أشارت بعض التسريبات الى نية الحكم أمير لوصيف اعلان اعتزاله قريبا بعد ما جدّ من جدل على هامش مواجهة قوافل قفصة والنادي الافريقي بإلغاء هدف للأفارقة في آخر لحظات المواجهة. والمعلوم أن لوصيف عوقب بتجميد النشاط لمدة شهرين، ويأتي ذلك في ظرف زمني وجيز من اشكال نهائي الكأس بين «ليتوال» والملعب القابسي الذي أسفر عن ابعاده لمدة ثلاثة أشهر..وهذا ما جعل حالة الحكم استثنائية وتدعّمت برواج امكانية انسحابه من القطاع. ولمزيد البحث في تفاصيل هذا التطور حاولت «التونسية» الاطلاع على موقف أمير الذي رفض الخوض في الموضوع مشيرا الى أن «بروتوكولات» المهنة وأعرافها تمنعانه من الادلاء بتصريحات، ولكن عدة مصادر تحكيمية مطلعة على التفاصيل ومقرّبة من الاسم المذكور أكدت لنا أن الفكرة جالت فعلا بذهن هذا الحكم لكنّ تطبيقها رسميا على أرض الواقع يبقى أمرا مستبعدا. وعلمنا في السياق نفسه أن لوصيف استاء كثيرا من حملة تشويه يعتبر أنها استهدفته دون غيره من أهل التحكيم في ظل اقتناعه انه حتى وان أخطأ فإنه لن يكون الأول والأخير من يرتكب هفوة لا تستوجب وفق المقربين منه مثل هذا التشهير والعقوبات. وبعيدا عن نواياه التي دارت بقوة حتى في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن مصادر ذات اطلاع كبير على أسرار الادارة الوطنية للتحكيم أكدت لنا وجود اتصالات متعددة جمعت وجوها بارزة بهذا الحكم لإثنائه عن مخطّطه ، ونصحه الكثيرون بالمواصلة وعدم السقوط ورمي المنديل عند أول مطبّ اعترضه في وقت لم يتجاوز عمره الثلاثين سنة وبإمكانه التسلّح بالعزيمة والإصرار لخطّ مسيرة تحكيمية متميزة. وفي ظلّ ما رصدناه من معطيات ومواقف يمكن القول إنّ اعتزال أمير لوصيف و«تعليقه» للصفّارة لا يعدو أن يكون سوى «نفحة» ومجرد ردة فعل غاضبة من المستبعد جدا أن تتطور الى واقع ملموس حتى وان حاولت بعض الجهات في الخفاء، ممن دافعت عن هذا الحكم أو غيره في وقت سابق، «تدميره» تحكيميا لغرض مجهول.