يتواصل الشدّ والجذب بين الأطراف المتصارعة في حركة «نداء تونس» والكلّ يرمى بالكرة للآخر ويؤكد أن الطرف المقابل وراء تأجيج الأزمة وأنه لا بوادر للإنفراج قريبا فيما يذهب بعض المحللين إلى وجود مؤشرات تصعيد كبير قد يعصف بالحركة. فما موقف الأطراف المتصارعة مما يحدث ؟ أكدت أنس الحطاب القيادية في حركة «نداء تونس» أن حقيقة ما يجري في الحزب ليس تباينا في الآراء مشيرة الى أن الحزب غير منشق لأنه حسب قولها يوجد حزب من جهة أعربت أغلبية أعضاء مكتبه التنفيذي وهياكله الجهوية والمحلية عن شرعية وقانونية هيئته التأسيسية وأفراد من جهة أخرى كمحسن مرزوق الذي عرف بكثرة تواجده في وسائل الإعلام وتحدثه باسم الحزب, مضيفة أن التمشي الذي ينتهجه الرجل لا يعترف بعقلية العمل الجماعي وأن ذلك ما يفسر انفراده بالرأي مما خلف الانفلات الذي ركز عليه الإعلام على حدّ تعبيرها. وقالت الحطاب «لن يقدر أي شخص على التقدم كزعيم أو كزعيم بديل عن المؤسس الباجي قائد السبسي لتقديم طرح مختلف وهناك أطراف حصرت العملية في خلاف بين شخصين وهذا غير صحيح وبعيد عن الواقع وفيه استنقاص من قيمة القيادات والمناضلين فنحن لا نصطف وراء أشخاص بل وراء رؤية وتصور وحقيقة واضحة». وعن تفاصيل ما جرى بيّنت أنس الحطاب أن اجتماع جربة كان بدعوة من المكتب التنفيذي وأن أنصار محسن مرزوق أصدروا بيانا اعتبرته محدثتنا مغالطة للرأي العام أكدوا فيه أن اجتماع جربة غير شرعي. وعن اجتماع الحمامات أوضحت القيادية في «نداء تونس» بأنها المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع طارئ وفي وقت قياسي ومع ذلك اختاروا عدم العودة لسياسة الكراسي الشاغرة وأن النتيجة كانت المنع بطريقة جد عنيفة من الحضور مشيرة الى ما تعرض له قاسم مخلوف من اعتداء. كما ساندت أنس الحطاب التحقيق الأمني المطالب به على أعلى مستوى لكشف حقيقة ما جرى في الحمامات وبينت أن اجتماع الهيئة التأسيسية سيفرز قرارات حاسمة في الأمور العالقة وسيحدد تاريخ انعقاد المؤتمر ضمانا للمصلحة العامة وقالت الحطاب في هذا الصدد»هناك أطراف تريد أن تمطط المدة الزمنية وتسعى لتأجيل المؤتمر وتحلم بتغيير المناضلين والهياكل وترغب أيضا في تحويل القاعدة الشعبية الى اتجاه آخر».وأضافت محدثتنا :«استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والسعي نحو إيجاد أسبقية لدى وسائل الإعلام جعلا محسن مرزوق يسوّق لشق ديمقراطي تقدمي حداثي يتزعمه وشق حافظ قائد السبسي المخترق من «النهضة» بهدف كسب التعاطف لكن الحقيقة ستظهر وان طال الزمن». وعن إمكانية استقالة عدد من نواب حركة «نداء تونس» وتأسيس حزب أخر وهو ما صرح به النائب محمد الطرودي أكدت انس الحطاب بأنها «آخر رقصات الديك المذبوح» وأن اللعب على الكتلة البرلمانية هو آخر الوسائل المعتمدة وان الحقيقة دون ذلك مضيفة «نوّابنا أثبتوا دائما أن الولاء لتونس أولا». من جهته أكد حسونة الناصفي (شقّ محسن مرزوق) أن اجتماع الهيئة التأسيسية بمقر الحزب هو الذي سيحدد ما سيقع مستقبلا مؤكدا رجاءه في عدم الوصول إلى نتيجة مخيبة كانقسام الحزب أو الكتلة النيابية. وعن أحداث الحمامات عبّر الناصفي عن تنديدهم بمثل هذه الممارسات ورفضهم لها وأوضح أيضا أن اعتذارهم عن الحضور برئاسة الجمهورية تحت إشراف الباجي قائد السبسي هو لحساسية الظرف وقتها خاصة بعد ما حدث من عنف وصدام ومنع للهيكل الشرعي من الاجتماع . ودعا محدثنا الى التمسّك بالشرعية داخل الحزب وضرورة التعقل بإعتبار أن مصير الحزب ومصير تونس في الميزان.وبيّن القيادي في «نداء تونس» انه ليس لديه ومجموعة هامة من القياديين ولاء لأشخاص معينين وانه في حال كانت مكانة الحزب مهددة بمواقف أي شخص سيكونون على أتم الاستعداد للتصدي له. وقال الناصفي «دخلنا للحزب عن قناعة وثقة بمشروع كامل ونحن متمسكون بمواقفنا التي انطلقنا بها منذ البداية. أصل الخلاف هو ان رغبتنا تتمثل في ان تشارك القواعد الجهوية والمحلية في انتخاب القيادة وهم يرفضون ذلك ويرغبون في ان تشكل الهياكل الموجودة منذ 2012 المؤتمر وأن يكونوا أيضا نوابا». وفي إجابته عمّا إذا خيب حزب حركة «نداء تونس» آمال الناخبين فقد نفى الناصفي ذلك مؤكدا أن ما يجري في الحزب أمر عادي خاصة مع التركيبة المختلطة التي يحتويها ومع صغر سنه كحزب وسطي معتدل.وختم حسونة الناصفي قائلا «هناك صعوبة في الاندماج داخل الحزب من المرحلة الأولى وهناك أيضا أطراف تسعى لتصعيد ودعم الانشقاق الحاصل».