التونسية (تونس) ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في شهر أكتوبر في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد الى الاعتداء على غريمه بواسطة «شاقور» على مستوى فخذه ورغم محاولة إسعافه فإنه لفظ أنفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر . وقد انطلقت التحريات في هذه القضية على اثر تلقي مركز امن بسوسة إشعارا من احد المستشفيات يفيد بقبول شاب في حالة صحية حرجة وانه خضع لعملية جراحية عاجلة الا ان وضعه الصحي حرج فتحولت دورية امنية على عين المكان لكن تعذر سماع اقوال المتضرر وفي اليوم الموالي تلقت السلط الامنية إشعارا يفيد بوفاة الهالك فتحولت دورية امنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بسوسة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها ان الضحية والجاني التقيا على سبيل الصدفة بالمقهى وبدون موجب عمد الضحية الى شتم المتهم ونعته بأبشع النعوت لأنه تذكّر خلافا سابقا وقع بينهما مرده تعمد الطرف الثاني الاعتداء عليه بالعنف الشديد مما تسبب له في عجز مستمر برجله وقد تقدم ضده بشكاية غير انه بتدخل عديد الاشخاص اسقط حقه في التتبع. وتحولت المناوشة الكلامية الى معركة عمد خلالها المظنون فيه الى طعن غريمه على مستوى جنبه وتركه ينزف وتحصن بالفرار تاركا اياه في حالة صحية حرجة. على ضوء هذه التحريات أمكن حصر الشبهة في المظنون فيه فألقي عليه القبض وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وافاد ان غريمه بادر باستفزازه وتلفظ نحوه بألفاظ منافية للأخلاق وأنه عمد الى لكمه وركله دون موجب وعندما لامه على صنيعه اعاد تعنيفه وحينها ثارت ثائرته ولم يستطع تمالك اعصابه فسدد له طعنة على مستوى أعلى فخذه وأضاف أن سبب تعنيف الضحية له يعود الى خلافات سابقة بينهما وانه سبق ان اندلعت مناوشة بينهما تولّى خلالها تعنيفه وتسبب له في حقد دفين وحاول رد الفعل رغم انه اعتذر منه مرارا وان النزاع سوّي وانتهى عند هذا الحد الا ان الضحية ظل يضمر له الحقد ويبدو انه في يوم الواقعة استغل الفرصة للاعتداء عليه وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه . وبإحالته على قاضي التحقيق تمسك المتهم بأقواله السابقة وبعدم انصراف نيته الى قتل الضحية وان استفزازات هذا الاخير ومبادرته باستعمال العنف هي التي أدّت الى وقوع الجريمة وقد بين دفاع المتهم في مستنداته الكتابية ان الافعال المنسوبة الى موكله تعدّ من قبيل تبادل العنف الواقع اثناء معركة والناجم عنه الموت دون قصد القتل وبين ان الركن المعنوي والمتمثل في انصراف ارادة الجاني الى ازهاق روح الضحية غير متوفر في قضية الحال لان موكله لم يخطط لارتكاب الجريمة وأن ذهنه كان خاليا تماما من اي تخطيط. بعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد واحيل الملف على دائرة الاتهام التي ايدت قرار ختم البحث ثم احيل الملف على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة وبالتحرير على المتهم من طرف القاضي اعاد اعترافاته السابقة وتمسك بان المجني عليه هو السبب المباشر في وقوع الجريمة . أما دفاع المتهم فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الامكان وتغيير التكييف القانوني للجريمة من القتل العمد ,إلى تبادل العنف في معركة نجم عنها الموت. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانة المتهم وسجنه بقية العمر وقد استأنف المتهم الحكم الصادر ضده وسيمثل المتهم امام انظار المحكمة في شهر اكتوبر 2015.