ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 أبحاثه في جريمة محاولة قتل تورط فيها شاب عمد الى الاعتداء على غريمه بواسطة الة حادة على مستوى بطنه اثر مناوشة جدت بينهما . تفاصيل هذه القضية انطلقت في شهر مارس 2013عندما تلقى مركز الامن اشعارا من احد المواطنين يفيد بالعثور على شاب ينزف فتحولت دورية امنية على عين المكان وتم نقل المتضرر على جناح السرعة الى المستشفى واحتفظ به تحت العناية الطبية المركزة بعد ان خضع لعملية جراحية عاجلة. في المقابل انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها ان الضحية والجاني عقدا معا جلسة خمرية انضم اليهما صديق مقرب للجاني تولى اثناء السهرة التهكم على الضحية فتملك هذا الاخير الغضب وطلب منه الكف عن ذلك لكنه تمادى فاندلعت مناوشة كلامية بينهما تدخل الجاني وفضها. لكن بعد فترة توجه الضحية معاتبا الجاني لأنه لم يلم صديقه على فعلته الاّ ان ردة فعل الجاني كانت مثار تعجب الضحية اذ انحاز لصف صديقه وانخرطا سويا في موجة من الضحك فثارت ثائرة المتضرر وتولى صفع الجاني الذي بادر بالتقاط سكين وطعنه على مستوى بطنه ثم تركه يسبح وسط بركة من الدماء ولاذ بالفرار وبناء على هذه التحريات القي القبض على المظنون فيه وباستنطاقه اعترف باعتدائه على المتضرر الا انه افاد أنّه هو الذي بادر باستفزازه اذ تولى شتمه واقحمه في نزاع لا ناقة له فيه ولا جمل مشيرا الى أنه عندما فضّل عدم التدخل نعته بأبشع النعوت ثم باغته وقام بصفعه. وقال الجاني انه وقتئذ استشاط غضبا والتقط الة حادة وطعنه على مستوى بطنه وتحصن بالفرار غير انه اكد ان صديقه لم يبدر عنه أي تصرف يمس من المتضرر وأن حالة السكر التي كان عليها المتضرر هي التي جعلته يتصور ان هذا الاخير يتهكم عليه. كما اضاف الجاني انه بادر هو وصديقه بإبلاغ السلط الامنية بتعرض المتضرر للاعتداء مما يؤكد عدم انصراف نية اي طرف منهما لمحاولة ازهاق روح الضحية. وبعد ان استقرت الحالة الصحية للمتضرر فنّد اقوال الجاني وذكر انه طوال الجلسة كان يستمع الى صديقه يتهكم عليه وعندما عاتبه على انحيازه الى صفه وان سكوته دليل على ذلك لم يعر الامر اهتماما وقال المتضرر انه عندها ثارت ثائرته وعمد الى صفعه فتولى الجاني في ردة فعل منه مباغتته بطعنة بواسطة الة حادة. وبإجراء مكافحة بينهما تمسك كل طرف بأقواله وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه . وبإحالته على قاضي التحقيق تمسك المتهم بأقواله السابقة بأن نواياه لم تكن متجهة الى قتل المتضرر مؤكدا ان استفزازات هذا الاخير ومبادرته باستعمال العنف هي التي دفعت به الى طعنه. وقد بيّن دفاع المتهم في مستنداته الكتابية ان الافعال المنسوبة الى موكله تعد من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد وليست محاولة قتل وذلك لعدم توفر احد اركان الجريمة وهو الركن المعنوي اي انصراف ارادة الجاني الى ازهاق روح الضحية والحال ان الجاني وصديقه هما اللذان بادرا بالاتصال بأعوان الامن لطلب الاسعاف وبعد ختم التحقيق وجهت للمتهم تهمة محاولة القتل العمد وستنظر المحكمة في ملف القضية في بداية شهر افريل.