« فاقد الشيء لا يعطيه» ... هذه طبيعة النفس البشرية وهذا الواقع الذي يجب الاعتراف والقبول به وعدم الجري هنا وهناك لتجاوزه لأن الأمر مستحيل... هذا المثل ينطبق في كل مجالات الحياة وأيضا في الرياضة وعلى رأسها كرة القدم ، فاللاعب الذي لا يملك المواصفات والقدرة على إفادة فريقه لا يمكنه تقديم وإضافة أي شيء . في الترجي الرياضي هذا الصنف من اللاعبين موجود وقد «فتّحت» الهزيمة الثقيلة التي تكبّدها الفريق في المرسى أعين المدرب عمار السويّح على هذه الحقيقة المتعلقة أساسا بمردود بعض اللاعبين الذين أضحوا عالة على الفريق نظرا لمحدودية إمكانياتهم وعدم امتلاكهم لأبسط المواصفات التي يجب أن تتوفر في أي لاعب ينتمي إلى فريق كبير يطمح ويتطلع ويتنافس من أجل الألقاب أو لأنهم «انتهوا» بعدما قدموا كل ما يملكون ولم يعد لهم ما يضيفونه ، وبين هذا وذاك فإن النتيجة واحدة وتتمثل في العجز عن إفادة المجموعة. إذن ، الموضوع بسيط والمشهد واضح وطرق الإصلاح جليّة لا تتطلب فلسفة ولا تفكيرا ولا «تكسير رأس»، فهي وبكل بساطة تكمن في التغيير والاستغناء على كل العاجزين وإعطاء الفرصة لغيرهم وتجربة حلول أخرى ستكون دون أدنى شك أجدى وأنفع للفريق. مثلما ذكرنا، فقد وقف السويّح على بعض الحقائق سيكون لقاء المرسى الدرس الذي سيجنّب الترجي الرياضي مستقبلا الهفوات والعثرات حيث ينتظر أن يقوم الإطار الفني بالتغييرات الضرورية على التشكيلة الأساسية وذلك في الخطوط الثلاثة دون استثناء بما في ذلك مركز حراسة المرمى. «هلال» يعود ما دمنا قد تعرضنا إلى حراسة المرمى لا بد من الإشارة الى عودة سامي هلال إلى شباك الأحمر والأصفر غدا بمناسبة لقاء الجولة الثانية لبطولة الرابطة المحترفة الأولى ضد نجم المتلوي، فهذا الحارس تماثل للشفاء من الإصابة التي كان يشكو منها على مستوى اليد وخضع بسببها إلى عملية جراحية وتجاوز كل مخلفاتها وأضحى بالتالي جاهزا لاستعادة مكانه في مرمى الترجيين ناهيك وأن كل المباريات التي خاضها قدم خلالها مردودا طيبا وأدّى واجبه على أحسن وجه ويستحق بالتالي أن يكون في التشكيلة الأساسية لشيخ الأندية التونسية. «الذوادي» في المحور عودة سامي هلال إلى شباك الأحمر والأصفر لن تكون التغيير الوحيد الذي ستسجله التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي غدا مقارنة مع المباراة الفارطة في المرسى بما أن شمس الدين الذوادي الذي تخلص هو الآخر من كامل مخلفات الإصابة التي كان يشكو منها واستعاد جانبا كبيرا من مؤهلاته البدنية بلغ اليوم المستوى الذي يؤهله إلى العودة إلى محور دفاع فريق باب سويقة وأخذ مكان اليعقوبي الذي تعددت وتتالت أخطاؤه في هذه الفترة ويحتاج بالتالي إلى راحة علّه يراجع حساباته ويستعيد الإمكانيات التي تسمح له فعلا بأن يكون أساسيا في فريق كبير. «بغير» من البداية انضمام سعد بغير خلال الفترة الأخيرة من مباراة الشتيوي الأربعاء الفارط إلى تشكيلة الترجي الرياضي أعطى إضافة كبيرة وواضحة لخط وسط ميدان الفريق على المستوى الهجومي ونجح أبناء باب سويقة في خلق العديد من الفرص السانحة للتهديف وهذا ما كشف الحاجة الماسة الى صانع ألعاب يقود عمليات الترجي الرياضي ... وعلى هذا الأساس فإن نيّة المدرب عمار السويح متجهة نحو التعويل على ابن قابس من البداية غدا أملا في تحسين عملية البناء الهجومي التي كانت شبه غائبة في المرسى. «سيسوكو» مكان «بن يوسف» سيكون بن يوسف متغيبا عن لقاء الغد تماما مثل بعض المقابلات القادمة وذلك لأسباب تأديبية بعد إقصائه المجاني الذي جنا بسببه على فريقه حيث يعد «الروج» من أبرز وأول أسباب الهزيمة التي افتتح بها الترجي الرياضي موسمه، البديل سيكون المالي سيسوكو الذي خلف غيابه عن المقابلة الأخيرة في المرسى العديد من التساؤلات من جهة وموجة من الانتقادات للإطار الفني من جهة أخرى لأن إدارة النادي ليست بصدد انتداب اللاعبين الأجانب ليرمي بهم المدربون في المدارج. تحويرات أخرى منتظرة إلى جانب هذه التغييرات الأربعة فإن تحويرات أخرى قد يقدم عليها المدرب عمار السويح على التشكيلة الأساسية التي سيبدأ بها لقاء الغد حيث ينتظر أن يستغني عن سامح الدربالي على الجهة اليمنى للدفاع لتعويضه بمحمد أمين النفزي أو إيهاب المباركي ، كما سيتخلى الإطار الفني على ورقة الجويني في الهجوم ويكتفي بياسين الخنيسي كقلب هجوم مع مساندة من الرواقين وكذلك من صانع ألعاب من الخلف... أيضا يتوقع أن يمنح عمار السويّح الفرصة لكوليبالي للاضطلاع بدور «بيفو» وهو المركز الذي يحتاج إلى تغيير بل دعوني أقول إلى «ثورة» بوصفه نقطة الضعف رقم واحد في الترجي الرياضي اليوم.