مني النادي الافريقي بهزيمة مذلّة ضدّ جاره الملعب التونسي في دربي العاصمة الصغير بنتيجة أربعة أهداف لهدفين...«حارة» كانت هديّة العيد الى كل «الستاديستية» الذين دشّنوا بالمناسبة ملعبهم القديم الجديد... في المقابل نزلت الرباعيّة بمثابة الصاعقة على أنصار الاحمر والأبيض الذين لم يكونوا يتوقّعون سيناريو مماثلا وهزيمة جديدة بالنظر الى وضعية الفريق في الترتيب العام وكذلك طبيعة المواجهات التي عادة ما تحسم حوار الأجوار لكن جاءت الهزيمة وبتعريفة ثقيلة أكّدت من جديد أنّ فريق باب الجديد لم يتعاف بعد وأنّه لم يتخلّص من تداعيات الفترة الانتقالية التي عاشها الفريق عقب فترة الانتدابات الصيفية وما خلّفته سياسات «الرئيس» من عواقب كارثية حادت بالبطل عن طريقه السوّية ورمته في قاع البطولة الوطنية. مع ذلك لم يكف الافريقي ما جنته عليه سياسات البدايات بل يبدو الفريق في طريق العودة الى المربّع الاوّل وتحديدا الى فترة ما قبل التتويج...حيث كان الفريق رهين جماعة «الظلّ» الذين ينشطون في الخفاء ويقتاتون من بقايا الصفقات ومن أرقام المعاملات والعمولات... قد يبدو الامر غريبا بعض الشيء خاصة وأنّ الجميع كان يتوهّم أنّ الرياحي شيّد اسوار الحديقة من جديد و حوّل بوّابتها الى بعيد حتى لا ينفذ جماعة «النقطة» الى داخل المركبّ مرّة أخرى لكن العكس هو الذي حصل فالمدير التنفيذي للافريقي خليل محجوب والذي يتعرّض منذ فترة الى حملة ممنهجة بات قريبا من المغادرة بعد أن دفع الى الاستقالة شأنه في ذلك شأن كثيرين سيجبرون على الانسحاب بأمر من مدرّب الفريق رود كرول والذي ينفّذ في الحقيقة أوامر وكيل أعماله الذي هو في الأصل صديق مقرّب لرجل الظلّ الذي بات قريبا من نيل «مراده». سنقّرب الصورة أكثر حتى تكتمل الحروف في ذهن القارئ...رجل الظلّ الذي نعنيه هو الذي انتدب في السابق فاتح الغربي وسلامة القصداوي وأشرف الزيتوني وغيرهم من اللاعبين الذين غنموا من الفريق دون ان يفيدوه في شيء وقد أطرد منذ موسمين بقرار من سليم الرياحي بعد أن تفطّن الأخير الى تجاوزاته الفنية وكذلك حساباته البنكية...اليوم بقدرة قادر يعود هذا الرجل لترسيم نفسه في كواليس الفريق وقد استفاد في ذلك من حيوية وحركية بعض معاونيه ليقنع الرياحي بالتعاقد مع المدرّب الهولندي رود كرول خدمة لوكيل أعماله الذي هو في الحقيقة صديق مقرّب منه... وبما ان الامور سارت على هذا النحو بات لزاما على الوكيل ردّ الجميل لرجل الظلّ فكانت البداية بالتضييق على خليل محجوب بدعوى فرض الانضباط ثمّ بطرد الرجل من حافلة الفريق لأنّ كرول شعر بأنّ اللاعبين يرفضونه وكأنّ محجوبا حديث العهد بالفريق... وكأنّ محجوبا بات مزعجا فقط عندما أطّل رجل الظلّ برأسه... لن نربط الهزيمة بما يحدث في كواليس الافريقي فتلك أمور خارجة عن الجوانب الفنية والتي سنأتي عليها في أعداد لاحقة...سنكتفي الآن فقط بالتأكيد على أنّ كرول ليس ذلك الرجل المثالي المنضبط القادم من المدينة الفاضلة فهو كغيره من المدرّبين يعمل بنصيحة وبأوامر من وكيله بدليل ما حدث مع المالي ماليك توري الذي كان على قائمة المغادرين قبل ان يتمسك به الهولندي في الميركاتو لأنّه تابع لنفس الوكيل...وكلّ التنقلات والتحركات سواء في الرصيد البشري أو في التشكيلة أو في الميركاتو القادم ستكون بتنسيق بين هذا الثلاثي فالاوّل عادت له صلاحيات التوقيع...والثاني يملك كلّ صلاحيات «البنك» بما أنّه المدرّب والثالث يعرف الطرّيق جيّدا الى البنك بما أنّه وسيط برتبة «سمسار»...سنعود للموضوع لاحقا بأكثر تفاصيل ومعطيات وبالأسماء والهويّات وللحديث بقيّة.