ستنظر قريبا احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في جريمة قتل تورط فيها شاب عمد الى ازهاق روح شاب على اثر خلاف جد بينهما. وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم الصادر ضده ومن المنتظر ان يمثل في 25جوان امام انظار محكمة الاستئناف. واستنادا الى ما ورد في ملف القضية التي تعود اطوارها الى شهر سبتمبر 2012 فإنّ خلافا جدّ بين الضحية والجاني سببه تراجع الاول عن عقد قرانه على شقيقة الثاني بعد ان تم تحديد موعده و توزيع دعوات الزفاف. وقد توجه اليه لمعرفة سبب هذا التغير لكنه اعلمه انه تحصل على عقد عمل بالخارج وانه لا يستطيع ان يفوت هذه الفرصة لأنه انتظرها طويلا. وباستفساره عن العلاقة بين الموضوعين أعلمه انه لا يريد ان يعقد قرانه ويترك زوجته تنتظره الى أجل لا يعرف موعده قد يطول أو يقصر. وقد حاول شقيق الفتاة ان يقنع الشاب ان قراره هذا سيشوه سمعة شقيقته وسيلحق ضررا بالعائلة بأكملها وان المبررات التي يقدمها واهية. وامام تمسك الشاب بموقفه اندلعت مناوشة كلامية بينهما تحولت الى معركة كانت الغلبة فيها للضحية الذي انهال على غريمه ضربا مبرحا فثارت ثائرة هذا الاخير واخرج سكينا كانت بحوزته وطعن بها الشاب في صدره ثم فر من المكان تاركا اياه في حالة صحية حرجة. وقد تم نقل الضحية على جناح السرعة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة الا انه لفظ انفاسه الاخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. وقد تم اعلام اعوان الامن بوفاة الضحية فتحولت دورية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات انحصرت الشبهة في المظنون فيه فالقي عليه القبض. وباستنطاقه افاد انه كان من المزمع ان تتزوج شقيقته بعد اسبوع من الواقعة وانه تم اعداد العدة لذلك وطبع الدعوات وتوزيعها على الاهل والاصدقاء لكن عائلة العروس (اخته) فوجئت بقرار الضحية العدول عن الزواج مما احرج العائلة بسبب كثرة الاشاعات والاقاويل عن سبب هذا التراجع المفاجئ. واضاف الجاني انه توجه الى منزل الشاب لمعرفة السبب فاعلمه انه تحصل على عقد عمل بالخارج وانها فرصة انتظرها منذ سنوات وباستفساره ان كان فكر في وضعية شقيقته وعائلته اجابه باستخفاف فاندلعت مناوشة بينهما تحولت الى معركة عمد خلالها الضحية الى تعنيفه بقوة فثارت ثائرته والتقط سكينا وطعنه بها مشيرا الى انه لم يكن يتصور ان تكون الاصابة قاتلة. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه, وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبانعدام نية القتل لديه. أما دفاع المتهم فقد اعتبر في مستنداته الكتابية ان وقائع القضية تؤكد ان الجاني لم يخطط لجريمته وانه تعرض للتعنيف من طرف الضحية فاضطر للدفاع عن نفسه مما يجعل ماديات الجريمة أقرب الى تبادل العنف اثناء معركة وليس الى القتل العمد. وبعد ختم الابحاث وجهت للمتهم تهمة القتل العمد ثم احيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بسوسة. وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد اقواله السابقة. أما الدفاع فقد طلب التخفيف عن موكله قدر الامكان وتغيير نص الاحالة واعتباره من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم بقية العمر ,فاستأنفت النيابة العمومية الحكم وستكون القضية قريبا محل نظر محكمة الاستئناف.