التونسية (تونس) لأول مرة منذ الثورة (2011) تم تسجيل تراجع لافت في عدد الحرائق والمساحات المتلفة بالغابات التونسية، حيث كشفت معطيات أصدرتها الإدارة العامة للغابات بشأن تقييم موسم الحرائق لهذا العام انه تم منذ مطلع العام والى غاية يوم 19 أكتوبر الجاري تسجيل 306 حرائق مقابل 552 حريقا في الفترة ذاتها من سنة 2014 وتشمل هذه الحرائق الغابات والأعشاب والهشيم. وبلغت حصيلة الحرائق التي تبلغ ذروتها من ماي إلى حدود شهر نوفمبر القادم 260 حريقا (مقابل 466 في 2014) نشبت في الغابات و46 حريقا (مقابل 86 في 2014) اندلعت في الأعشاب والهشيم. والملفت للانتباه وفق إحصائيات الإدارة العامة للغابات هو تراجع المساحات المتلفة حيث تقلصت من 5946.6 هكتارا في موسم 2014 إلى 791 هكتارا في هذا الموسم. وأرجعت الإدارة العامة للغابات التراجع الهام في عدد الحرائق والمساحات المتلفة إلى عدة عوامل أساسية تتعلق بتكثيف التعاون مع الحماية المدنية والجيش الوطني من خلال تفعيل اللجان الجهوية لمجابهة المخاطر وسرعة التدخل وتسخير الوسائل الآليات بواسطة الطائرات. كما تم تدعيم آليات التدخل من خلال اقتناء 35 شاحنة جديدة (ذات سعة تتراوح بين 600 و2500 لتر) وتوزيعها على المراكز المتقدمة والمركز الوطني برادس. معتوه وراء إضرام النار في بعض الغابات وبشأن الحرائق المفتعلة(بفعل فاعل) بيّنت المعطيات المتوفرة، انه تم تسجيل حريقين يستراب في أمرهما الأول في منطقة سيدي بدر بطبرقة (ولاية جندوبة) في موفى جويلية واستغرق إخماده 3 أيام وأتى على حوالي 300 هكتار حيث أظهرت الأبحاث والتحريات الأمنية أن شخصا قيل أنه مختل عقليا أضرم النار في هذه الغابات. أما الحريق الثاني فنشب في غابة بالشاطر (ولاية بنزرت) واندلع في شهر سبتمبر وتواصل يومين وأتلف 70 هكتارا وتم في هذا الغرض إحالة شخص على القضاء. كما تحوم شبهات حول الحرائق المفتعلة بكل من سجنان (ولاية بنزرت) وباجة لا سيما ان مناطق الحريق قريبة من المناطق السكنية. وعزت إدارة الغابات افتعال الحرائق خاصة بعد الثورة إلى الاستيلاء على الأراضي وتحويلها إلى مباني، وأن يقظة قوات الأمن ساهمت في إماطة اللثام عن نية عدد من الأشخاص الراغبين في الاستيلاء على الملك الغابي. العمليات العسكرية في الغابات وبالنسبة للعمليات العسكرية لمحاربة الإرهابيين المتحصنين في بعض الغابات التونسية كشفت المعطيات أنه تم تسجيل 35 حريقا إلى حد الآن أتت على 6298 هكتارا وتوزعت على 29 حريقا (4412 هكتارا) في القصرين و6 حرائق (1826 هكتارا) في الكاف. ولاحظت الإدارة العامة للغابات أن عددا من هذه الحرائق يتكرر باستمرار من اجل القضاء على العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال والغابات وأنها تتفهم خصوصية المسألة معتبرة إياها مسألة حيوية وإستراتيجية في محاربة الإرهاب.