واصل الترجي الرياضي سلسلة نتائجه الإيجابية بمناسبة المواجهة التي جمعته أمس الأول بمستقبل القصرين رافعا الحصيلة إلى خمسة انتصارات متتالية أعلن بفضلها عن عودته القوية في بطولة هذا الموسم وقدرته على لعب الأدوار الأولى والمنافسة بجدية على اللقب، هذه المسيرة الوردية على مستوى النتائج صاحبتها نقلة نوعية واضحة من جانب الآداء سواء من الناحية الهجومية من خلال تدعيم نجاعته وتسجيل الأهداف أو من الناحية الدفاعية حيث نجح مرة أخرى في المحافظة على عذارة شباكه. التحسن إذن واضح بالنسبة لمردود أبناء عمار السويّح وهناك قابلية كبيرة لمزيد تطوّر الآداء بمرور المقابلات لكن لا تزال هناك بعض النقائص التي تتطلب عملا كبيرا حتى يبلغ الفريق المستوى الذي تطمح له جميع الأطراف. قوة هجومية ضاربة صحيح أن كل نجاح لا يمكن أن يكون سوى جماعيا وهو الحال بالنسبة للترجي الرياضي في هذه الفترة لكن هذا لا يحجب الإضافة التي يقدمها بعض اللاعبين من خلال إنجازاتهم الفردية ، وفي هذا الصدد يشكل الثنائي سعد بقير وياسين الخنيسي القوة الضاربة للأحمر والأصفر على المستوى الهجومي سواء من حيث النجاعة أو البناء وخلق الفرص التي تمهد الوصول إلى شباك المنافسين. الأول هو بدون منازع «المايسترو» الجديد لفريق باب سويقة والصانع رقم واحد للكرات الخطيرة الكفيلة بمغالطة الدفاعات المقابلة وتميّز بانتظام على مستوى الآداء وتواصل إضافته في كل اللقاءات بدون استثناء ، والثاني هو هداف الفريق الذي لا يفوّت أبسط الفرص لإعطاء التقدم للترجي الرياضي . إضافة إلى ذلك هناك تفاهم كبير بين اللاعبين بفضل طلب الكرة باستمرار الذي يتميّز به الخنيسي من جهة والرؤية الشاملة للميدان والتمريرات الدقيقة التي يبدع فيها بقير من جهة أخرى وهذا ما زاد في قوة هذا الثنائي وحسمه العديد من الأهداف التي صنعت انتصارات الأحمر والأصفر. المنافسة قادمة ... والتدراك مطلوب فريق كبير مثل الترجي الرياضي لا يمكن أن يقف هجوميا على لاعبين اثنين فقط بل إن كل عناصره الهجومية مطالبة بأن تكون في أحسن مستوى وأن تساهم بصفة فعلية في صنع نتائجه الإيجابية، لذلك فإن أسماء مثل فخر الدين بن يوسف وآدم الرجايبي اللذين تم انتدابهما في الصائفة الفارطة لتدعيم الخط الأمامي مطالبان بمردود أفضل وإضافة أكبر إذا ما أرادا فعلا المحافظة على مكانهما في التشكيلة الأساسية ناهيك وأن المنافسة شديدة من خلال تواجد بولبوا الذي عاد بقوة في المباراة الأخيرة وأثبت سعة إمكانياته وبالتالي جدارته بأن يكون في حسابات الإطار الفني مستقبلا وكذلك ادريس المحيرصي الذي يتميّز في هذه الفترة بنجاعة كبيرة قد تخوّل له انتزاع مكانا في الفريق الأول. أكيد أن الرجايبي وبن يوسف شاعران بالمسؤولية وبضرورة تطوير آدائهما حتى يفيدا المجموعة أكثر لكن الثابت كذلك أن الإلتزامات وأهمية النقاط ومواصلة السلسلة الوردية على مستوى النتائج قد تكلفهما غاليا إذا ما لم يتداركا أمرهما بسرعة. الحصانة الدفاعية من الجانب الدفاعي فإن الترجي الرياضي استعاد صلابته وأصبح صعب المغالطة والوصول إلى شباكه منذ أن شكل شمس الدين الذوادي وعلي المشاني ثنائي محور الخط الخلفي، فهذان اللاعبان قدما المطلوب من هذه الناحية واضافا الكثير على مستوى التصدي للهجومات المنافسة وتميّزا على وجه الخصوص بالتفوق في الحوارات الثنائية التي جمعتهما بمهاجمي الفرق المقابلة وكذلك بحسن التمركز في الكرات الثابتة التي عان منها الترجي الرياضي كثيرا في فترة ما وقبل على إثرها العديد من الأهداف... لقد نجح الترجي الرياضي في المحافظة على عذارة شباكه في جل لقاءات هذا الموسم بعد تثبيت هذا الثنائي في المحور وأكيد أن هذه الصلابة الدفاعية بصدد التحسن بمرور الجولات وحصول التفاهم واللحمة أكثر فأكثر بين هذين اللاعبين. «كوليبالي» رئة الفريق لئن تميّز بغير والخنيسي على المستوى الهجومي والمشاني والذوادي على المستوى الدفاعي فإن اللاعب الذي يوفق بين الناحيتين بشكل كبير هو الإيفواري فوسيني كوليبالي الذي يعد بالفعل رئة الترجي الرياضي اليوم نظرا للعمل الكبير الذي يقوم به سواء لقطع الكرات وتأمين الجانب الدفاعي من وسط الميدان أو لتصعيد الكرة والمشاركة في عملية البناء وصنع الفرص. كوليبالي يجمع بين القوة البدنية واللياقة البدنية العالية وكذلك الفنيات أي أنه يملك مواصفات «البيفو» العصري وهذا ما مكنه من النجاح على المستويين الدفاعي والهجومي وأصبح ركيزة أساسية في التشكيلة وعنصرا مؤثرا بقوة في آداء الأحمر والأصفر. «الجلاصي» في حسابات «السويّح» كان من المنتظر أن يشارك الياس الجلاصي في الفترة الأخيرة من الشوط الثاني في مباراة مستقبل القصرين لكن المدرب عمار السويح غيّر رأيه وخيّر منح الجويني فرصة استعادة الثقة في نفسه، أسباب هذا القرار شكّل السؤال الذي طرحناه على مدرب الأحمر والأصفر الذي أكد لنا أن الجلاصي لا يزال موجودا في الحسابات وهو من بين اللاعبين الذين سيعوّل عليهم مستقبلا نظرا لإمكانياته الكبيرة التي ستفيد المجموعة بدون أي شك. إذن فإن الأمور طبيعية في هذا الموضوع ولا يجب أن يتأثر الجلاصي بوضعيته الحالية ويظهر قوة شخصية ويحافظ على معنوياته ناهيك وأن مدربه واثق من مستواه ويخطط لمنحه الفرصة في قادم اللقاءات.