كشف ظهر اليوم بسام الوكيل رئيس «مجلس أعمال تونس إفريقيا» أن المجلس المكون حديثا شرع في الاعداد لتركيز فروعه الجهوية، معلنا عن بعث اول فرع جهوي الاسبوع القادم بجهة صفاقس. وأكد بسام الوكيل ان المجلس اعد برمجة ثرية في اطار نشاطاته للتعريف بفرص الاستثمار في القارة السمراء ومرافقة المستثمرين في رحلاتهم الاقتصادية نحو إفريقيا، مفيدا خلال افتتاحه الملتقى التحاوري الذي نظّمه أمس المجلس بأحد النزل بجهة البحيرة حول فرص الاستثمار في مالي تحت شعار: «مناخ الاعمال ، فرص الاستثمار، ومجالات الاستثمار في مالي» ان المجلس أعدّ سلسلة من اللقاءات مع رجال أعمال تونسيين وأفارقة وسفراء دول إفريقية بتونس للاطلاع على مناخات الاستثمار في افريقيا، اضافة الى تنظيم رحلات استكشافية خلال سنة 2016 نحو دول إفريقية على غرار الكوت ديفوار والغابون ونيجيريا والكاميرون، للاقتراب من الفضاء الاقتصادي في هذه الدول. وشددّ رئيس المجلس على ضرورة الدفع بالتعاون مع الدول الافريقية لما تتوفر عليه من فرص استثمار كبرى وانفتاح اسواقها، في ظل المنافسة الكبرى وتسابق المستثمرين للظفر بالمشاريع الكبرى في القارة الافريقية، مبرزا الدور المحوري الذي سيقوم به المجلس في تجميع كل الفاعلين الاقتصاديين والمنظمات والهياكل المهنية من اجل تفعيل رؤية جديدة للقارة الافريقية تهدف الى حث المستثمرين التونسيين على التوجه الى السوق الافريقية والاحاطة بهم للحد من المخاطر وتوفير المعلومة الدقيقة حول مناخ الاعمال بكل بلد افريقي. ولدى تناوله الكلمة دعا سيرقات تراووي سفير دولة ماليبتونس الى مزيد التنسيق بين الدولتين والنهوض بالعمل المشترك من اجل تحقيق المنفعة المشتركة في المجال الاقتصادي، مشيرا الى ان هذه الدعوة تأتي في وقت حساس للمنطقة الإفريقية يحتم تعزيز فرص التعاون جنوب جنوب تكون فيه الأولوية للدول الإفريقية بحكم الاشتراك في البعد الإقليمي الذي يتمتع بثراء وتنوع كبيرين، ملاحظا أنّ ذلك يمرّ حتما بالديبلوماسية الاقتصادية التي لها انعاكسات ايجابية ليس فقط على الاقتصاد وانما كذلك على مجالات أخرى . وبيّن السفير المالي ان المستثمرين العالمين باتوا يوجهون استثماراتهم للقارة الإفريقية معتبرينها قبلة اقتصادية ومستقبلا استثماريا ضخما بحكم توفر المشاريع الكبرى، موضحا انه لا يمكن الاستثمار في أية دولة دون معرفة خاصياتها الثقافية والحضارية والجغرافية، داعيا في ذات السياق رجال الأعمال التونسيين الى زيارة مالي والتعرف عن قرب على المشاريع المطروحة خصوصا في مجال الفلاحة مستشهدا بعدد الهكتارات الفلاحية غير المستغلة ونسبة العاملين في هذا المجال، اضافة الى امكانية استغلال الموارد الطاقية غير المكتشفة على غرار مناجم الذهب والفسفاط وغيرها من الموارد الطبيعية غير المستغلة بعد، وتابع قائلا : «يمكن الاستثمار ايضا في مجال البنية التحتية والطرقات والتكنولوجيا والصحة عبر بناء مصحات خاصة.. في مالي عديد المشاريع التي قد تعود بالنفع بمئات المليارات ...». وشدد السفير المالي على ان دولة مالي توفر امتيازات استثمارية جد طيبة بفضل مجلة الاستثمارات التي اقرت جملة من النصوص القانونية التي تيسير عمل المستثمر هناك، منتهزا الفرصة لشكر الدولة التونسية ووزير الخارجية السابق والممثل الرسمي للامين العام للامم المتحدة المنجي الحامدي على المجهودات المبذولة لاحلال السلام في دولة مالي، خاتما حديثه بالقول: «نحن في حاجة للاستفادة من خبراتكم في مختلف المجالات والميادين..». من جهتها قالت نرجس الدريدي المديرة العامة للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون الافريقي والاتحاد الافريقي، بوزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي إنّه كان لزيارة الدولة التي أداها في جوان 2014 رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي مرفوقا بوفد من رجال الأعمال الأثر الطيّب حيث تم الامضاء على عدد من مذكرات التفاهم والتعاون اضافة الى تمكن عدد من رجال الأعمال من إبرام صفقات مهمة في الدول الافريقية، مشددة على أنّ العمل متواصل لاقتحام السوق الافريقية لما تتوفر عليه من امكانيات حاثة رجال الأعمال على الذهاب إلى افريقيا والتعرف على فرص الاستثمار والتعاون في بلدان القارة السمراء. أما على مستوى التعاون الاقتصادي وبحث فرص الاستثمار في مالي فقد بيّنت نرجس الدريدي انه سيتم التنسيق مع سفارة جمهورية مالي وضبط خطة عمل لتحديد الاولويات الكبرى والخطوط العريضة للمشاريع الموجودة في مالي، موضحة ان اهم المشاريع الاستثمارية التي تحظى باهتمام كبير هي البنية التحتية ومدّ الطرقات والطاقات والفلاحة الى جانب المجال الصحي والتكوين. أما جلول عياد الرئيس الشرفي لمجلس الأعمال فقد شدّد على ضورة الانفتاح اكثر على السوق الافريقية والمالية مضيفا أنّ تونس مدعوة اليوم الى التوجه الى افريقيا لما تتوفر عليه من فرصة خصوصا أنها موجودة على كامل شاشة رادار الدول الكبرى والشركات الاستثمارية، وعلى أنه لا بدّ من استغلال الرصيد الجيد والتقدير الذي تحظى به تونس لدى اشقائنا الافارقة والتعاطف الإقليمي بحكم اننا في قارة واحدة.