أشرف أمس في عاصمة الاغالبة محسن مرزوق على اجتماع اقليمي حول الاستشارة الوطنية تحت عنوان : «مشروع تونس الجديدة مشروعنا كلنا ينبع منا جميعا». بحضور العديد من الاعضاء التابعين لكتلة «الحرة» وانصارها من ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين اضافة الى وجوه تجمعيّة سابقة. مرزوق الذي فاجأ وسائل الاعلام في آخر مداخلته طالبا عدم نشر ما قاله للحاضرين باعتباره كلام «قوي» حسب تعبيره صرح في آخر المطاف بكلام مغاير لما خطب به حيث قال:«نحن بصدد القيام باستشارة شعبية انطلقنا بها خلال الاسبوع المنقضي حول طبيعة ومشروع الحزب الذي نريد بناءه وتوصلنا الى حدود يوم السبت الفارط الى محاورة أكثر من 80 ألف مواطن وفي هذا الاجتماع انتقلنا للمحور الثاني وهو الالتقاء بالمناضلين والمناضلات. كما سيتم تنظيم جلسات مع المواطنين نهاية هذا الشهر للاستماع الى آرائهم واقتراحاتهم انطلاقا من تجاربهم في علاقاتهم بالاحزاب حول رؤيتهم لاعادة بناء ثقة في الاحزاب الجديدة عبر تصور جديد ومن كل الجوانب قصد الابتعاد اكثر ما يمكن عن الاخطاء حتى لا نكون رقما من الارقام التي تضاف الى قائمة الاحزاب الموجودة». كما بين مرزوق ان هدف حزبه الجديد سيكون مواصلة لنفس المشروع الوطني العصري الذي يوجد في تونس منذ وقت طويل لكن برؤية جديدة على مستوى التنظيم مع الحرص على ان يكون حزبا خدماتيا يعمل من أجل اللامركزية على مستوى الجهات ليعطيها حقها مع التركيز على الشباب والمرأة وتكون طريقة عمله أفقية وعمودية. كما سنستفيد من التجارب السابقة التي خيبت الأمل في جانب مهمّ منها حتى يبقي حزبنا قويا لسنوات طويلة. وشدد مرزوق في تصريحه على انه ليس معنيا بالاشخاص الذين يبحثون عن الانتخابات المبكرة مشيرا الى أنه يبحث عن علاقة ايجابية مع الحكومة ويساند رئيس الجمهورية في عمله وأنه سيقدم مقترحات في هذا الموضوع. وفي رده على سؤال حول كلام حمة الهمامي الذي اتهمه بكونه «تربّى في شعبة» قال مرزوق: «لا أملك أي ردّ على حمة بل من حقه الكلام كما يشاء وأنا مع حرية التعبير لكل الاطراف السياسية». وحول موقف عدد من المحتجين أمام مقر الاجتماع والمطالبين بمغاردة اعضاء مجلس النواب عن جهة القيروان والذين وصفوه بالخونة قال مرزوق: «ليس لنا أية علاقة بنداء تونس ويبدو انهم اخطِؤوا العنوان ونحن لنا شيء جديد يختلف تماما عن الاحزاب الاخرى واذا هم أرادوا الاحتجاج على اشخاص في علاقتهم بنداء تونس عليهم التوجه الى مراكز هذا الحزب وليس من حقهم الاحتجاج على اعضاء مجلس النواب الذين غادروا النداء نهائيا والنظام الداخلي للمجلس يعطي الحق للنواب ليغيروا من انتماءاتهم لان الحزب لم ينتخبهم وهؤلاء المحتجين هم مجيشين من اطراف خارجية لان مثل هذه الخزعبلات تذكرني برابطات حماية الثورة في ذكريات سيئة تصوّرنا أننا نسيناها». ويذكر ان عددا من الاشخاص تجمهروا امام النزل الذي احتضن هذا الاجتماع ورفعوا لافتات احتجاجية عبروا من خلالها عن غضبهم من اعضاء مجلس النواب المنشقين عن حزب «نداء تونس» وانضمامهم لكتلة «الحرة» مؤكدين انهم خانوهم وخذلوهم بعد ان صوتوا لهم ووضعوهم في المرتبة الاولى في مجلس النواب.