اجتاز الترجي الرياضي بسلام واقتدار واحدا من أصعب تحوّلاته في هذا الشطر الثاني من الموسم وعاد إلى قواعده بثلاث نقاط مهمة من المتلوي ، وقد تزامن هذا الفوز مع تحسن الآداء الجماعي بشكل كبير مقارنة باللقاء الذي سبقه حيث أظهر الفريق العديد من الإيجابيات التي يمكن أن يبني عليها الإطار الفني عمله استعدادا لقادم الإلتزامات التي يتقدمها سباق البطولة ويتخللها الدوران الأول والثاني من كأس الإتحاد الإفريقي وهي أهداف تفرض على أبناء باب سويقة التحلي بكل الميزات والشروط التي تساعده على جني الإنتصارات المتتالية وعلى رأسها الإنتظام في المستوى والآداء وهو المشكل الأساسي الذي يعانون منه منذ بداية الموسم وجعل مردودهم يتأرجح بين الممتاز والضعيف وجعل بعض انتصاراتهم منقوصة من عنصر الجدارة. الترجي الرياضي في حاجة ماسة خلال هذه الفترة الحاسمة من الموسم إلى التغلب على هذا المشكل وهذا العائق الذي تسبب لهم في خسارة بعض النقاط التي قد تلعب دورا أساسيا في النهاية في تحديد اسم البطل لأن الوضعية في الترتيب العام تحتم على عمار السويح وأبنائه الفوز في جل مقابلاتهم حتى لا نقول كلها وهو أمر لن يتحقق دون الإنتظام في الآداء إذ لا يمكن لفريق يطمح إلى التتويج بأن يكون مردوده متذبذبا من مباراة إلى أخرى أو أن يكون مستواه الفني العالي مناسبتيا. صحيح أن فريق باب سويقة حرم في وقت ما من عناصر قوته الهجومية كالخنيسي وبن يوسف اللذين تخلفا عن بعض اللقاءات وأبرزها مواجهة الترجي الجرجيسي في ملعب المنزه التي خسر خلالها الفريق ثلاث نقاط هامة للغاية لكن هذا لا يمكن بالنسبة لفريق كبير أن يكون عائقا أمام انتظام آدائه ونتائجه ، فمن المفروض ألّا يتأثر الترجي الرياضي بأي غياب وألّا يهدر نقاطا تبدو في متناوله خصوصا في اللقاءات التي يجريها على أرضه وأمام جماهيره. مسألة الإنتظام في الآداء إذن هي النقطة التي وجب على الأحمر والأصفر التحلي بها لتجنب المفاجآت والعثرات التي يصعب تداركها في هذه المرحلة من البطولة. نقاط استفهام قد يكون التذبذب الذي يعاني منه الترجي الرياضي على مستوى الآداء راجعا الى حدّ ما إلى تدني مستوى وإضافة صانع ألعابه سعد بقير الذي لم يعد في اللقاءات الأخيرة حاسما مثلما كان عليه الأمر في أولى المقابلات التي خاضها مع الفريق، فلو نقارن إضافة «الروج» أو الخنيسي مثلا وتواصل نجاحاتهما ونجاعتهما بما يقدمه سعد بقير نستنتج الهوة والفرق الكبيرين وهذا ما يطرح أكثر من استفهام عن الأسباب الكامنة وراء تراجع مردود ابن تطاوين من جهة ويفرض من جهة أخرى على اللاعب نفسه مراجعة أموره حتى يتدارك وضعه ويعود إلى سالف مستواه وإلى مساهمته الفعالة في انتصارات ونجاح فريقه. بإمكان سعد بقير بالنظر إلى إمكانياته إضافة الكثير إلى الترجي والظهور في مستوى أفضل مما هو عليه اليوم وبالتالي ليس هناك أي مبرر أو مانع لانتظام مردود هذا اللاعب وما سيجنيه الفريق جراء ذلك. قد يكون المشكل هنا ذهنيا ومرتبطا بالأساس بحسن التصرف مع وضعيته الجديدة كنجم في فريق كبير تتغنى باسمه الجماهير وتسلط عليه وسائل الإعلام الضوء بصفة خاصة وبشكل مستمر وهو أمر لا يخص سعد بقير فقط بل يخص العديد من اللاعبين الذين خاضوا مشوارا كرويا كبيرا جدا، ما نعلمه في هذه النقطة بالذات هو أن مسؤولي الأحمر والأصفر وفي مقدمتهم رئيس النادي حمدي المدب يحيطون كما يجب بكل عناصرهم ويوفرون لهم كل ظروف النجاح والراحة ويتحدثون معهم باستمرار حول كل الجوانب التي تمنعهم من توظيف واستغلال كل مؤهلاتهم لفائدة المجموعة وهو الأمر الذي يجرّنا إلى الاستغراب من تراجع آداء كل لاعب وعدم انتظام مردوده. 6 حصص في البرنامج نأتي الآن إلى المباراة القادمة للترجي الرياضي والتي ستجمعه عشية الأحد القادم باتحاد بن قردان لنشير إلى أن المدرب عمار السويح ضبط بمناسبتها برنامجا تحضيريا متكاملا يحتوي على ست حصص تدريبية موزعة بين يومي الثلاثاء والسبت موعد آخر مصافحة قبل هذه المواجهة ودخول المجموعة في تربص مغلق بأحد نزل ضاحية قمرت السياحية للتركيز على هذا اللقاء الذي يسعى بمناسبته الترجيون إلى مواصلة سلسلة نتائجهم الإيجابية وخاصة إضفاء عنصري الجدارة والأحقية على انتصارهم من خلال الظهور في مستوى رفيع يليق فعلا بفريق كبير وبطموحاته العالية. عودة «المشاني» في خصوص التغييرات المنتظرة أو لنقل المؤكدة في هذا اللقاء مقارنة بالمباريات الفارطة فإن المدافع علي المشاني سيعود إلى التشكيلة الأساسية وسيأخذ مكان محمد علي اليعقوبي في محور الخط الخلفي بعد إقصاء هذا الأخير في مقابلة المتلوي. هو إذن تغيير اضطراري لا يجب أن يتأثر به دفاع الفريق ولو أن اليعقوبي قد أضاف عنصر الصلابة على آداء هذا الخط وتحسن مردوده بصفة جلية بمرور اللقاءات في ظل تفاهمه مع الذوادي، على كل حال هي فرصة سانحة للمشاني لكسب ثقة الإطار الفني وتأكيد جدارته بمكان ضمن التركيبة المثالية، وهذا هو التنافس الشريف الذي يضيف للأحمر والأصفر قوة وفاعلية.
