عبّر شكيب التريكي رئيس الجامعة التونسية لمنظومة الدواجن والمنظمات الفلاحية عن قلقه مما ستؤول إليه منظومة الدواجن في الأسابيع القادمة باعتبار أنّ القطاع الذي يشكو من فائض كبير في الانتاج وسيدخل في مرحلة ركود مع فترة عيد الأضحى التي يتراجع فيها استهلاك اللحوم البيضاء بشكل لافت لمدة تقارب الشهر . وقال التريكي في تصريح ل«التونسية» أن منظومة الدواجن دخلت «مرحلة الموت الكلينيكي» على حدّ تعبيره وأنّ إعادة الحياة إلى شرايينها تحتاج إلى قرارات جريئة وسريعة من سلطة الإشراف. وأشار التريكي إلى أن التخلي عن برمجة الإنتاج أدخل القطاع في نفق يصعب الخروج منه متوقعا تسجيل خسائر كبرى ستستمرّ سنوات لافتا إلى أن سعر البيض ولحم الدّجاج يباعان حاليا دون سعر الكلفة وأنّ كلفة إنتاج البيضة حاليا إلى 130 مليم في حين يقع تسويقها ب75 مليما . وأوضح شكيب التريكي ان الخسائر المسجلة في قطاع الدواجن لن تشمل المربين فقط بل ستنسحب على كافة حلقات الانتاج والاقتصاد الوطني عموما ملاحظا أنّه يتمّ توريد ٪85 من مستلزمات الإنتاج بالعملة الصعبة وفق تعبيره. في سياق متصل قال التريكي أن السياسات السلبية للحكومات الماضية أدت إلى ضخ 600 مليون دينار من الاستثمارات في قطاع الدواجن كان يمكن توجيهها إلى قطاعات فلاحية أخرى قادرة على استيعاب استثمارات جديدة مشيرا إلى أن هذه الأموال ذهبت هباء بعد ان عجز القطاع عن تسويق فائض الإنتاج وأصبح «يبيع بالخسارة» .وفسّر محدّثنا عدم بروز فائض الانتاج في السنوات الماضية بشكل كبير بسبب تفشي العديد من الأمراض في المداجن التي قال إنّها أتت تقريبا على نصف كميات الدجاج الموجود في المداجن . الوضع لا يحتمل الانتظار ولفت رئيس جامعة الدواجن إلى خطورة ما ستؤول إليه الأوضاع في القطاع في صورة تواصل الوضع الحالي داعيا سلطة الإشراف إلى الأخذ بزمام الأمور وإقرار جملة من الإجراءات العاجلة لإنقاذ المنظومة التي توفر 70 بالمائة من البروتينات للتونسيين .ودعا شكيب التريكي إلى العودة إلى برمجة الانتاج مع تقنينها بقانون يلزم جميع الأطراف و الإسراع في القيام بجرد للمداجن بكافة ولايات الجمهورية لاحكام التصرف في الرصيد الموجود مع وقف الاستثمارات في قطاع الدواجن مع الترفيع في سعر الكلغ من الدجاج «الشارف» عند الذبح إلى 1200 مليم وهو السعر المدرج بكلفة البيضة وفق تعبيره. كما اقترح التريكي تكثيف عملية الخزن من 10 إلى 50 مليون بيضة لاستيعاب فائض الانتاج وخلق نوع من التوازن بين العرض والطلب. وأبرز التريكي في السياق ذاته أن حاجات السوق تقدر شهريا وب130 مليون بيضة شهريا وب190 مليون بيضة في شهر رمضان الذي يشهد ذروة البرمجة في حين تقدر حاجات السوق المحلية من لحم الدجاج بما بين 95 و110 أطنان شهريا ملاحظا أن غياب البرمجة رفّع في نسق الانتاج من مليار و689 ألف بيضة سنة 2012 إلى مليارين و330 مليون بيضة العام الجاري مع توقّعات بإمكانية ارتفاع هذا الرقم إلى مليارين و490 ألف بيضة العام القادم في حين ارتفع إنتاج لحم الدجاج من 95 ألف و419 طنا سنة 2011 إلى 141 ألف و856 طنا العام الجاري مع إمكانية ارتفاع هذا الرقم إلى 151 ألف و140 طنا السنة القادمة .