التونسية (تونس) كشفت قراءة حديثة لخارطة الطلاق في تونس قام بها المعهد الوطني للإحصاء على ضوء أرقام 2014 أن ولاية تونس سجلت أعلى نسبة من المطلقين والمطلقات تراوحت بين 1,51 و2.20 ٪ من جملة السكان بالجمهورية التونسية البالغ عددهم ما يقارب 11 مليون نسمة. وتبيّن الخارطة ذاتها أن كلاّ من ولايات الكاف والقصرين وقفصة وتوزر وقبلي وسوسة وبن عروس وأريانة تجتمع في المرتبة الثانية في حين تحل كلّ من ولايات المنستير وتطاوين ومدنين وصفاقس ونابل ومنوبة في المرتبة الثالثة وتحلّ كلّ من قابس والمهدية والقيروان في المرتبة الرابعة وتأتي سيدي بوزيد وسليانة وزغوان وباجة، وجندوبة وبنزرت بنسب لا تتجاوز 0,9 ٪ من إجمال السكان. ورغم أن البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة المرأة والمعهد الوطني للأحصاء تبين أن المحاكم التونسية تسجل 12 ألف حالة طلاق سنويا فإنّ القراءة العلمية للأرقام تؤكد أن الإنفصال القانوني بين الزوجين لم يتحوّل إلى ظاهرة اجتماعية باعتبار أن نسبة المطلقين في تونس لا تتجاوز 1,3 ٪ من مجموع السكان المقيمين وفقا للتعداد العام للسكان والسكنى الذي أجراه المعهد الوطني للإحصاء سنة 2014. وتشير الدراسات الإجتماعية المجراة حول أسباب الطلاق أن المشاكل والصعوبات المادية تأتي في صدارة أسباب الطلاق إضافة إلى حالات العنف التي تمثل حوالي 48.3 بالمائة... كما تمثل حالات العقم وعدم الإنجاب حوالي 27.7 بالمائة من أسباب الطلاق. أما الخيانة الزوجية وانعدام الثقة والغيرة فتمثل 15.8 بالمائة وقد تطورت أشكال الخيانة حسب الملاحظين لتصل إلى الخيانة باستعمال التكنولوجيات الحديثة والفايس بوك. كما تبين دراسة لوزارة شؤون المرأة والطفولة والمسنّين أن 27 ٪ من اجمالي عدد المطلقين لا يتجاوز سنهم 36 عاما. في حين يعتبر الخبير لدى المحاكم التونسية في الصحة الجنسية والعلاقات الأسرية هشام الشريف أن سبب 40 بالمائة من حالات الطلاق في تونس مشاكل جنسية. وعزا الشريف فشل عديد الزيجات في تونس التي تنتهي بالطلاق إلى غياب التربية والثقافة الجنسية والى الشهائد الطبية التي تسلم لهم قبل الزواج دون القيام بفحص شامل ودقيق للصحة الجنسية والنفسية والجسدية. ودعا الشريف عدول الإشهاد وضباط الحالة المدنية إلى عدم إبرام عقود الزواج إذا لم يتم الإدلاء بشهادة طبية تتضمن تشخيصا مدققا للصحة النفسية والجسدية والجنسية للمقبلين على الزواج. وبيّن الخبير أن الحديث عن الصحة الجنسية مازال من المواضيع المسكوت عنها في تونس داعيا الى تربية الاطفال منذ الصغر على الثقافة الأسرية والجنسية السليمة. النساء أكثر رغبة في الطلاق وتبرز الإحصائيات أن عدد النساء المطالبات بالطلاق في تزايد وأنّ عدد القضايا التي رفعتها النساء فاق خمسين في المائة من مجمل قضايا الطلاق، ممّا يعكس عمق التحولات التي عرفها المجتمع التونسي بالنظر إلى أن هذه النسبة لم تكن تتجاوز 6 في المائة سنة 1960. كما أبرزت الإحصائيات أن 38 بالمائة من طالبات الطّلاق هن موظّفات أو عاملات. و كشفت نتائج التعداد السكاني لسنة 2014 أن أغلب المطلقين هم من الإناث حيث بلغ عددهن في ذلك التاريخ حوالي 385 ألف مطلقة أي بنسبة تقارب 90 ٪ مقابل 46 ألف و37 من الذكور. وتعيش أكثر الإناث طلاقا في ولاية تونس حيث يرتفع عددهن إلى 43 ألف مطلقة ثم ولاية صفاقس بأكثر من 32 ألف مطلقة ونابل بحوالي 29 ألف مطلقة وسوسة وبنزرت أكثر من 22 ألف مطلقة.