«نحن ننتصر لمشروع وطني عصري يعتمد الديمقراطية والاخلاق السياسية فكرا وتسييرا وتنظيما ونعتمد على الوسطية التي تحمي نمط عيش الشعب التونسي ونستند الى الحركة الاصلاحية والوطنية ولا سيما التيار البورقيبي كنهج في بناء الدولة العصرية ... وتبنى حقوق الانسان في ابعادها الكونية الشاملة والديمقراطية التشاركية داخل الحركة وفي بناء مؤسسات الجمهورية الثانية ... نحن مختلفون عن تيار الاسلام السياسي وكل السيناريوات التي يمكن ان تحدد علاقتنا بهذا الاسلام السياسي سندرسها في وقتها ونراعي في ذلك مصلحة البلاد أولا وآخرا ... ونحن في حركتنا الوليدة ننطلق من القاعدة لنصوغ تصورات وكليات جامعة بعكس ما هو موجود لدى غيرنا .... وكما اسلفت القول فاننا نعول كثيرا على الانتخابات البلدية القادمة ونعمل بحزم وعزم وثقة تامة من اجل تحقيق نجاح كبير فيها ...». هذا بعض ما جاء على لسان المنسق العام للتيار المنسحب من «نداء تونس» محسن مرزوق خلال اشرافه بصفاقس على اجتماع اقليمي لدائرتي صفاقس 1 وصفاقس 2 سجل حضور عدد من نواب الكتلة الحرة والقواعد المنتظرة لحزبه الجديد الذي سيتم الاعلان عن اسمه يوم 2 مارس. هذا الاجتماع الاقليمي تمت خلاله تلاوة مشاريع اعمال اللجان وهي مشروع الميثاق السياسي ومشروع التصور الجهوي ومشروع لائحة الشباب من اجل مناقشتها وتقييمها وتعميق النقاش فيها وتطويرها. وبخصوص المشروع السياسي شدد مرزوق على اعتماد الديمقراطية والوسطية والرجوع الى ارث الحركة الاصلاحية ولا سيما البورقيبية من اجل بناء الدولة العصرية وأوضح أن سياسة هذا المشروع الوطني العصري تقوم على احترام الدستور والقانون وحرية الراي والتعبير وفصل الدين عن الدولة الى جانب بناء اقتصاد عصري يقوم على اللاّ مركزية والتضامن ويشجع حرية المبادرة الى جانب العمل على اقامة مجتمع متجذر في هويته وقيمه الوطنية ومتفتح على الثقافات الانسانية. أما مشروع التصور الجهوي فقدّم رؤى واقتراحات ولا سيما على المستوى الهيكلي في حين ركز مشروع لائحة الشباب على اهمية هؤلاء في لعب دور متميز يفيد حاضر البلاد ومستقبلها. وقد كان لمحسن مرزوق لقاء مع الاعلاميين ابرز خلاله موقفه وموقف حزبه الجديد المنتظر الاعلان عنه قريبا من عدد من القضايا المطروحة. فبخصوص العلاقة مع حركة «النهضة» قال مرزوق ان مشروع حزبه الجديد يختلف كثيرا عن الاسلام السياسي ويؤمن بفصل الدين عن السياسة لان الربط بينهما يمثل خطرا في اعتقاده لان ذلك يحمل في نواته العنف واستدرك مرزوق بالقول ان هذا الاختلاف لا يمنع من التنافس مع الاسلاميين في التعاطي مع الحياة الديمقراطية. وبخصوص التعامل مع «النهضة» كحزب قائم قال محسن مرزوق ان كل السيناريوهات قائمة وتدرس في حينها داخل الحزب . وتحدث محسن مرزوق ايضا عن مشاكل صفاقس التي تعاني منها منذ عقود وهو ابن الجهة ليلخص الامر في 3 مواضيع كبرى هي مشروع تبارورة وموضوع التلوث ومصنع السياب الذي يطالب اهالي الجهة بغلقه وقال محسن مرزوق انه يعرف معنى هذا التلوث لا سيما انه كان يقطن بمنطقة حي الحبيب بصفاقس القريبة جدا من معمل السياب وأنه يدرك هذه المعاناة لانه عاشها وعانى منها ولفت الى انه يمكن التفاوض مع اتحاد الشغل للخروج بحلول مرضية للجميع ولا سيما للاهالي والموضوع الثالث هو اهمية تطبيق القانون فيما يتعلق بحل النيابة الخصوصية الحالية لبلدية صفاقس والتي صدر بشانها حكم قضائي من المحكمة الادارية يقضي بحلها. وبخصوص العلاقة والنظرة الى الاتحاد العام التونسي للشغل قال محسن مرزوق ان الاتحاد ليس مجرد منظمة وطنية للشغالين وانما هو كان منذ التاسيس ولا يزال احد عناوين الدولة الحديثة واوضح ان حزبه الجديد يتطلع الى ارساء علاقة طيبة وجيدة معه وبخصوص الاستعدادات للانتخابات البلدية اوضح مرزوق ان حزبه يعول كثيرا على هذه الانتخابات وذلك بالعمل الجدي والتفاني والحيوية والقرب من المواطنين والاستماع الى شواغلهم. واضاف انها ستكون موعدا مهمّا جدا لبناء الوجود على المستوى الجهوي . وفي رده عن سؤال بخصوص امكانية شن ضربة عسكرية بالاراضي الليبية قال محسن مرزوق انه توجد الان حكومة في ليبيا وهي صاحبة القرار فيما يخص الشان الليبي الداخلي واستدرك ان ما يعنينا كتونسيين هو مصلحة بلادنا والتوقي من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية. واضاف انه قبل الضربة العسكرية المنتظرة لا بد ان تفاوض الحكومة من اجل حقوقها معبرا عن ثقته في اداء رئيس الحكومة وكذلك وزير الخارجية ورئيس الجمهورية وقال «في مثل هذه الظروف الصعبة لا بد أن نمنحهم الثقة».