عاشت عاصمة الاغالبة خاصة الثلث الشرقي منها الذي يضم جامع عقبة ابن نافع ومقام ابي زمعة البلوي على ايقاع وأجواء احتفالية بمناسبة المولد النبوي الشريف وحافظت على ميزتها العادية كعروس الولايات في احتفالها بذكرى مولد سيد الخلق خاصة أن المناسبة تزامنت هذا العام مع ما عاشته هذه المدينة في بداية هذا الاسبوع من احداث شغب وفوضى. ومع ذلك أطلّت مظاهر الاحتفالات في عدة شوارع وأنهج كبيرة بالمدينة بعدما استعد التجار والسكان والحرفيون لاستقبال آلاف الزوّار. استنفار أمني شهدت المدينة من الناحية الامنية خلال هذه المناسبة حالة من الاستنفار حيث تواجدت دوريات امنية في مختلف الشوارع الرئيسيّة والاحياء وبشكل اكبر وسط المدينة وخاصة في محيط وداخل «سيدي الصحبي». كما رابطت سيارة تابعة للجيش الوطني في محيط المقام الذي تحيط به معارض تجارية. وفد وزاري في الجامع الكبير شهد جامع عقبة ابن نافع بالقيروان حضور عديد الوزراء والمستشارين وكتاب الدولة مثل نور الدين الخادمي ووزير الصحة عبد اللطيف المكي ووزير العدل السيد نور الدين البجيري ووزير التجارة والصناعات التقليدية السيد البشير الزعفوري ووزير النقل السيد عبد الكريم الهاروني ثم التحق بهم رئيس المجلس الوطني التأسيسي السيد مصطفى بن جعفر مرتديا جبة زرقاء '' بالاضافة الى السيد الفاضل السايحي مستشار وزير العدل الى جانب السلط الجهوية وعديد الأيمة من القيروان وعلى رأسهم الشيخ المقرئ محمد البراق الذي قام بمرواحات وتلاوات وأناشيد وأذكار تفاعل معها الحضور الذين انتشوا بصوته الشجي. للتاريخ حسب لجنة التنظيم فإنّ المشاركين في مسابقة الحديث النبوي بلغ 652 مشاركا نجح منهم 277 وقيمة الجوائز هي 11 ألف دينار بينما شارك في مسابقة حفظ القران حوالي 495 والمتوجون 97 والمبلغ الجملي للجوائز 17.500 ألف دينار. آراؤهم « التونسية» رصدت الأجواء الاحتفالية من عدة زوايا في مدينة عرفت بأنها رابع المدن المقدسة في الخريطة الإسلامية. فمدينة القيروان التي يزورها سنويا أكثر من 400 ألف سائح تعرف أوج نشاطها مع اقتراب موعد المولد النبوي الشريف لتستعيد مكانتها الروحية لدى التونسيين الذين ينتقلون إليها بالآلاف ليلة المولد للسهر والتبرك بمقام «سيدي الصحبي» ثم مسجد عقبة بن نافع الذي تحول مع مرور الزمن إلى مركز حضاري ومعرفي يؤمه طلبة العلوم الدينية. فبيت الحكمة الذي شيده أمراء بنوغالب ومازال يشع بعلمه ودعوته للاعتدال والتسامح الديني. وقد استقبل في بادرة أولى من نوعها هذه السنة وفدا وزاريا جاء خصيصا لهذه المناسبة الدينية الهامة. وقد عبر السيد نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية عن فرحته بالجوالرائع الذي وجده في القيروان وخاصة على المستوى التنظيمي والامني واكد أن القيروان لم تتأثر بالاجواء والاحداث الاخيرة وان كل شئ على ما يرام وأكد على روعة القيروان وسعادته بوجوده ومشاركته في الاحتفال وفي جامع عقبة الجامع المبارك وان الاحتفال هومحطة استلهام واحتفالية تاريخية القيروان تتجمل... مع إشراقات الشمس الصباحية تحركت المدينة لتستقبل زوارها القادمين اليها من مختلف المدن التونسية وحتى الليبية والجزائرية والمغربية. ولئن لم يكن مولد هذه السنة مثل سابقه من حيث الاجواء العامة لمدينة القيروان فإنه حافظ على سماته التقليدية المعروفة مثل الحركة التجارية والاقتصادية وكان المكان الابرز من حيث الحركية هوشارع ابي زمعة البلوي الذي يؤدي مباشرة الى مقام « سيدي الصحبي «. هذا المكان ضم الالاف من التجار قدموا من مختلف جهات البلاد نفس الشيء بالنسبة للزوار الذين حلوا بالمدينة باعداد غفيرة. كما حضرت الاناشيد الصوفية والدينية تحت نسمات « الجاوي « و« البخور». هذا الموعد الديني يشهد تزايدا على طلب المقروض والنحاس من طرف زوار يأتون من العاصمة والمدن المجاورة للقيروان. نشاط يزدهر.. وآخر يصيبه الركود بالإضافة إلى تفردها بصناعة نوع خاص من الخبز المستدير الضخم ذي الرائحة الجذابة, تشتهر القيروان بصناعة الزربية وهي صناعة تشغل آلاف العمال حتى أن القائمين على شؤونها برمجوا لها مهرجانا خاصا بها في هذه المدينة التي تعد مناسبة كبيرة للمقبلين على الزواج للظفر بواحدة منها. ويشتكي الحرفيون من هجوم الزرابي الاصطناعية على ميدانهم. ويقول احد التجار (صلاح) وهويشيع بعينيه نحو احدى الأسواق التي تعرض سلعا مستوردة من آسيا: «الناس أصبحوا يفضلون الزرابي المستوردة لانخفاض أسعارها ولا يأبهون بقيمة الزرابي الأصلية ولا لأهميتها داخل البيت» وللتأكيد على قيمة الزربيةالقيروانية يقول العم صلاح «أعرف عائلات يفترشون زرابي قيروانية منذ عشرات السنين ولم يتغير لونها أوتفقد نعومتها, أما الزرابي الاصطناعية فهي تصيب الأطفال الصغار بالحساسية». كما تعرف القيروان أيضا بالنحاس الذي تبلغ ذروة بيعه في هذه الفترة بالذات، عندما يرتاد الزوار سوق النحاسين لاقتناء أنواع مختلفة من النحاس المطروق حيث يوجد «المقفول» و«المرش» وغيره من الطواقم الأخرى. عبد المجيد الجبيلي وصابر الجبلاوي