فرحة عارمة ويوم تاريخي مشهود عاشته مدينة القلعة الصغرى أمس على إثر ترشح فريق القلعة الرياضية بامتياز واقتدار الى الدور ربع النهائي من سباق كأس تونس لأول مرة في تاريخه منذ تأسيسه سنة 1961 وما ضاعف من قيمة الانجاز أن أبناء المدرب الشاب بدري بن نصر قد أزاحوا من طريقهم أحد عمالقة كرة القدم التونسية وصاحب أول كأس افريقية في تاريخ الرياضة التونسية ونعني النادي البنزرتي وقد أثبتت مجريات المقابلة بأن لاعبي يالقلعة الرياضية لم يتأثروا بفوارق الأقسام وقدموا أداء مشرفا وحققوا ترشحا مستحقا ولم يسرقوا تأهلهم الى الدور ربع النهائي وهو إنجاز لا بدّ من دعمه وصيانته وحسن استثماره في مشوار بطولة الرابطة الثالثة لتحقيق المزيد من الأحلام والطموحات تجاوبا مع انتظارات الأحباء. الإستمرارية كلمة السرّ فريق القلعة الرياضية الذي حقق العودة في نهاية الموسم الفارط الى الرابطة الثالثة وبلغ الدور ثمن النهائي للكأس قبل ان يدخل التاريخ أول أمس ويمر بامتياز الى الدور ربع النهائي لم يكن ليحقق ما حققه لو لا خيار الاستمرارية على المستويين الإداري والفني فعندما أمسكت الهيئة المديرة برئاسة الشاب الهذيلي بن أحمد بزمام التسيير وهي تضم أسماء لها رصيدها من الخبرة والتجربة على غرار الرئيس الأسبق غازي الشرقي الذي يوظف اختصاصه في مجال التصرف وهو الخبير في ذلك لخدمة فريقه إضافة الى ذلك الرجل النشيط ونعني رؤوف البريني كانت هناك استراتيجية واضحة قوامها البناء بتأن ودون تسرع وعندما تم انتداب المدرب الشاب بدري بن نصر كان هناك مشروع يتواصل تنفيذه بهدوء وتبقى نقطة قوة القلعة الرياضية ذات مضمون عقلاني أساسه ذلك المثل البليغ:«على قد كسائي أمدّ رجلي...» صعوبات مالية فريق القلعة الرياضية الذي أطاح بالنادي البنزرتي يعيش على غرار معظم أندية الرابطة الثالثة صعوبات مالية أمام قلة الموارد وندرة مصادر التمويل ورغم اجتهاد الهيئة المديرة وحرصها على الإيفاء بتعهداتها تجاه اللاعبين والإطار الفني فإن ذلك لا يقلل من ثقل وأهمية الناحية المادية وإذا ما كان الهدف الرئيسي للقلعة الرياضية المراهنة على العودة الى الرابطة المحترفة الثانية مع مزيد التألق في سباق الكأس فإن الدعم المادي أكثر من ضروري خاصة من قبل رجال الأعمال في القلعة الصغرى وخارجها لتقديم ما يتعين من إسهامات لشدّ أزر الهيئة المديرة وتشجيعها على مزيد النجاح والمضي قدما في الإرتقاء بالقلعة الرياضية نحو المواقع التي تستحقها. والآن إلى البطولة بعد أن حقق الإنجاز الأكبر في سباق الكأس وبلغ الدور ربع النهائي ينصرف فريق القلعة الرياضية الى التزاماته في بطولة الرابطة الثالثة خاصة وأن الموقع الذي يوجد فيه أبناء المدرب بدري بن نصر يفتح الآفاق للمراهنة على ورقة العودة الى الرابطة المحترفة الثانية خاصة في ظل رصيد بشري ثري ومتميز بلاعبين من ذوي المقدرة على التألق مثل الحارس رياض جماعة وبدر الدين الحرزولي ورضوان الصفاقسي ومروان الترد ومحمد علي بالرّوبة وعبد الرؤوف موسى وأيوب الشامخي وكريم بشار وغيرهم ممن أداروا لهم الأعناق وأكدوا جدارتهم باللعب في الرابطة المحترفة الأولى. لماذا كلّ هذا التأخر ؟ معلوم أن بطولة الرابطة الثالثة ستنتهي موفى ماي أو قبل ذلك وسيظل فريق القلعة الرياضية عاطلا عن النشاط لمدة لا تقل عن الثلاثة أسابيع قبل استقبال المستقبل الرياضي بالمرسى في ربع نهائي الكأس فلماذا ولمصلحة من كل هذا التأخير؟ ألم يكن من الأجدر تعيين موعد آخر لربع نهائي الكأس؟