التونسية (تونس) قالت مريم بن عثمان الكاتبة العامّة للنقابة الأساسية للأعوان العرضيين بالمعهد الوطني للتراث ان الاعتصام المفتوح الذي ينظمه الأعوان العرضيون والذي انطلق منذ يوم الجمعة الفارط يأتي احتجاجا على عدم خلاص أجورهم منذ ما يقارب ثلاثة عشر شهرا وكذلك للمطالبة بتسوية وضعيتهم المهنية وإخراجهم من الوضعية «السوداء» على حدّ تعبيرها. وأضافت مريم بن عثمان ل «التونسية» أن حوالي 271 عونا عرضيا موزّعين على كامل تراب الجمهورية يشكون من هذه الوضعية مشيرة الى أن ذلك غير معقول في دولة القانون والمؤسسات. وأشارت إلى أن النقابة حاولت بكلّ الطرق الاتصال بالجهات المعنية وفتح باب الحوار للمطالبة بتسوية وضعية الأعوان وأنها لم تجد أي تجاوب من أي طرف. وتابعت مريم بن عثمان قائلة إن الأعوان العرضيين يمثلون حوالي ثلث العاملين بالمعهد الوطني للتراث وأن المعهد سيسجل بدخولهم في اضراب نقصا فادحا وان المؤسسات التابعة له ستبقى بلا حراسة وحماية وان ذلك يشكل خطرا على تراث بلادنا. وأضافت أن الأعوان العرضيين حرّاس ومهندسون وباحثون وتقنيون واداريون مصنفون كلهم كعمال حضائر ويعملون دون التمتع بتغطية اجتماعية أو صحية وانه يتم اقتطاع الضرائب والأتاوات من أجورهم وعندما يتم التثبت لدى القباضة «لا نجد أي مؤشر أو وثيقة تثبت هذا الاقتطاع». ووجهت الكاتبة العامة لوما شديدا لوزارة الثقافة والمحافظة على التراث قائلة انها مقصرة تجاه الأعوان العرضيين بالمعهد الوطني للتراث رغم أنهم يسهرون على حفظ وحماية تراث وهوية تونس الحضارية ملاحظة أنه يفترض أن يكون ملف الأعوان العرضيين بالمعهد الوطني للتراث أوّل الملفات التي توضع على طاولة رئاسة الحكومة وكذلك على طاولة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. وأضافت محدّثتنا أنها بصدد تحضير الدكتورا وانها تعمل في هذه الظروف وأن هناك زميلا آخر يعمل حارسا بمعهد هو أيضا بصدد إعداد الدكتورا وان هناك حوالي 60 عونا عرضيا حاصلون على شهائد عليا إضافة إلى ان بقية الأعوان العرضيين مسؤولون عن عائلات وليس من المعقول ألا يتم خلاص أجورهم. من جانب آخر قالت مريم بن عثمان أن العمل بالإدارة المركزية بالمعهد الوطني للتراث يمكن أن يتوقف في اية لحظة لأن جلّ الأعوان بالإدارة هم أعوان عرضيين متسائلة: هل هذا في صالح الدولة وصالح الثقافة والتراث؟ على صعيد آخر أكدت محدّثتنا أن الأعوان العرضيين لا ينتمون لأيّة آلية وأنه غير مصرّح بهم مشيرة الى أنه بعد الوقفة الاحتجاجية التي تواصلت إلى يوم الأربعاء الفارط تلقت النقابة مذكرة من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث طالبتهم فيها بالعودة إلى أماكن عملهم إلى أن يقع النظر في مطالبهم وانه لذلك قررت النقابة تعليق الاعتصام وإعطاء الفرصة لرئاسة الحكومة للنظر في مطالبهم وتسوية وضعيتهم مؤكدة أن النقابة لم تطالب بامتيازات بل طالبت بأبسط حقوق الأعوان العرضيين المشروعة. وقالت مريم بن عثمان أن رحلة الاحتجاجات ستتواصل إن لم يقع خلاص أجور الأعوان وتسوية وضعيتهم وتمكينهم من أبسط حقوقهم.