المولد النبوي الشريف في القيروان..جامع عقبة ابن نافع..مقام سيدي الصحبي..فسقية الأغالبة..البلاد العربي..بئر بروطة..و غيرهم من المواقع الاثرية الاكثر قدسية والاماكن التي استقطبت اعداد كبيرة جدا من الزوار ليلة مولد سيد الانام جاؤوا من كل مكان من ليبيا والجزائر الى جانب ابناء البلد من سوسة وصفاقس والمنستير وجندوبة وغيرها من جهات الجمهورية. كلّْها سمات لاحتفالات القيروان بليلة « المولد» التي تواصلت إلى مطلع الفجر في أجواء روحانية وقرآنية. في مثل هذا الوقت من كل سنة يستعد الجميع كما ينبغي لاحياء ذكرى مولد خير الأنام على جميع المستويات خاصة من حيث الطقوس في الاحتفاء بها والتماس فضلها بالعبادات والتضرع والابتهال, فتتزين المدينة وتتجمل حتى تخرج عروسا بين الولايات. عموما كل مظاهر الاحتفالات شعت في كامل أرجاء المدينة التي دبت فيها الحركة وعلت أصوات الفرحة وصخب البهجة. «التونسية» رصدت هذه الأجواء الاحتفالية من عدة زوايا في مدينة عرفت بكونها رابع المدن المقدسة في الخريطة الإسلامية, ومدينة القيروان التي يزورها سنويا أكثر من 400 ألف سائح تعرف أوج نشاطها خاصّة في المناسبات الدينية مثل المولد النبوي الشريف, لتستعيد مكانتها الروحية لدى التونسيين الذين ينتقلون إليها بالآلاف لزيارة مقام «سيدي الصحبي» وجامع عقبة بن نافع الذي تحول مع مرور الزمن إلى مركز حضاري ومعرفي يؤمه طلبة العلوم الدينية فبيت الحكمة الذي شيده أمراء بنو غالب مازال يشع بعلمه ودعوته للاعتدال والتسامح الديني. حركية لا تهجع ندوات دينية ونشاط جمعياتي ومعارض ومحاضرات ومسابقات ومسامرات وحركية اقتصادية وتجارية وسياحية وأعمال خيرية هي ابرز سمات الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في هذا العام.وقد شهدت مدينة القيروان منذ اكثر من اسبوع حركية تجارية كبرى تواصلت الى يوم امس من خلال الحضور المكثف لتجار الملابس وخاصة الفخار الى جانب تجار القيروان في النحاس والمقروض والزرابي اضافة الى فتح «بروطة» و«الفسقية» و«جامع عقبة» ومقام «ابي زمعة البلوي» وسوق المدينة العتيقة وساحة باب الجلادين ما جعل عديد المهن تنشط كثيرا بهذه المناسبة. جامع عقبة و«سيدي الصحبي» عنوان ليلة الاحتفال تمثل هذه المعالم التاريخية نجوم ليلة المولد النبوي الشريف بلا منازع نظرا لاستقطابهم اعدادا كبيرة جدا من الزوار والوافدين على المدينة من كل مكان في اجواء روحانية طيبة وفي زيارات تاريخية بالطوابير على ان يتواصل هذا الإقبال الى ساعة متأخرة رغم برودة الطقس فتتمطط أرصفة المقاهي يمينا ويسارا ويحتل بعضها الطريق بعد الرصيف. زيارة السلط مثلما جرت به العادة حل بالقيروان ليلة المولد النبوي الشريف رئيس مجلس النواب محمد الناصر صحبة مجموعة من السّياسيين يتقدمهم مهدي بن غربية وخالد شوكات وقد زاروا معرض الصناعات التقليدية قبل التوجه الى جامع عقبة للاشراف على موكب ديني. وقد كانت الاجراءات الامنية فيه مشددة باستعمال آلة « السكانار». كما رفض الامن واللجنة المنظمة دخول وفد من قناة تلفزية خاصة الى الجامع على اعتبار وان تقنيين كانا في حالة سكر الى جانب عدم احترام صحفية لاداب الدخول الى هذا المعلم التاريخي الذي عادة ما يكون الدخول له وفق نواميس دينية. «برافو» للأمن والجيش شكلت احتفالية عاصمة الاغالبة بالمولد النبوي الشريف حدثا مميزا بكلّ المقاييس وعلى جميع الواجهات على اعتبار وأن أهالي المدينة وكذلك زوارها لديهم احساس بأن اشياء تقليدية قديمة قد عادت الى واجهة الاحتفالات. غير ان ما يجلب الانتباه وما يبعث الطمأنينة لدى الزوار والمترجلين هو التواجد الامني والعسكري المنتشر بكيفية محكمة سواء كان داخل المدينة او في كل مداخلها من كل الاتجاهات من خلال دوريات قارة اضافة الى التعزيزات بمحيطي «سيدي الصحبي» وجامع «عقبة».