تزامنت عودة الترجي الرياضي إلى الملعب الأولمبي بالمنزه مع بداية عقوبة الويكلو المسلطة على جماهيره بسبب أحداث الشغب التي أتتها فئة غير مسؤولة من أحبائه في دربي الملعب التونسي جعلت مباراة أمس بين فريق باب سويقة وضيفه شبيبة القيروان بلا طعم ولا نكهة أمام مدارج شاغرة. الأحمر والأصفر نجح ولو بصعوبة في مواصلة سلسلة نتائجه الإبجابية وحقق فوزا تاسعا على التوالي أهله إلى الإرتقاء إلى صدارة ترتيب بطولة الرابطة المحترفة مستغلا هزيمة النادي الصفاقسي في سوسة. مباراة «فخ» المواجهة ضد شبيبة القيروان أمس لم تكن سهلة بالمرة على الترجيين في ظل العديد من المعطيات أبرزها غياب الجماهير وبالتالي الحماس على اللاعبين الذين استمدوا قوتهم في العديد من المناسبات السابقة من دعم أنصارهم، إلى جانب ذلك فقد فوجئ الترجيون بقبول هدف مبكر عقّد مهمتهم أكثر فأكثر وجعلهم يلعبون ضد الوقت والنتيجة أمام منافس أحكم غلق المنافذ المؤدية إلى مرمى علي القلعي وكان خطيرا جدا في الهجومات المرتدة التي قام بها. لقد كانت مباراة «فخ» بأتم معني الكلمة بالنسبة للترجيين الذين كادت أن تتوقف سلسلة انتصاراتهم لولا بعض الجزئيات التي فتحت أمامهم أبواب الفوز ومكنتهم من الخروج بثلاث نقاط ثمينة للغاية. الهفوة «المنعرج» مثلما ذكرنا فإن بعض الجزئيات حسمت مصير لقاء الترجيين والأغالبة وقد كانت الهفوة الفادحة التي قام بها الحارس علي القلعي في أواخر الفترة الأولى عند تشتيت الكرة أحد أبرز هذه الجزئيات ويمكن اعتبارها « منعرج» اللقاء لأن الفرق كبير بين عودة الفريقين إلى حجرات الملابس بين الشوطين على تقدم الشبيبة بهدف نظيف أو التعادل (1 – 1)، حيث كان واضحا بعد نجاح بن يوسف في الوصول إلى شباك الأغالبة في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول أن أبناء عمار السويح قد عادوا في المباراة وأن مهمتهم ستكون أسهل في الفترة الثانية وهذا ما حصل فعلا بعد مرور أربع دقائق فقط من الشوط الثاني حيث أخذ الترجيون الأسبقية ومهدوا طريقهم نحو فوز جديد صعب ولكنه ثمين وغال. صحيح أن الأهداف تأتي عن طريق الإنجازات الفردية أو الجماعية ومن جراء بعض الهفوات كذلك وقد جنى علي القلعي على فريقه أمس الأول وارتكب هفوة لا تغتفر دفعت الشبيبة ثمنها باهظا. «الروج» حاسم ... و«الخنيسي» مصدر الخطر مرة أخرى كان ثنائي الخط الأمامي للترجي الرياضي (الخنيسي وبن يوسف) مؤثر بشكل كبير في صنع انتصار الأحمر والأصفر ، فالأول ولئن لم يجد أمس الأول نجاعته المعهودة ولم يهتد كعادته إلى طريق الشباك فإنه كان وراء الهدفين اللذين أمضى بهما فريق باب سويقة فوزه التاسع من خلال تمريرة حاسمة ذكية في هدف التعادل ثم تسديدة على القائم في عملية الهدف الثاني الذي أعطى به «الروج» التقدم والإنتصار للأحمر والأصفر، كما كان الخنيسي كعادته مصدر خطورة متواصلة على دفاع الشبيبة وكان تقريبا وراء كل العمليات التي كانت سانحة للوصول إلى شباك القلعي مع الإشارة إلى أن القائم منع هداف البطولة في الدقيقة الثالثة من مواصلة نجاعته الهجومية وكان حارس الشبيبة يقظا في بعض المحاولات الأخرى التي كاد أن يسجل على إثرها الخنيسي هدف العادة. أما فخر الدين بن يوسف فإنه أكد فاعليته في هجوم الترجي الرياضي وكان مرة أخرى حاسما في المساهمة في انتصار جديد من خلال التواجد في المكان المناسب وعدم التفريط في الفرص السانحة للتهديف، صحيح أن «الروج» لا يبرز بأداء جميل وفنيات عالية لكنه ناجع وحاسم ويعرف جيّدا كيف يقدم الإضافة في الأوقات الحرجة والحساسة علاوة عن الدور التكتيكي الكبير الذي يقوم به سواء في الناحية الدفاعية أو في الحالة الهجومية. خبرة «شمام» هامة