فقد دوار السلاطنية مساء أمس شابا يدعى مبروك السلطاني لم يتجاوز عمره ال 16 أصيل هذه المنطقة المتاخمة لجبل مغيلة في ظروف قاسية ومؤلمة جدا نظرا لبشاعة وهول الفاجعة المتمثلة في ذبحه على يد مجموعة إرهابية قال ابن عمه البالغ من العمر 14 عاما والذي كان معه لحظة وقوع الجريمة انها تتكون من 20 عنصرا كانوا متحصنين بالقلعة الصغرى المحاذية لمسكن الشهيد . الحادثة حصلت مساء أول أمس بعد أن تم شد وثاق الهالك بإحكام وإغلاق فمه بمنديل(خرقة) عندما منع الارهابيين من ذبح عدد من عنزاته متعللا بأحقيته في المكان للرعي بشويهاته بعد أن تمت استشارة الجهات العسكرية, فاسترابوا من أمره ظنا منهم أنهم محل متابعته حسب تصريحات ابن عمه شكري السلطاني الشحيحة نظرا لحالته النفسية السيئة نتيجة هول ما رأت عيناه. بلا سند حالة من الحزن والأسى أمسى عليها أهل الفقيد وجيرانه الذين باتوا يمشطون مكان الحادثة بمفردهم في سفح جبل مغيلة معقل الإرهابيين بحثا عن بقية جثة ابنهم حتى عثروا عليها في حدود منتصف نهار أمس. كلاب أمينة لم تفارق كلاب الطفلين الراعيين مسرح الجريمة رغم كتم أنفاس الشهيد مبروك وخلو المكان من الإرهابيين ومغادرة مرافقه المكان محملا برأس الفقيد في كيس بلاستيكي ليسلمه إلى أهله. استياء مع بداية وصول الجهات الرسمية من المؤسستين الأمنية والعسكرية تعالت الأصوات غاضبة ومنددة بما سموه هشاشة التعاطي الأمني والعسكري تجاه سكان هذه المنطقة الموغلة في التهميش والمتسمة بوعورة تضاريسها والنائية عن بقية المناطق الأوفر حظا. الأمن والتنمية أولا وتمثلت شواغل سكان هذه المنطقة في المطالبة بتوفير الامن وتركيز ثكنات عسكرية داخل الجبل مثلما كانت في السابق على حد تعبير شيوخ المنطقة وتوفير الماء الصالح للشرب الذي يمثل الأولوية المطلقة مما يجنبهم لقاء أعدائهم من الإرهابيين في «العين الحلوة» التي يتزودن منها بالماء في ظل فقدان حنفيات عمومية بالمنطقة وفي عدة مناطق أخرى من سفح الجبل مما حدا بوزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي الذي حل بالمكان لإعطاء التعليمات إلى مراد المحجوبي والي الجهة للإسراع بإيجاد منطقة سقوية يذكر أنها ظلت معطلة منذ سنتين بسبب خلاف بين الأهالي إلى جانب تعبيد مسالك فلاحية داخل منطقة سلتة 2 لفك عزلة سكانها. إحالة تمت إحالة جثمان الشهيد مبروك السلطاني إلى قسم التشريح الطبي بالمستشفى الجهوي بالقيروان وسط إجراءات أمنية مشددة قصد الوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة. بإمكاننا التحدي عبر العديد من سكان دوار السلاطنية الذي ينحدر منه الشهيد عن استعدادهم التام لملاحقة الإرهابيين المتحصنين بجوارهم باعتبارهم أكثر دراية بتضاريس الجبل وبالمخابئ التي من المحتمل ان يلجأ اليها الارهابيون مشيرين الى أنهم ينتظرون إشارة من السلطات العسكرية باعتبار المكان منطقة عسكرية مغلقة. مطلوب مضاعفة الجهود شدد كل من محمد ناجم الغرسلي وزير الداخلية وفرحات الحرشاني وزير الدفاع وحسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل الذين حلّوا أمس بالمنطقة مع عدد كبير من الحقوقيين على ضرورة مضاعفة الجهود من اجل القضاء على الخلايا الإرهابية التي تسعى دوما إلى إرباك البلاد ومحاولة تخريبها مبينين انه على الدولة ألاّ تدخر جهدا في اجتثاث الإرهابيين ومناصريهم أينما كانوا.