خاض النادي الإفريقي عشية أمس أول لقاء ودي تحت إشراف مدربه الجديد القديم نبيل الكوكي انتهى بفوز صريح على مولودية منوبة بثلاثية نظيفة تداول على تسجيلها كل من لسعد النويوي الذي سجل أول أهدافه مع فريقه الجديد وهشام بالقروي وعماد المنياوي. وبعيدا عن النتيجة التي تبقى مهمة للمعنويات، فإن المواجهة المذكورة حملت عديد النقاط الإيجابية أهمها طبعا الروح الجماعية والتضامن الكبير بين اللاعبين والعقلية المثالية التي أظهروها في التمارين وفي مباراة أول أمس والتي أثنى عليها نبيل الكوكي واعتبرها أحد أهم مفاتيح النجاح في الفترة القادمة. كما شهدت المواجهة عودة التيجاني بلعيد وستيفان حسين ناطر وإبراهيم الشنيحي وعلاء بن دحنوس إلى أجواء المباريات وسيدخلون مستقبلا في حسابات الإطار الفني بعد أن كانوا خارج اهتمامات المدرب الفرنسي دانيال سانشاز لأسباب صحية وتأديبية. « النويوي» يطمئن المنتدب الجديد لسعد النويوي شارك في أغلب ردهات المباراة وعلى الرغم من أنه لا يزال بعيدا عن الجاهزية البدنية، فإنه قدم مؤشرات طيبة توحي بأنه له من الإمكانيات ما يخول له أن يكون أحد الأوراق الصعبة في هجوم الأفارقة في المستقبل القريب، النويوي أظهر قدرة كبيرة على التمركز في دفاعات الخصوم وتوفير الحلول لحامل الكرة وهي صفات المهاجم العصري الذي يبحث عنه الفريق منذ مدة طويلة والأكيد أن الهدف الذي سجله أول أمس سيمنحه ثقة كبيرة لمواصلة المسيرة بثبات. عودة قوية نبقى مع استنتاجات مباراة أول أمس الودية، لنشير إلى «الفورمة» الكبيرة التي ظهر عليها متوسط الميدان مراد الهذلي والذي قلب وجه المباراة منذ دخوله في الفترة الثانية، الهذلي استعرض فنياته العريضة وأقنع كل الحضور وأولهم المدرب نبيل الكوكي بأنه يستحق أن يكون ضمن خياراته الفنية في المستقبل بعد أن ابتعد عن التشكيلة الأساسية في الجولات الأربع الماضية. إبن الملاسين يحظى بمكانة كبيرة لدى الكوكي الذي كان وراء بروزه بشكل لافت في 2012 والثابت والأكيد أن عودته للتشكيلة الأساسية لن تتأخر كثيرا. البنك يُنادي «الوذرفي» و«المنياوي» صحيح أن الإطار الفني الجديد لم يحدد بعد اختياراته النهائية ولا يزال في فترة التعرف ومعاينة الرصيد البشري الذي سيكتمل بداية الأسبوع بعودة اللاعبين الدوليين، ولكن يبدو من خلال متابعتنا للتمارين أن التشكيلة الأساسية ستشهد بعض التحويرات قياسا بتلك التي اعتمدها الفرنسي دانيال سانشاز، حيث تتجه نية الكوكي لإعادة ستيفان حسين ناطر إلى التشكيلة الأساسية على حساب المجتهد والدولي مهدي الوذرفي، حيث يثق المدرب الجديد في ضرورة تواجد لاعب ارتكاز صاحب خبرة كبيرة حتى يتمكن الفريق من الاستحواذ على الكرة وفرض أسلوبه على كل الخصوم، كما يبدو عماد المنياوي مرشحا لملازمة البنك وذلك بتواجد يوهان توزقار وصابر خليفة والتيجاني بلعيد وابراهيم الشنيحي ووسام بن يحيى ولسعد النويوي. «خليل» يلتحق أحمد خليل لم يتمكن من المشاركة في المباراة الودية الأخيرة واكتفى بالتدرب على انفراد رفقة كل من سيف تقا وحمزة العقربي وأسامة الحدادي وسليمان كوليبالي وذلك نتيجة بعض الأوجاع التي فرضت عليه مغادرة تربص المنتخب. الإصابة ليست بالخطيرة ولن تمنع ابن الشبيبة السابق من التواجد في رحلة جرجيس حيث سيعود اللاعب إلى المجموعة بداية الأسبوع ليكون على ذمة الإطار الفني في مواجهة السبت القادم ضد ترجي الجنوب. «باللامين» في البال من ميزات جماهير ومسؤولي الإفريقي، عدم تنكرهم لكل من خدم بصدق نادي «الشعب» وساهم بشكل أو بآخر في نجاحات الفريق، والمرحوم شريف باللامين أحد أبرز المساهمين في المسيرة الكبيرة للنادي وأحد رموز القلعة الحمراء والبيضاء والذي لم ينجح الموت في أن يمحيه من ذاكرة كل عشاق الإفريقي، يوم أمس كانت الذكرى الرابعة لرحيل باللامين الذي قدم كل ما يملك من أجل ناديه والذي فقدته الساحة الرياضية في ليلة 24 أكتوبر 2011. جماهير الفريق الوفية تذكرت الرجل واستحضرت نضالاته من أجل أن تظل القلعة الحمراء والبيضاء شامخة.