الشؤون الدينية : مع التحوير.. بشروط ال «FTAV»: لا لعودة «المكس» المشروط الدفاع عن المستهلك : المنافسة الشريفة تخفض الأسعار وترتقي بالخدمات ال «SNR»: التوزيع العددي لضمان الشفافية عرف كلّ من القطاع السياحي وكذلك وكالات الأسفار منذ مدة وضعا صعبا ،وازداد تأزم وضع الوكالات مع تأخر فتح موسم العمرة أمام الوكالات الناشطة في القطاع ،لاسيما ان تأخر انطلاق موسم العمرة اثار جدلا واستغرابا لدى الراغبين في اداء المناسك خلال موسم العمرة لهذه السنة والذي انطلق منذ شهر نوفمبر الماضي وبقيت تونس الدولة الوحيدة التي لم تتحصل على تأشيرات العمرة، ناهيك ان السلطات السعودية قد منحت ، الى حدود هذا الأسبوع حوالي مليون وخمسمائة ألف تأشيرة للمعتمرين من مختلف أنحاء العالم ولم يحصل التونسيون ولو على تأشيرة واحدة ،جراء التأخير في تسوية ملف العمرة داخل اللجنة الوطنية للحج والعمرة ،التي احالته الى مجلس وزاري. ولكشف حقائق تأخر انطلاق موسم العمرة كان ل «التونسية» لقاء مع الأطراف المتدخلة في القطاع حيث قال سليم بالشيخ مستشار وزير الشؤون الدينية المكلف بالحج والعمرة : «ينتظر ان ينعقد خلال الايام القليلة القادمة مجلس وزاري تحضره الوزارات المعنية للنظر في ملف العمرة وتنظيمها نهائيا بما يضمن احسن الخدمات والاقامة الجيدة للمعتمر في مكة والمدينة». وقال سليم بالشيخ : « لقد نظرت اللجنة الوطنية للحج والعمرة يوم 17 نوفمبر الماضي في الموضوع لينطلق موسم العمرة في موعده بعد النظر في الوثيقة التوجيهية والتعديل في عقد العمرة لكن تباين وجهات النظر بين الجامعة التونسية لوكالات الاسفار من جهة وشركة الخدمات والاقامات ال «SNR» من جهة اخرى حال دون انطلاق موسم العمرة ،لاسيما ان جامعة وكالات الاسفار تطالب بالتحرير الكلي ،فيما تدعو ال «SNR» إلى التقسيم العددي للمعتمرين بين القطاعين العام والخاص. وخلافا لما يتمّ تداوله حول اصرار الوزارة على احتكار القطاع في تونس من قبل ال «SNR» وحرمان وكالات الاسفار التونسية من تنظيم العمرة أكد مستشار وزير الشؤون الدينية: «وزارة الشؤون الدينية مع تحرير العمرة ،لكن وفق ضوابط تحمي حقوق وواجبات المعتمر...» وأضاف: «قريبا ستصدر وزارة الشؤون الدينية بالتعاون مع وزارة السياحة، كراس الشروط الخاص بتنظيم العمرة، الذي يجب ان يتقيّد به الجميع بما في ذلك فيهم ال «SNR» للحد من السمسرة والأساليب غير القانونية. لا لعودة «المكس» المشروط من جانبه قال ظافر لطيّف نائب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الاسفار : «لا دخل لل «FTAV» في تأخر موسم العمرة لاسيما ان الإشكال الأساسي يتمثل في إصرار البعض على احتكار تنظيم العمرة من قبل ال «SNR» وحرمان وكالات الاسفار من حقّها ، رغم أن الدولة صادقت منذ 2013 في مجلس وزاري على تحرير العمرة ووضع كراس شروط ، غير ان البعض يسعى الى اعادة «المكس»المشروط والمنظومة القديمة بما فيها من «Rabatteurs» ودخلاء على المهنة، لكن ال «FTAV»... لن تتنازل عن المهنة ومن يدفع إلى احتكار ال «SNR» للعمرة ما عليه الا ان يحوّل شركة الخدمات الوطنية والاقامات «منتزه قمرت» إلى وكالة اسفار وتعامل مثل بقية وكالات الاسفار ناهيك ان العمرة ،منتوج سياحي ديني ولن نتخلى عن مطلب التحرير الكلي للعمرة بصفة نهائية والذي أقرته الحكومة حتى لا تتكرّر هذه التعطيلات في كل سنة، وذلك مع الالتزام بالوثيقة التوجيهية للعمرة والتي يطبقها المهنيون والوكالات ولا تطبق منها ال«SNR» شيئا» المنافسة تخفض الأسعار وترتقي بالخدمات وفي هذا السياق قال الاستاذ أكرم الباروني،نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك ،المكلف بملف الحج والعمرة : «لاسبيل الى رجوع القطاع الى ما كان عليه في الماضي لأن المرحلة الحالية تستوجب خلق مناخ من المنافسة ودعمه وتطويره بشكل يسمح للمعتمر بممارسة حقه في اختيار منتوج العمرة الذي يتماشى وامكاناته المادية ... واحتكار العمرة من أية جهة كانت عمومية أو خاصة ، غير ممكن ولا يخدم مصلحة المعتمر لاسيّما ان فتح مجال المنافسة هو في كل القطاعات، مطلب اساسي لمنظمة الدفاع عن المستهلك على اعتبار ان المنافسة الشريفة والنزيهة تحقّق هدفين يتمثلان في الضغط على التكلفة وتخفيض الاسعار والارتقاء بجودة الخدمات» وأضاف الاستاذ الباروني : «لم تجد المنظمة أي تبرير لتأخر موسم العمرة ،وكل تأخير سيجعل سعر وتكلفة العمرة يرتفع ، ناهيك ان المنظمة شاعرة بحيرة وتململ الراغبين في أداء مناسك العمرة ولذا يجب على جميع الاطراف المتداخلة في مجال العمرة ، الاسراع بتفادي الاشكال القائم بينها حول هذا الملف، الذي تواصل المنظمة متابعته عن قرب منذ سنوات». التمسك بالتوزيع العددي وجاء موقف ال «SNR»مغايرا،حيث قال معز بوجميل المدير العام لشركة الخدمات الوطنية والاقامات (منتزه قمرت): تتمسك ال «SNR» بالتوزيع العددي لضمان الشفافية وتطالب بتنظيم قطاع العمرة من جميع الجوانب قانونيا ورقابيا وتنظيميا حتى يتمّ التصدي لظاهرة الوسطاء وارتفاع الاسعار»