ المنتدب الجديد حسان الحرباوي يبدو واضحا انه يعاني من نقص كبير على مكستوى الجاهزية واللياقة البدنية وهو يحتاج الى عمل كبير للتخفيض من وزنه حتى يصبح قادرا على التحرك النشيط فوق الميدان وعلى الافادة لكن الغريب ان المدرب منحه راحة لا لزوم لها منذ يوم الخميس الماضي وهذا يعني ان الحرباوي قد ينعم في الجملة باسبوع كامل من الراحة غير المبررة. وكان اولى بالمدرب ان تتواصل التمارين على الاقل بالنسبة للعناصر التي تشكو نقصا في اللياقة البدنية.