مثّل إعلان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن انخراط تونس في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، والذي اعتبَره إطارا مُلائمًا للعمل المشترك والالتزام الجماعي بمكافحة التّطرّف العنيف،عديد التساؤلات حول مدى جاهزية بلادنا اللوجستية والمادية ومتطلبات هذه المشاركة وكيفيتها. وفي هذا الإطار، اعتبرت بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات العسكرية والأمنية في تصريح ل«التونسية» أنّ انضمام تونس الى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» أمر طبيعي باعتبار ان لبلادنا صفة حليف أساسي غير عضو في «الناتو»وباعتبار أنّ أكبر مجموعة منتمية ل«داعش» تقاتل في سوريا والعراق (حوالي 10 آلاف مقاتل) من تونس. وأضافت قعلول ل«التونسية» ان انضمام تونس هو بمثابة اعلان عن حسن نوايا لمحاربة هذا التنظيم الارهابي متسائلة، في هذا الصدد، عن متطلبات هذا الانخراط السياسية والقانونية واللوجستية مشيرة الى أن أمريكا تواصل اعتماد سياسة الإملاءات مع تونس حيث لم تقدم لها غير الكلام معتبرة ان هذا الانضمام هو نتيجة إحدى إملاءاتها وأنّ أيّ بلد لا يتعاون معها يتهم بدعمه للإرهاب والارهابيين مشيرة الى أنّ أمريكا قد تدفع بجيوش كل من تونس وعدة دول عربية مشاركة إلى واجهة الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية. من جانب آخر، حذرت قعلول من «قانون التوبة» الذي ينادي به البعض معتبرة انه بمثابة ذر الرماد على العيون باعتبار أنّ هذه المشكلة لا تكمن في اعداد هذا القانون وتطبيقه بل في غياب الوسائل المادية والبشرية لقبول آلاف العائدين من سوريا محذّرة من خطر التونسيين الذين يعتزمون العودة من سوريا والعراق باعتبارهم يحملون خطة تدميريّة، تستهدف منطقة شمال إفريقيا. وكشفت قعلول ان هناك العديد من التونسيين العائدين من سوريا سجّلوا أسماءهم في القنصلية التونسية بتركيا على اساس انهم لم يذهبوا الى سوريا وأنه تمّ التغرير بهم معتبرة أن ذلك أمر خطير لا يجب التعامل معه بسهولة. واعتبرت قعلول أن ضغوطات دولية تدفع لقبول هؤلاء المقاتلين الذين يحملون مهمة جديدة هدفها تفتيت المنطقة مشيرة إلى أنّ النزاع انتقل من الشرق الأوسط الى شمال إفريقيا وإلى أنّ العيون الآن متجهة نحو الجيشين المصري والجزائري وأنّ البوّابة هي تونس والثكنة هي ليبيا على حدّ تعبيرها ملاحظة أنه بعد نجاح المخطّط الغربي، المتمثّل في إضعاف أقوى جيشين في منطقة الشرق الأوسط وهما الجيش العراقي والجيش العربي السوري، عبر أيادي تونسيّة وعربية، يتم الآن التحضير لمنطقة شمال إفريقيا عبر ضرب الجزائر ومصر الدولتين اللّتين لا تزالان تعتبران ركائز للمنطقة، مبينة ان الخسارة التي تكبدتها امريكا في سوريا قد تُعوّض بانتصار في شمال إفريقيا. قرار صائب وايجابي من جهته، أكّد الخبير العسكري مختار بن نصر ل«التونسية» ان انضمام تونس الى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» قرار صائب وايجابي وسيعود بالنفع والفائدة على تونس لوجستيا وماديا وذلك من خلال حصولها على دعم عسكري سواء بالتجهيزات والمعدات وخاصة المعلومات أو بتوفير تدريبات لفائدة الجيش التونسي، قائلا «مشاركة تونس لن تكون بالضرورة عسكريا، بل بالمعلومات الاستخباراتية والاستعلامات لكن اذا طُلب من الجيش التونسي المشاركة في بعض العمليات فإنّها ستدرس المسألة في حدود إمكانياتها المتاحة وفي حدود ما يكفله لها القانون والدستور». وأشار بن نصر إلى أنّ لتونس تجربة جيّدة في مستوى حفظ السلام في العالم وإلى أنّ لديها من الخبرات والكفاءات والملاحظين الأمميين ما يجعلها قادرة على تقديم الإضافة والدّعم لهذا التحالف مذكرا بأنّ بلادنا شاركت في 17 مهمة أممية لحفظ السلام في العالم. في المقابل، رفضت مصادر عسكرية التعليق على الموضوع معتبرة أنّ هذا القرار سيادي وسياسي وديبلوماسي وان أشكال التدخل مازالت قيد الدرس.