وضرورية كل الفرق التي تنافس على المراتب الأولى والألقاب في حاجة إلى عناصر الخبرة للخروج من بعض الفترات والأوقات الصعبة وكذلك الوضعيات والمواقف الحرجة، فلا يمكن لأي مجموعة تتكوّن في مجملها من لاعبين شبان أن تجتاز كل العراقيل وتصل إلى كل أهدافها. في هذا الصدد يندرج وجود خليل شمام في التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي وهو اختيار صائب ومهم جدا من الإطار الفني إذ لا نعتقد أن المدرب عمار السويح رسّم شمام ضمن التركيبة المثلى من أجل سواد عينيه أو احتراما لتاريخه بل إن هذا اللاعب بصدد إضافة الشيء الذي لا يمكن لبقية زملائه إعطاؤه سواء في قراءة المقابلات وظروفها الصعبة على الميدان أو في التعامل مع أوقات القوة والضعف فيها ، وقد تجلت إضافة شمام في مباراة أمس الأول كأبرز ما يكون في الوقت الذي لم يكن فيه باقي المدافعين في يومهم وارتكبوا أخطاء فادحة كادت أن تتفاقم وتمنع الفريق من فوز جديد حيث كان صانع الخبرة حاضرا في العديد من اللقطات للتغطية الدفاعية وقطع الهجومات المعاكسة للشبيبة بكثير من الحنكة والصنعة وهما العنصران الأساسيان اللذان يضيفهما اليوم خليل شمام للمجموعة وللفريق ، كما أنار الطريق أمام زملائه في الردهات الأخيرة للمباراة لتهدئة اللعب واستهلاك الوقت بعيدا عن المناطق الدفاعية تفاديا لأي مفاجأة وغنم بفضل خبرته مخالفات وكرات في نهاية اللقاء في نصف ميدان الشبيبة وهذه جزئيات هامة وحاسمة لن يقدمها سوى أصحاب الخبرة. «المشاني» غير جاهز من جانب آخر لم تكن عودة علي المشاني إلى تشكيلة الخط الخلفي للترجي الرياضي موفقة حيث لم ينجح هذا اللاعب في الثنائيات التي جمعته بمهاجمي الشبيبة القيروانية وكان السبب الرئيسي في الهدف الذي قبله أبناء باب سويقة. ليبيرو الترجي الرياضي بدا غير جاهز لا بدنيا ولا نفسانيا حيث لاح عليه الثقل في التحركات ولم يوفق في تدخلاته لا الدفاعية أو الهجومية بما انه تقدم إلى الأمام في كل الكرات الثابتة التي تحصل عليها فريقه. المقابلات الفارطة كانت أفضل بكثير بالنسبة لهذا المدافع ولذلك يمكن اعتبار لقاء الشبيبة حادثة عابرة سيعود بعدها المشاني إلى مستواه المعهود ويكون سدا منيعا في الخط الخلفي لفريق باب سويقة وهذا هو في الحقيقة ما يريده وينتظره الأنصار خصوصا وأن المقابلتين القادمتين يمنع خلالهما ارتكاب مثل تلك الهفوات التي حصلت في مواجهة الشبيبة أمس الأول. اليوم استئناف التمارين نترك اللقاء الأخير ونتطرق الآن إلى المباراة القادمة التي تنتظر الترجي الرياضي وستجمعه بوصيفه النجم الساحلي على ملعب هذا الأخير في قمة الجولة 11 ، هذا الكلاسيكو الذي يدور يوم الخميس ضبط له الإطار الفني برنامجا يتماشى والفترة القصيرة الفاصلة مع اللقاء الفارط وكذلك النسق الماراطوني للبطولة في هذه الفترة حيث منح المدرب عمار السويح راحة إلى كل لاعبيه أمس على أن تستأنف التمارين اليوم بحصة أولى تكتيكية بالأساس تعقبها حصة ثانية وأخيرة غدا ستخصص لوضع آخر اللمسات ويتحوّل الفريق بعدها مباشرة إلى سوسة لقضاء ليلة المباراة. ندوة صحفية في برنامج المدرب عمار السويح قبل الكلاسيكو لقاء بالإعلاميين حدد موعده إلى اليوم على الساعة الواحدة ظهرا بأحد نزل ضاحية قمرت أين يجري الترجيون تدريباتهم في ظل غلق حديقة الرياضة «ب» أبوابها بسبب الأشغال الجارية حاليا على الملعب الرئيسي فيها. السويح سيتحدث في هذه الندوة الصحفية على تحضيرات فريقه لموعد الخميس وعلى اختياراته التكتيكية التي تأخذ بعين الإعتبار المنافس وكذلك الملاحظات التي خرج بها من لقاء الشبيبة الأخيرة على مستوى مردود كل لاعب من فريقه وكذلك الأداء الجماعي دفاعا وهجوما.