التونسية (أوسلو) تواصلت احتفالات التونسيينبالنرويج بفوز الرباعي الراعي للحوار بجائزة نوبل حيث انطلقت مسيرة ليلة التتويج شارك فيها ممثلو النقابات النرويجية وكذلك ممثلو الاتحاد العام التونسي للشغل وممثلو المجتمع المدني التونسي. وقد أقام معهد نوبل للسلام ليلة الخميس بأحد فنادق العاصمة أوسلو مأدبة عشاء على شرف الرباعي الوطني الراعي للحوار حضرها ملك النرويج وأعضاء وفود المنظمات التونسية الأربع والعديد من الشخصيات النرويجية والأجنبية من كل المجالات. وألقت السيدة وداد بوشماوي في هذه المأدبة كلمة باسم الرباعي التونسي أكدت فيها أن «إحراز الرباعي على جائزة نوبل للسلام هو تكريم لتونس بأسرها.. تونس التسامح والاعتدال والانفتاح على الآخر.. تونس الوفاق» مضيفة أن «الوفاق الذي راهنا عليه أولا وأخيرا لنسهم في تجاوز أزمة سياسية عاشتها بلادنا سنة 2013 في أوج مرحلة الانتقال الديمقراطي، جنّب بلادنا القفز في المجهول ومكنها من التأسيس لديمقراطية ناشئة بعد المصادقة على دستور جديد حظي برضا ودعم أغلب فئات شعبنا ومن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وشفافة بشهادة كل العالم وكذلك الانطلاق في تثبيت المؤسسات الدستورية التي ستسهر على حفظ حقوق التونسيين وعلى سيادة حرمة القانون في كل المجالات». وأضافت بوشماوي «إننا كرباعي سعداء جدا بأن يلقى ما قمنا به للمساعدة على إنقاذ بلدنا من المخاطر التي كانت تتهدده كل هذا الصدى في العالم خاصة بإسنادنا جائزة نوبل للسلام لسنة 2015 .. ونحن سعداء أن يهتم العالم بأسره بهذه التجربة ويدفع باتجاه أن يجعل منها قدوة ومرجعية لكل من يختار الحوار سبيلا لحل المشاكل مهما كانت مستعصية» . كما قالت «نود التأكيد على أننا سنواصل بذل قصارى جهدنا من أجل أن تتجاوز بلادنا ما تواجهه اليوم من تحديات وصعوبات اقتصادية واجتماعية وأمنية بالاعتماد على الحوار، وكذلك العمل على المساهمة في نشر ثقافة التسامح والاعتدال والانفتاح والدفع نحو التقارب بين الشعوب والحضارات خاصة في هذا الظرف الذي تزايدت فيه مخاطر الإرهاب والتطرف والتي اكتوت بنارها عديد البلدان وسقط بسببها العديد من الأبرياء من مختلف الديانات في أنحاء متفرقة من العالم». كما التقى الرباعي بأعضاء الحكومة النرويجية وكانت لهم لقاءات صحفية عديدة ... في الأثناء سيكون للرباعي بداية من اليوم السبت لقاءات بالسويد مع ملك السويد و ممثلي الحكومة السويدية. وقد استغل أكثر من 500 تونسي قدموا إلى النرويج الفرصة للتعريف ببلادنا في بلد سكندنافي غني لم يكن يعرف تونس من قبل وسمع عنها اثر العملية الإرهابية ضد السياح البريطانيين بسوسة لكنه اليوم اكتشف أنها حازت على جائزة نوبل للسلام . الغريب وتونس تفوز بجائزة نوبل للسلام أن الدولة التونسية والحكومة تحديدا غائبة عن احتفالات أوسلو وهو أمر استغربه الجميع حيث غابت التظاهرات التي تعرف بتونس وباقتصادها وبسياحتها. وقد وجهت انتقادات كبيرة لسفارة تونسبالسويد التي «حضرت بالغياب» ولم تساعد الوفد التونسي حسب قيادات نقابية وحقوقية. كذلك تعرفنا على الجالية التونسيةبالنرويج وهي جالية صغيرة العدد نجحت في التأقلم مع النرويجيين رغم صعوبة الطقس و تباعد الثقافات . واليوم الكل هنا يتساءل ماذا سنفعل بعد نوبل ... كيف ستستفيد بلادنا من نوبل سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وسياحيا...؟