لم يوفق المنتخب الوطني لكرة اليد للمرّة الثانية على التوالي في التتويج باللقب الإفريقي اثر انهزامه مساء السبت أمام البلد المنظم مصر بنتيجة 21 - 19 وذلك بعد تعرض عناصرنا إلى مظلمة تحكيمية واضحة، أطرافها الحكمان الروسيان اللذين أدارا اللقاء وجنود خفاء مصريين على رأسهم رئيس الاتحاد الدولي للعبة حسن مصطفى. ورغم عامل الجمهور الذي غصّت به مدارج مجمع الصالات بالقاهرة وكذلك انحياز طاقم التحكيم لمنتخب المكان إلا أنّ النسور كانوا أفضل من الفراعنة وأحرجوهم في أكثر من مناسبة وأثبتوا أحقية التتويج لكن الصفارات الروسية كان لها رأي آخر. مهزلة ال«الكان» «سرقونا» هذه هي العبارة التي تستحق أن نطلقها على نهائي أمم إفريقيا 2016 لكرة اليد التي أبدع فيه ثنائي التحكيم الروسي في ظلم عناصرنا الوطنية التي أثبتت أنها الأقوى والأجدر بالتتويج بهذا اللقب الإفريقي وهذه هي الحقيقة التي لم يتقبلها الحكمان الروسيان اللذان استمرا في تنفيذ مخططهما الحقير واعتماد كل السبل لمنح الفراعنة التتويج حيث عانى النسور كثيرا من القرارات التحكيمية المسقطة والتي تمثلت بالأساس في الاقصاءات المتكررة (2 دقائق) وأجبرت منتخبنا على لعب أكثر من 30 دقيقة بخمسة لاعبين مع عدم الاعلان عن أية رمية 7 أمتار إضافة إلى مهرجان الإنذارات العشوائية في وجه اللاعبين والتي طالت كل من يحمل الراية التونسية ونقصد بذلك حتى المدرب الوطني «سيلفان نوي» إضافة إلى الإقصاء النهائي لخالد الحاج يوسف. في المقابل اكتفى الحكمان بالتنبيه على لاعبي المنتخب المصري واقصاءين فقط طيلة 60 دقيقة . «ماجد حمزة» أفصل حارس حملت النسخة 22 من بطولة إفريقيا لكرة اليد بصمة كبيرة للحارس ماجد حمزة الذي توج بلقب أفضل حارس في الدورة بعد أن ساهم بشكل واضح في انتصار منتخبنا خاصة في المقابلات المصيرية حيث أنقذ تونس في مقابلة الدور ربع النهائي أمام الكامرون بتصدياته الناجحة وكذلك في الدور نصف النهائي أمام الجزائر بعد تألقه في التصدي إلى حوالي 19 تصويبة وكذلك في لقاء النهائي لولا المهزلة التحكيمية التي ارتكبت في حق منتخبنا. مردود متميز للشبان رغم قلّة خبرة العناصر الشابة على غرار سيف حميدة ومحمد السوسي ومحمد علي بحر وأسامة حسني ونضال العمري وخالد الحاج يوسف الذين منحهم «نوي» للمرّة الأولى شرف المشاركة في هذه المسابقة القارية إلا أنّه لا يمكننا إنكار المردود الكبير والمتميز الذي قدمته هذه الترسانة الشابة وعلى رأسهم اللاعب محمد علي بحر الذي يمتلك في رصيده أكبر عدد من الأهداف وكذلك اللاعب محمد السوسي الذي شكّل مصدر خطر على جميع المنتخبات التي واجهت منتخبنا في هذه المسابقة. مطلوب المراجعة رغم الوجه المشرف والمردود المقنع الذي قدمته عناصرنا الوطنية في مسابقة بطولة إفريقيا للأمم إلا انه لا يمكننا التغافل عن بعض الاخلالات في المنتخب على غرار جانب التنسيق الذي اعتمد فيه المدرب الوطني «نوي» في جل المقابلات على القيدوم صبحي سعيّد الذي وجد نفسه غير قادر بمفرده على تقديم الأداء الذي عودنا عليه في المسابقات الكبرى . إضافة إلى ضعف الجانب الدفاعي الذي يتطلب مراجعة جديّة من الإطار الفني خاصة أنّ منتخبنا الوطني ينتظره رهان صعب وهام مفتتح أفريل القادم يتمثل في الدورة الترشيحية للأولمبياد التي تستضيفها البرازيل الصائفة المقبلة والتي سيواجه فيها كل من منتخبات مقدونيا وبولندا والشيلي بالإضافة إلى بطولة العالم فرنسا 2017. ويبدو أن أمام «نوي» ومساعده عياد الوقت الكافي لتكوين فريق متوازن صلب قادر على كسب التحديات المرتقبة.