قالت مصادر خاصة من داخل الإئتلاف الحاكم ل«التونسية» إنّ مدير الديوان الرئاسي سابقا رضا بلحاج أقيل من منصبه ولم يقدم استقالته مثلما تمّ تداوله أو كما صرّح به هذا الأخير شخصيا منذ أيام. وأضافت ذات الجهة أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اتخذ قرار إقالة رضا بلحاج, منذ تاريخ انعقاد مؤتمر سوسة التوافقي ل«نداء تونس» يومي 9 و10 جانفي الفارط, أو بالأحرى على خلفية ما تمخض عنه المؤتمر من نتائج اعتبرت كارثية على وحدة الحزب الأغلبي سابقا, والتي أدت إلى نزيف من الانسلاخات المتتالية لعدد من القيادات الندائية ذات الثقل السياسي والمالي للحزب. وأوضحت مصادرنا أن رضا بلحاج دفع دفعا إلى إعلان استقالته حتى لا يخرج من الباب الصغير نظرا لما قدمه ل«نداء تونس» في طوريه التأسيسي والانتخابي, وأيضا هي محاولة لتطويق الخلافات بينه وبين عدد من القيادات الندائية والتي أصبحت غير خافية على أحد. وأكدت الجهة ذاتها أن تدخل مدير ديوان رئيس الجمهورية في صراع المواقع الحاصل طيلة الأشهر الفارطة بين شقي محسن مرزوق ونجل السبسي, هو السبب الفعلي الذي أطاح به من منصبه, مشيرة إلى أن بلحاج اصطف علنا وراء نجل الرئيس, وأنّه كان وراء عملية ما سمي ب«الانقلاب» على مقررات خارطة الطريق التي كانت قد أعدتها لجنة فض النزاع والتي انتهت بانشطار رسمي وواقعي ل«نداء تونس», وحالت دون نجاح أية محاولة صلح قد تنقذ ما يمكن إنقاذه من أركان البيت الندائي. انهيار البيت الندائي, وخاصة تمسّك شق مرزوق بالإستقالة من الحزب وما تبعها من انشقاق في كتلة «النداء» بمجلس نوّاب الشعب, شكل القطرة التي أفاضت الكأس لدى مؤسس «النداء» الذي قالت مصادرنا إنّ انقسام «النداء» لم يعجبه وأنّه قرّر بناء على ذلك إبعاد بلحاج, الذي أصبح منذ فترة في خلاف مع نجل الرئيس. وفي السياق ذاته, قالت مصادر «التونسية» إن كل النواب المستقيلين من «النداء» تقريبا كانوا قد طلبوا قبل تفعيل استقالتهم رسميا من رئيس الجمهورية ضرورة إبعاد كل من نجله ومدير ديوانه من كل المناصب القيادية في الحزب كشرط أساسي ولا تنازل عنه قبل الحديث عن كل إمكانية للعودة إلى حضن الحزب, الأمر الذي أثار امتعاض الرئيس وقتها وفق نفس المصادر. ووفق المصدر ذاته, فإن السبسي قرر أيضا إبعاد كل القيادات الندائية من قصر قرطاج والنأي بمؤسسة الرئاسة عن كل الصراعات الحزبية, كما قرر كذلك أن تكون كل التعيينات المقبلة بمؤسسة الرئاسة من خارج «نداء تونس».