لم تحمل الدفعة الأولى من الجولة الثانية في بطولة الرابطة المحترفة الأولى أخبارا سارة لأحباء النادي الإفريقي وذلك بعد أن انحنى فريقهم بهدفين لصفر أمام مضيفه نجم أولمبيك سيدي بوزيد ضيف قسم النخبة والذي كان له شرف إلحاق الهزيمة الأولى ببطل الموسم الماضي في أول مواجهة تجمع الناديين على مر التاريخ. وان كانت الهزيمة حدثا عاديا في عالم الساحرة المستديرة وواقعا حتميا لا مفر من التعامل معه، فإن الأداء الذي رافقها وغياب الروح عن معظم عناصر كتيبة الفرنسي دانيال سانشاز شكل كابوسا مزعجا ل«شعب» الإفريقي ولإطاره الإداري والفني الذي لم يفهم إلى غاية اللحظة ما حصل لأبنائه في ملعب 17 ديسمبر بسيدي بوزيد على الرغم من أنه عول على نفس التركيبة التي واجهت «البقلاوة» وألحقت بها هزيمة مذلة مع أداء في المستوى المطلوب. جل لاعبي الإفريقي كانوا أول أمس خارج الموضوع بل أنهم لم يظهروا رغبة حقيقية في العودة في النتيجة وحتى التعلل بأرضية الميدان وحرارة الطقس لن يكونا كافيان لتبرير ذلك الأداء المهزوز لأن الفريق لن يخوض كل مبارياته على أرضية مشابهة لأرضية ملعب رادس ولأن ترسانة النجوم التي استقدمت لم تشترط اللعب على أرضية «زربية» قبل توقيع عقودها مع هيئة الرياحي. الإفريقي لم يظهر عشية السبت في «كسوة» البطل بل كان صورة سيئة للغاية مقطعة الأوصال مع استثناءات قليلة دافعت عن «المريول» ( صابر خليفة وأحمد خليل) إلى آخر دقائق المواجهة فيما كان البقية مجرد شهود عيان عن هزيمة لا بد من الاستفادة منها سريعا حتى لا تؤثر على بقية مشوار الفريق الذي لم يظهر للأمانة رغبة في الفوز على نجم أولمبيك سيدي بوزيد الذي لم يكن رغم اجتهاد لاعبيه بالفريق الذي لا يقهر حيث استغل استسلام زملاء بلال العيفة وهفواتهم القاتلة لتحقيق فوز ثمين وتاريخي. هفوات قاتلة لن ننساق وراء الحملة المغرضة التي يشنها البعض لتشويه مكونات دفاع النادي الإفريقي والتنقيص من أحقيتهم بالتواجد في التركيبة الأساسية ولكننا سنعرج على بعض الهفوات القاتلة التي ارتكبها كل من بلال العيفة وهشام بالقروي والتي مكنت نجم أولمبيك سيدي بوزيد من النيل من شباك فاروق بن مصطفى في مناسبتين، ففي عملية الهدف الأول مكن الثنائي المذكور مهاجم الفريق المحلي محمد الصفاقسي من الوقت الكافي لتأطير كرته واختيار الزاوية المثلى للتسجيل والحال أنهمها كان بإمكانهما الاقتراب منه وقطع العملية بسهولة، كما كانت عملية ضربة الجزاء نتيجة سوء تمركز مكنت الصفاقسي من الانفراد بالحارس والحصول على ضربة جزاء أظهرت الصورة التلفزية عدم صحتها. دفاع الإفريقي أو بالأحرى المنظومة الدفاعية والتي تبدأ من أول مهاجم لم تشتغل بالطريقة المثلى وعلى سانشاز التدخل سريعا لتعديل الأوتار مع أن الخيارات قليلة في هذا القطاع. «سانشاز» في قلب العاصفة مع كل عثرة للفريق تنهال سياط النقد على المدرب الفرنسي دانيال سانشاز الذي حمل كالعادة مسؤولية الهزيمة الأخيرة رغم اعتماده على نفس التركيبة التي واجهت الملعب التونسي في الجولة الماضية. المدرب الفرنسي تعامل مع المجموعة الموجودة على ذمته واحسن دراسة المنافس وتحضير المباراة ولكنه لم يقرأ حسابا لليوم الأبيض الذي كان عليه أغلب اللاعبين فكانت النتيجة تحميله المسؤولية ولا ندري حقيقة هل أن مشاكل الإفريقي تكمن في امكنيات المدرب؟ لا نعتقد ذلك رغم إقرارنا ببعض الهفوات التي ارتكبها والتي يمكن تداركها فأكبر مدربي العالم لا يمكنهم تغيير وجه فريق يكون تسعة من لاعبيه خارج نطاق الخدمة. راحة مطوّلة ل«كوليبالي» المصائب لا تأتي فرادى كما يقال فإضافة إلى خسارة النقاط الثلاث، خسر الإفريقي خلال مواجهة السبت خدمات ظهيره الشاب المالي سوليمان كوليبالي الذي لم يكمل المواجهة بعد تدخل عنيف للغاية من قبل أحد لاعبي المنافس. الكشوفات الأولية التي أجريت على اللاعب أثبتت تعرضه إلى تمطط على مستوى الرباط الداخلي للركبة والذي يتطلب فترة راحة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أسابيع وهي ضربة قاسية للفريق الذي يشكو معضلة كبرى على مستوى الرواق الأيمن بعد اصابة العقربي وتقا. كوليبالي سيخضع اليوم لكشف بالأشعة لتحديد نوعية الإصابة بالضبط ومدة الراحة التي تتطلبها وكل ما تأمله جماهير النادي أن لا تكون الاصابة على مستوى الأربطة المتقاطعة والتي تعني نهاية موسم الموهبة المالية. «الوسلاتي» بين الشك واليقين عبد القادر الوسلاتي وبعد عودته من فرنسا والتحاقه بالمجموعة، تعرض خلال وسط الأسبوع الماضي إلى إصابة على مستوى الساق أجبرته على التدرب على انفراد، ويأمل الإطار الفني أن يكون اللاعب جاهزا لمباراة الشبيبة القيروانية حتى يطمئن على الجهة اليمنى التي باتت تشكل كابوسا حقيقيا لسانشاز لقلة الحلول فيها بعد إصابة العقربي وتقا وكوليبالي. «الشنيحي» جاهز بعد راحة مطولة، يستأنف اليوم الدولي الجزائري ابراهيم الشنيحي التدرب مع المجموعة بعد أن تجاوز مخالفات الإصابة وبحسب الأخبار التي بحوزتنا فإن الشنيحي سيكون جاهزا للمشاركة في مباراة الجولة الثالثة ضد الشبيبة القيروانية. ... وتتواصل «الفزّورة» رغم الأخبار التي سوقتها هيئة الفريق عن حصول اتفاق نهائي مع اللاعب يوهان توزقار فإن ركب الأخير لم يحل بعد بتونس حيث لا يزال مهاجم لانس السابق يتمتع بعطلة في فرنسا ولا يعلم متى سيتكرم الأخير ويقبل بالعودة إلى التمارين ويبتعد عن الشطحات المتكررة التي لا تليق حتما بلاعب يدّعي الاحتراف ورصدت أموال طائلة من أجل استقطابه.