النائب بمجلس نواب الشعب رضا شرف الدين نال العلامة الكاملة في أشغال المجلس حيث بلغ معدّله صفرا في نسبة الحضور ومع ذلك حظي الرجل أمس باستقبال تاريخي من طرف زملائه النواب الذين اصطفوا النائب تلو الآخر لمباركة الطالب الناجح والذي لم تعقه الغيابات عن تحقيق أهم الانجازات وهو التتويج بكأس ال«كاف». رضا شرف الدين تعرّف أخيرا على زملائه في البرلمان وسنحت له الفرصة ليكتشف حميميّة الأجواء داخل قبّة المجلس والتي لم يشاهدها سابقا سوى عبر شاشات التلفزيون لكن النائب المبجّل لم يحضر هذه المرّة بصفته ممثّل الشعب بل بصفته رئيسا للساحل وتحديدا لجمهور النجم فكان الثناء على قدر العطاء. لن ننغّص على النواب فرحتهم بأولى الإنجازات فهم أشدّ حاجة منّا الى فرحة عابرة تحجب قليلا من ذنوبهم الغابرة لكن هل يستحق كأس ال«كاف» فعلا كلّ هذا الضجيج في مجلس لم يقدّم لنا سوى بعض الوعود وكثيرا من التهريج ؟ هل قضينا على الارهاب فعلا كما يتباهى بعض ساستنا أم خيّل للجماعة حقّا أنّ القراصنة الذين اصطادهم النجم هم نفسهم «القناصة» ؟ 2 – رسالة من تحت الماء نبقى مع كأس ال«كاف» حيث كانت التفاعلات بكلّ الألوان والانتماءات ويبقى أهمّ تفاعل ذلك الصادر عن رئيس الاتحاد الوطني الحرّ سليم الرياحي الذي لم يعجبه تعامل رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة مع زخم التتويجات المحلية والإفريقية حيث دوّن رئيس النادي الإفريقي عبرصفحته الرسمية رسالة خاصة عاب فيها الرئيسين على تجاهلهما لتكريم فريقه المتوّج الموسم الفارط بكل الألقاب الممكنة محليا في وقت سارع فيه الرئيسان الى تهنئة النجم واستقباله في القصر وكالعادة ربط الرياحي الأمر باعتبارات سياسية وحزبية ضيّقة بما أنه يرى انّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي كرّم رجالا من حزبه بما ان رئيس النجم هو نائب في نداء تونس مناديا بأن يكون الرئيس القادم للافريقي من هذا الحزب حتى لا يقع تجاهله وتكون المعاملة بالمثل وهي للأسف مقاربة مغلوطة من سياسي محنّك على الأقّل ظاهريا فالنواميس تقتضي ان يكون التكريم على قدر الانجاز والنجم فاز بكأس افريقية بعناوين قارية في حين لم تبارح تتويجات الافريقي الملاعب المحليّة ولم نسمع يوما بأنّ الرئيس استقبل فريقا ما لأنّه فاز بالبطولة لأنّه لو كان الأمر كذلك لأًصبح الترجي مقيما في القصر ثمّ إنّ الرياحي يصرّ على الدفع بجمهور الافريقي الى واجهة الصراع الحزبي من خلال محاولة تقزيم الفريق على الخارطة الرياضية وهذا مفهوم لأنّ الرجل يحاول استعادة شعبيته المسلوبة في صفوف الانصار وفات الرجل أنّ الافريقي كان ولازال كبيرا في عيون رجاله وأنّ التكريم جاء ذات يوم في مطار قرطاج حين هبّ الرئيس السابق لاستقبال الابطال وهو بزيّه المدني كما نال نفس هؤلاء الأبطال شرف التكريم من الزعيم الراحل ياسر عرفات وإذا كان الرياحي يريد حقّا أن يرى كؤوسه تملأ خزائن القصر فما عليه سوى التشمير عن ساعد الجدّ وغزو افريقيا من جديد...والى ذلك الحين نبارك للنجم تتويجه الباهر فحقيقة الأقدام أشدّ وقعا من هذيان الأقلام.