التونسية (تونس) تتواصل المشاورات السرية والمعلنة لرئيس الحكومة الحبيب الصيد علّه ينجح في تحقيق تصوره في إعادة هيكلة الحكومة بإيجاد التوافق المطلوب بين الرباعي الحاكم والمنظمات الوطنية وكذلك بين متطلبات واكراهات السياسة. وتشير مصادر «التونسية» إلى أن التحوير المرتقب سيفضي إلى إحداث ثلاث حقائب وزارية جديدة متمثلة في وزارة الطاقة والمناجم ووزارة التضامن والشهداء والتونسيين بالخارج والعلاقة مع البرلمان وهذه الوزارة قد تسند حقيبتها لكمال الجندوبي أوشخصية مستقلة عن الأحزاب. كما سيتم إحداث وزارة الحوكمة والرقابة الإدارية والتي ينتظر أن تشرف على دواليبها كفاءة شابة اشتغلت سنوات طويلة في إدارات وهيئات تابعة للوزارة الأولى وقد يتولى حقيبتها المدير العام الحالي للوظيفة العمومية سفيان عبد الجواد. ومع هذا التحوير سيتم إلحاق ملف التنمية الجهوية بوزارة الداخلية لتصبح وزارة الداخلية والتنمية الجهوية والتي ينتظر أن تشهد على المدى القريب إعادة هيكلة تؤول إلى إحداث وزارة للأمن الوطني. نحو دمج الوزارات كما علمت «التونسية» أن رئيس الحكومة يفكّر في دمج وزارتي الصناعة والمالية في وزارة الاقتصاد الوطني وإدماج البيئة ضمن مكونات التجهيز والإسكان وإدماج السياحة داخل حقيبة التجارة مع خطة كاتب دولة مكلف بالتجارة الداخلية سيباشرها أحد المستشارين بوزارة التجارة. وفي معلومات «التونسية» أيضا أن التحوير سيؤدي إلى تغييرات على رأس عديد الحقائب التي لم يقنع أداء المشرفين عليها وهي وزارات التعليم العالي والبحث العلمي والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري والشؤون الاجتماعية والتكوين المهني والتشغيل وربّما أيضا الخارجية. وتشير معلوماتنا إلى أن «النهضة» تمسّكت ببقاء زياد العذاري في منصبه ممّا جعل الصيد يراجع عملية الدمج بين التربية والتعليم العالي والتكوين المهني . أما الإشكال الأكبر للصيد فربّما يكون مع وزارة الرياضة والشباب حيث تمسّك «الاتحاد الوطني الحرّ» بتغيير ماهر بن ضياء وتعيين حاتم العشي وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية عوضا عنه وهوأمر استغربه عدد من قادة الفريق الحاكم حيث تم التمسك بتعيين شخصية مستقلة في قطاع الرياضة والشباب بعيدا عن التجاذبات الرياضية وخاصة عدم انتمائها لأي حزب. أما التوجه العام للحبيب الصيد خلال الفترة القادمة فتفيد معلوماتنا أنه سيعتمد على كفاءات تحملت مسؤوليات عليا في هرم الدولة ولا سيما في خطط مدير عام مركزي أومستشار في الدواوين الوزارية أورئيس مدير عام لمؤسسة عمومية. وزراء مهدّدون بإنهاء مهامهم وعلمت «التونسية» أن وزراء الخارجية والنقل والشؤون الاجتماعية والصحة أصبحوا مهددين بإنهاء مهامهم بالرغم من الحنكة السياسية التي عرفوا بها . فالطيب البكوش قد يعود إلى الحزب من جديد في إطار إعادة هيكلة «النداء» أما محمود بن رمضان وزير النقل فإن حملة شرسة تشن حاليا ضده من طرف مجموعات ضغط جراء تمسكه بمنع أي استغلال لقطاع النقل العمومي ونفس الشأن لعمار الينباعي وزير الشؤون الاجتماعية المتهم بانحيازه وتشكيات أطراف فاعلة في الشأن الاقتصادي جعلته معنيّا بالتحوير رغم أن رئيس الحكومة يعتبره من العناصر الفاعلة داخل حكومته التي نجحت في تخفيف التوترات الاجتماعية. أما وضعية سعيد العايدي فتبدومعقدة نتيجة ما وقع من احتقان داخل وزارة الصحة وخاصة في الجنوب. وتؤكّد الاستشارة التي يقوم بها الحبيب الصيد أن الهيكلة الجديدة تتطلب تزكية الأحزاب السياسية خاصة أن البعض منها تراجع عن دعم هذه الهيكلة. الإعلان عن الحكومة القادمة سيكون قريبا. فهل يوفّق الصيد في رهانه؟